• ×

12:06 مساءً , الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024

خطبة الجمعة 06-12-1434هـ بعنوان توديعُ الحُجَّاجِ وأَحكامُ الأَضَاحِي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله أتمَّ علينا النِّعمَةَ وأكملَ لنا الدِّين,نشهد ألا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ رَبُّ العالَمِينَ,ونَشهَدُ أنَّ مُحمَّدَا عبدُ الله ورسولُه المُصطفى الأمينُ,صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ وأَتبَاعِهِ بِإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعدُ:فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حَقَّ التَّقوى واستَمسِكُوا من الإسلام بالعُروة الوُثقُى,واشكروا اللهَ على نِعَمٍ تَترَاً: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى.
بدأنا هذا اليومَ نُودِّعُ حُجَّاجَنا,وقلوبُنا معهم!تَرْقُبُهم وتَدعوا لهم,فَنَقُولُ لهم:زوَّدكم الله التَّقوى وغَفَرَ ذَنُوبَكُم ويَسَّر لكم الخيرَ,ونَستَودِعُ الله دِينَكم وأماناتِكم وخواتيمَ أعمالِكم , وإنَّا أيُّها الحُجَّاجِ نُبَشِّرُكُم ببشارةِ رسولِ الله « أنَّ الحَجَّ المَبْرُورَ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ». فاحرص أيُّها الحاجُّ أنْ يكونَ حَجُّكَ كذلكَ بأنْ تَبتغِيَ به وجهَ اللهِ تعالى والدَّارَ الآخرةَ. قُل:«اللَّهُمَّ حَجَّةً لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةً». واحرص على إتباع سُنَّةِ نَبِيِّكَ في كلِّ المَنَاسِكِ فقد كانَ يُؤدِّيَ المَنَاسِكَ ويقولُ: «خُذُوا عَنِّى مَنَاسِكَكُمْ».وأكثروا من ذكرِ الله ومن التَّكبيرِ والتَّلبِيَةِ,«فأَفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ والثَجُّ»والعَجُّ رفعُ الصَّوتِ بالتلبيةِ,والثَّجُّ إراقةُ دَم الهَدي والنُّسُكِ,وتَعلَّموا أَحكَامَ الحَجِّ حتى تَعبُدُوا اللهَ على عِلمٍ وبصيرةٍ.
أيُّها الحاجُّ الكَريمُ:ابتعد عن الآثامِ فاللهُ يقولُ: فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ. وتَحلَّوا بالصَّبرِ الجميلِ وأَحسِنُوا إلى عبادِ اللهِ بكلِّ ما تستطيعونَ تَعلِيمَاً وإرشادَاً وإطعَامَاً وإيواءً,فقد سُئلَ رسولُ الله ما برُّ الحجِّ؟ فَقالَ: « إِطْعَامُ الطَّعَامِ وإفشاءُ السَّلام وَطِيبُ الْكَلاَمِ.» تقبَّل الله منَّا ومنكم صالح القول والعمل ولا تَنسونَا من صالِحِ دُعائِكم .
عبادَ الله:ولئن مَضى الحُجَّاجُ بالأجرِ والغَنِيمَةِ فَفَضْلُ الله وَاسِعٌ,وجُودُهُ ليس له حدٌّ,فقد شرعَ لنا رَبُّنا صيامَ يومِ عَرَفَةَ!وجَعَلَهُ مُكفِّراً لذنوبِ سَنَتَينِ كَامِلَتَينِ!كما قَالَ ذلِكَ رَسُولُ اللَّهِ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». ألم تعلموا يا مسلمونَ:أنَّ يومَ عرفةَ هو يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامُ النِّعمةِ!فما أعظَمَهُ من يومٍ أقسمَ اللهُ فيه فقال: وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ. قال: «الشَّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ، وَاليَومُ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ».وما أجلَّه من يومٍ يُباهي الله فيه,وما أشرَفَهُ من يومٍ يَستَجِيبُ الله فيه ويُقيلُ فيه,ويغفرُ فيه,يَومٌ مَا رُئِيَ إِبلِيسُ أَحقَرَ وَلا أَغيَظَ مِنهُ فِيهِ؛ وَذَلِكَ لِمَا يَرَى مِن تَنَزُّلِ الرَّحماتِ وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ السَّيئاتِ,عن عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ قال: «مَا مِن يَومٍ أَكثَرُ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبدًا مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ،وَإِنَّهُ لَيَدنُو ثُمَّ يُبَاهِي بهم الملائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ».قال ابنُ رجبٍ رحمهُ اللهُ:العتقُ من النَّارِ عامٌّ لِجميعِ المسلمينَ بحمدِ اللهِ. اللهُ أكبرُ يا مؤمنونَ:كم في يومِ عرفَةَ من مُتَضَرِّعٍ للهِ وَمُنكَسِرٍ؟!كم منْ خائِفٍ وَوجِلٍ؟! كَم مِن رَجُلٍ بَادَرَ بِالتَّوبَةِ فَبَادَرَهُ اللهُ بِالغُفرَانِ؟!ملايينُ البَشرِ تجأَرُ إلى اللهِ بِمُختَلِفِ اللُّغَاتِ،بِجميعِ الحاجاتِ,وَاللهُ سُبحَانَهُ سميعٌ بصيرٌ،لا تختَلِفُ عَلَيهِ الأَلسِنَةُ وَلا يَشغَلُهُ سُؤَالٌ عَن سُؤَالٍ.فَفِيهِ أَفضَلُ الدُّعَاءِ وَأَرجَى المَسأَلَةِ،قال: «خَيرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَومِ عَرَفَةَ، وَخَيرُ مَا قُلتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِن قَبلِي:لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ». فعظِّموا ذلكَ اليومَ وصُومُوهُ للهِ تَعالى وحُثُّوا أولادَكم عليه,وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ اللهَ سَمِيعٌ قريبٌ لا تخفى عليه خافيةٌ،عفوهُ واسعٌ،وَرَحْمَتهُ وسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ.
نَحنُ نَدعو الإلهَ فِي كلِّ كَرْبٍ ثُمَّ نَنْسَاهُ عندَ كَشْفِ الكُرُوبِ
كيفَ نَرجُو إجـابَةً لِدُعَـاءٍ قَد سَدَدْنَا طَرِيقَهَـا بالذُّنُوبِ
فاللهمَّ ارزقنا توبةً صادِقَةً نَصوحاً ياربَّ العالَمينَ.اللهمَّ أعنَّا جميعاً على ذكرك وشكرك وعلى حسنِ عبادتك,
يامؤمنونَ: أعمُروا قُلُوبَكم وألسِنَتِكم وأوقاتَكم بذكرِ اللهِ تعالى,ورَدَّدوا هذهِ الأيامَ : اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إله إلا اللهُ,و اللهُ أكبرُ و اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ, أقولُ ما تَسمعُونَ واستغفرُ الله لي ولكم ولِسائِر المسلمين فاستغفروه من كل ذنبٍّ إنَّه هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله،تفرَّدَ عزًّا وكَمَالاً،نَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تقدَّسَ وتعالى،أَمَرَنَا بِعبادَتِهِ وطَاعَتِهِ غُدُوًّا وآصالاً،ونشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُهُ أزكى الورَى خِصالاً، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبَاركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ والتَّابعينَ لهم وَمَن تَبِعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يَومٍ يُحشَرُ النَّاسُ فيهِ إلى اللهِ تباركَ وتعالى. أمَّا بعدُ:فأوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى الله في كلِّ وقتٍ ومَكانَ،فاحفَظُوا أوامِرَ ربِّكم تُحفَظوا،وعظـِّموا شَعَائِرَهُ تَتَّقُوا!: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ. وابشروا يامؤمنونَ:فقد شَرَعَ لَنا ربُّنا ما نُشارِكُ به حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحَرَامِ من ذَبحِ الأَضَاحي والقُربانِ,فَهي من أعظمِ شعائِرِ الدِّينِ وهي سُنَّةُ أَبِينَا إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ,وقد أمَرَ اللهُ المُرسلينَ والمُؤمِنينَ فقالَ: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ. فالأضاحي من أَجَلِّ العِبَادَاتِ وأَحبِّها إلى اللهِ تَعَالَى ولَمَّا سُئِلَ رَسولُ الله عن الأضاحي قالَ: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ».وقد قالَ بوجوبِها عَدَدٌ من العلماءِ لقولِ الرَّسولِ : «مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ,فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا».وقال ابنُ عمرَ رضي الله عنهما:أقامَ النَّبيُّ بالمدينةِ عشرَ سنينَ يُضحي.وقال ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:"ولم يَكنْ يَدَعُ الأُضحِيَةَ".قال الشيخُ ابنُ العُثيمينَ رحمَهُ الله:والقولُ بِالوجوبِ أَظهَرُ بِشرطِ القُدرَةِ أمَّا الْمَدِينُ فإنَّه لا تَلزَمُهُ الأُضحِيَةُ بل إنْ كان عليه دَينٌ فَينبَغي أنْ يَبدَأَ بالدَّين قبلَ الأضحيةِ). أيُّها الكرامُ:وبعضُ إخوانِنا قد يتذمَّرُ من ارتفاعِ أَسعَارِ الأَضاحي!فَيجعَلُ ذلك مُبرراً لِعدمِ الشِّراءِ وهو قَادِرٌ ومُوسِرٌ!والعَجِيبُ أنَّنا قد نُنفِقُ أَضعَافَ هذه المَبَالِغِ في قِطعةِ أثاثِ منزليَّةٍ أو في نزهةٍ عائليةٍ!ونَتَكاثرُ سِعرَ أُضحيةٍ سنويَّةٍ! فَدَعْ عنكَ كَيدَ الشَّيطانِ,فَإنَّهُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ! وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ المَغْفِرَة وَالفَضْل!وبَعضُنا قد يُفَاخِرُ بالأسعارِ فَيَقولُ:اشتَريتُ بِأغلى الأثمانِ,أو أَطيبِ ما في السُّوقِ,وَكأَنَّنا بِذَلِكَ نَمُنُّ على اللهِ بالنَّفَقَةِ والأضحِيَةِ,واللهُ تعالى يقولُ: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
عبادَ اللهِ:وإنَّ لِلأضاحِي أحكامٌ وحِكَمٌ: فمن أحكامِها أنَّ الأصلَ أنْ تكونَ الأضحيةُ عن الأحياءِ ويجوزُ أن يُشركَ معه في الأجرِ والثَّوابِ من أرادَ أحياءً وَمَيِّتِينَ,ولذا أنصحُ إخوانِي أنْ يُشرِكوا معهم والِدَيِهم في كُلِّ عملٍ صالِحٍ فَفَضلُ اللهِ واسِعٌ,وجُودُهُ ليسَ لهُ حدٌّ. وَيُشتَرَطُ في الأَضاحي أنْ تكونَ من بَهيمةِ الأَنعامِ وهي الإبلُ والبقرُ والغنمُ وأنْ تَبلُغَ السِّنَّ المُعتَبَرَ شَرعَاً,وأنْ تكونَ سالِمَةً من العُيوبِ فقد سُئل رسولُ الله: ماذا يُتَّقَى من الأَضاحِي فَأَشَارَ بِيدِه «فَقَالَ:أَرْبَعَاً الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لاَ تُنْقِي»وَيسأَلُ البَعضُ عن الْخُرَّاجِ في الأُضحيةِ وهو الطَّالُوعُ؟فَيقولُ ابنُ العُثيمِينَ رَحِمَهُ اللهُ:إنْ كان الطَّالُوعُ حَيَّاً مُفسِداً لِمَا تَحتَهُ من الَّلحمِ فلا تُجزئُ الأُضحيةُ وإنْ كان مَيتَاً فلا يَضُرُّ.ويشترطُ في الأضحيةِ كذلكَ أنْ تكونَ مُلكا لِلمُضحي أو مَأذُونَاً لَهُ فيها وبعضُ الناسِ يتأخَّر في تَسديدِ المَبلغِ أو يماطلُ فيه وهذا لا يجوز أصلا فكيفَ إذا تَعلَّق بنسكٍ!؟وآخرُ الشُّروطِ أن يكونَ الذَّبحُ في الوَقتِ الْمُحدَّدِ شَرعاً مِنْ بعدِ صلاةِ العيدِ إلى آخر أيامِ التَّشريقِ,قال رَسولُ اللهِ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكَ فِي شيءٍ». فيا عبادَ اللهِ:طِيبُوا بِها نَفْسَاً واستَسمِنُوها وأَخلِصُوا بِها لله تعالى: « فإنَّ الله طيّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طيّباً». تَقَبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم صالِحَ القولِ والعمَلِ. أيُّها المؤمنون:عيدُ الأَضحى شِعَارُنا فحضورُهُ عبادَةٌ,والتَّخَلُّفُ عنهُ خَسَارَةٌ ونَدَامَةٌ,وقد أمَرَ رسولُنا العَواتِقَ وهُنَّ البَنَاتُ البَالِغَاتُ,وذواتُ الخُدُورِ وهنَّ الصَّغيراتُ,حتى الحيَّضَ أمرهُنَّ أنْ يَخْرُجنَ لِصَلاةِ العِيدِ وأنْ يَشهدنَ الخَيرَ ودَعوةَ المؤمنينَ!فكيف بالشَّبابِ والرِّجالِ الأَقوياءِ,ويسنُّ لنا مَعاشِرَ الرِّجَالِ الاغتِسَالُ والتَّطيُّبُ ولُبسُ أحسنِ ما نجدُ,فقد كان رسولُ الله يغتسلُ يومَ الفطرِ ويومَ الأَضحى ويَلبَسُ أحسنَ ثيابِه ويتَطَيَّبُ بأحسنِ ما يجدُ, أمَّا النِّساءُ فَيَخرُجنَ مُحتَشِمَات غيرَ مُتَطَيِّبَاتٍ,والسُّنةُ أن نَذهبَ مَشْيَاً على الأَقدَامِ ولا نَأكُلَ شَيئَاً قَبلَ الصَلاة حتى نَأكُلَ من الأُضحيةِ وأنْ نَذهبَ من طَريقِ ونَعودَ من آخرَ,
وإنَّهُ يا كرامُ : ستُقَامُ صلاةِ العيدِ في هذا الجامعِ بِإذنِ اللهِ في تمامِ السَّاعةِ السَّادِسَةِ وعشرينَ دقيقةً , كما توجدُ إعلاناتُ المُصلَّياتِ والجوامِعِ على الأبوابِ, عبادَ اللهِ:أكثروا من ذِكرِ اللهِ تعالى,فهو شِعَارُ هذهِ الأيامِ المَعلُوماتِ,ومن أفضَلِ أعمالِها! وارفعوا أصواتَكم بِذلِكَ خاصَّةً عند الخُروجِ لصلاةِ العيدِ,فقد كان رسولُ الله يَخرَجُ في العيدِ رَافِعَا صوتَهُ, عبادَ اللهِ نستودِعُكمُ اللهُ الذي لا تضيع نستودِعُ اللهَ دينَكم وأماناتِكم وخواتيمَ أعمالِكم وجمعنا اللهُ جميعاً على الخير والبِرِّ والتقوى إخواناً مُتحابينَ وعلى سُررٍ متقابلينَ,اللهم تقبَّل الله منَّا صالح القول والعمل.اللهم اختم لنا عشرنا بغفرانِكَ والعتقِ من نيرانِكَ.واجعل مُستقبلنا خيراً من ماضينا.عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ. نَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ مِنْ كُلِّ طَاعِنٍ ... عَلَيْنَا بِسُوءِ أَوْ مُلِحٍّ بِبَاطِلِ . وَمِنْ كَاشِحٍ يَسْعَى لَنَا بِمَعِيبَةٍ ... وَمِنْ مُلْحِقٍ فِي الدِّينِ مَا لَمْ نُحَاوِلِ
اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَينا فَلاَ نُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لَنا، نَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ،وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِنا غَضَبَكَ,أَوْ تُحِلَّ عَلَينا سَخَطَكَ،لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى،وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ .اللهمَّ أصلح أحوال المسلمينَ واحقن دمائهم ووحِّد صفُوفَهم وهيئ لهم قادةً صالحين مُصلحينَ ياربَّ العالمين.اللهم سهل على الحجاج حجهم وفقهم ويسر لهم أمورهم,ورُدَّهُم غانمين سالمينَ وبرضوانكَ فائزينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوهاب : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.


بواسطة : admincp
 0  0  4.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:06 مساءً الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024.