• ×

02:12 مساءً , السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024

خطبة الجمعة 11-06-1435هـ بعنوان انظروا عمَّن تَأخُذُونَ دِينَكُم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله نزَّل الذِّكرَ وحفظه على مَرِّ الأزمانِ،قيَّضَ له عُدولا يحمِلُونه في كلِّ عصرٍ وأوانٍ ، جعلَ لأمَّتنا مَنَابِرَ هُدى بِهم يُحتذَى ويُقتدَى,نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رَبُّ والأرضِ والسَّما,وَنَشهدُ أنَّ محمداً عبدُ الله ورسولُه الصَّفِيُّ المُجتبى,بلَّغ وبَشَّر,وحذَّر وأنذرَ, وتركنا على بيضاءَ لا يزيغ عنها إلا أهلُ الضلال والهوى,صلى الله وسلَّم وباركَ عليه،وعلى آله وأصحابِه ومَن بهداهم اهتدى.أمَّا بَعدُ:فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ حَقَّ التَّقوى،وَتَمَسَّكُوا مِنَ الإِسلامِ بِالعُروَةِ الوُثقى،ثُمَّ اعلَمُوا يا مؤمنون:أَنَّ مَن أَرَادَ الحَقَّ أَصَابَهُ،وَمَن طَلَبَهُ وَجَدَهُ،وَمَن لَجَأَ إلى اللهِ وَفَّقَهُ اللهُ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرضَاهُ، قال سبحانَه: ومن يَعتَصِمْ باللهِ فقد هُدِيَ إلى صِرَاطٍ مُستَقيمٍ أيُّها المسلمون:خيْرُ ما يُعملُ نَشرُ عِلمٍ نَافِعٍ وعَمَلٍ صَالِحٍ تَحتَاجُه الأمَّةُ،لِيهديَها من الضَّلالَةِ، ويُنقذَها من الغواية،ويخرجَها مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.وقد حضَّ الله على ذلك فقال: فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون .فالعلمُ النَّافِعُ شَرَفٌ لِأَهلِهِ ورفعَةٌ لهم في الدَّارينِ،قالَ اللهُ جَلَّ وعلا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ .وَصَاحِبُ العِلمِ حقِيقةً هو الذي يَعملُ بِعلمِهِ،وَيكونُ قُدوةً لِغيرهِ.يَقِفُ عِندَ حُدُودِ اللهِ،يَقُولُ بالحقِّ ويُرضي الربَّ,ولا يُتاجِرُ بِدِينِهِ بِعَرَضٍ من الدُّنيا!يتأدَّبُ بِشرعِ اللهِ،وَيَتَحَلَّى بِأخلاقِ الإسلام،كلُّ مَنْ رآهُ أَحَبَّهُ واقتَدَى به. صَاحِبُ العِلمِ النَّافِعِ هو الذي يَنشُرُ عِلمَه في الآفَاقِ،فلا يَكتُمَه،ولا يَبخَسُهُ,فإذا ما سُئِلَ أَبَانَ الحقَّ بلا ريبٍ ولا التباسٍ وِفْقَ ما دلَّ عليه السُّنةُ والكتابُ. إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ .ورسولُ الله قال: ((مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يَعْلَمُهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ )).

فما أعظَمَه من وعِيدٍ على عالمٍ كتمَ عِلمَهُ وأَخفَاهُ!يَرى البَاطلَ والحَرامَ والمَعَاصِيَ فلا ينطِقُ بالحَقِّ!ولا يُنكِرُ الباطِلَ! والحَقُّ تباركَ وتعالى يقولُ: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ . ألا تعلمُونَ يا مؤمنونَ أنَّ العُلماءَ والمُفتُونَ مُوَقِّعُونَ عن رَبِّ العالَمينَ؟فقد شبَّهَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ العالِمَ والمُفتيَ بالوزيرِ المُوقِّعِ عن المَلِك،فقال:"فإذا كان مَنصِبُ التَّوقِيعِ عن المَلِكِ بالمَحَلِّ الذي لا يُنكرُ فَضلُهُ ولا يُجهلُ قدرُه،فكيفَ بِمنصِبِ التَّوقيعِ عن ربَّ الأرضِ والسَّمَاواتِ؟!".همُ العدولُ لِحَمْلِ العلمِ كيف وهمْ أُولو المَكَارِمِ والأخلاقِ والشِّيَمِ . هم الجهـابذةُ الأعـلامُ تَعرِفُهـم بيْنَ الأنامِ بِسيمَـاهُم ووسْمِهمِ . هم ناصرو الدِّين والْحامونَ حوزتَه من العـدوِّ بجيـشٍ غيرِ مُنهزمِ فكانَ قَولُ أحدِهم على الله تعالى بغيرِ علمٍ من أعظمِ المُحرَّماتِ؛لما فيه من جرأةٍ وافتراءٍ على الله وإغواءٍ وإضلالٍ للناس، وهو من كبائر الإثمِ والعدوان، قال الله تعالى: وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم .والذي يُفتي الناسَ بلا عِلمٍ كاذبٌ على ربِّنا سبحانه، كاذبٌ على رسولِنا القائِلِ: ((من قال عَليَّ ما لم أقُل فليَتبوَّأ بيتًا مِن جهنَّم،ومن أُفتِيَ بغيرِ عِلمٍ كان إثمُه علَى مَن أَفْتَاه)) متفق عليه.

أيُّها المُسلمونَ:وإنَّ من أعظم الفِتنِ التي تُعاني منها أمَّتُنا المُسلِمةُ في هذا الزَّمَنِ هي فِتنَةُ غَيابِ الحَقِّ ولَبسِهِ بِالبَاطِلِ،وفُقدَانِ هَيمَنَةِ المَرجِعيَّةِ الدِّينِيَّةِ الصَّحِيحَةِ في إِبداءِ الحقِّ ونُصرتِهِ, أَمامَ البَاطلِ وزَيفِهِ,دُونَ تَرَدُّدٍ أو خَوَرٍ, غيرَ مُكترثينَ لِشُبُهاتٍ طاغِيَةٍ أو شَهواتٍ دَائِمَةٍ،

فإن عَدَلَ عُلَماءُ الإسلامِ عن ذلكَ فقد عَرَّضوا صورةَ الإسلامِ,والمُجتَمَعَاتِ المُسلِمَةِ لِخَطَرينِ دَاهِمَينِ:أَحَدُهما:التَّشوِّيشُ على قِيَمِ الإسلامِ وَمَفَاهِيمَهِ الثَّابِتَةِ بِإدخَالِهمُ الزَّيفَ على الصَّحِيحِ, والغَرِيبَ الدَّخِيلَ على المَكِينِ الأَصِيلِ،حتى يُغلَبَ النَّاسُ على أَمرِهم في هذا الفَهمِ المَقلُوبِ، وَيبقَى في نُفوسِ المُخلصينَ أمَلٌ في رَدِّ الحقِّ إلى نِصَابِهِ،مُؤمنينَ بقولِ الحقِّ تباركَ وتعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا . قالَ ابنُ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه: (كيف بِكم إذا لبِستكُم فِتنةٌ يَربو فِيها الصَّغِيرُ،ويَهرمُ فِيها الكَبِيرُ،وتُتَّخَذُ سنَّةً،فإن غُيِّرت يومًا قيل:هذا منكَر)،قالوا:ومتى ذلك؟ قال: (إذا قلَّت أُمَنَاؤكُم،وكَثُرت أُمراؤكُم،وقلَّت فُقَهاؤكُم، وكثُرت قُرَّاؤكُم،وتُفُقِّه في غِيرِ الدِّينِ،والتُمِستِ الدُّنيا بِعمَلِ الآخِرَةِ).

وأمَّا الخَطَرُ الثَّاني عبادَ الله:فهو أنَّ هذا التَّلبِيسَ والتَّضلِيلَ على المُسلمينَ يَنتهي بالمُسلمينَ إلى الفُرقةِ التي يَصعُبُ مَعها الاجتماعُ والأُلفةُ؛إذْ كُلُّ طائفةٍ تَزعُم أنَّ مَنهجَهَا أصوَبُ !! وإنِّما دِينُ الإسلام شِرعةٌ واحدةٌ وَصِبغَةٌ نَقِيَّةٌ,ولكنَّهُ التَّضلِيلُ والتَّلبِيسُ والتَّخديرُ الذي يَفعَلُ بِالمُجتَمَعَاتِ المُسلِمةِ ما لا تفعلُه الجيوشُ العاتِيَةُ. عبادَ اللهِ:إنَّ كتابَ اللهِ مَليءٌ بالحذَرِ من مُمتَهِنِي التَّضلِيلِ والتَّلبِيسِ،وقد عَابَ عليهم الباري مُخادَعةَ أَقوامِهم وشُعُوبِهم حينَ دسُّوا في الشَّرِيعةِ مِا لَيسِ مِنها فَقالَ اللهُ تعالى لهم: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ .وأكَّدَهُ بقوله: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ . فاللهمَّ أرنا الحقَّ حقاً ورزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ياربَّ العالمين

أقول قولي هذا،وأستغفِر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله،رَفَعَ شَأنَ العلماءِ العَامِلينَ,والدُّعاةَ الصَّادِقينَ,نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة حقٍّ وصدقٍ ويقين،ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الصَّادقُ النَّاصحُ الأمين،صلَّى اللهُ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وإيمانٍ إلى يوم الدين.أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.وأطيعوا الربَّ والمولى.فإنَّ أجسادَنا على النَّار لا تقوى.أيها المسمون:لقد خاف رَسولُنا على أُمَّتِهِ من ثلاثٍ فقالَ : (( إِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ ثَلاثٍ : مِنْ زَلَّةِ عَالِمٍ ، وَمِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ ، وَمِنْ حُكْمٍ جَائِرٍ)). وأنت مُطالَبٌ يارعاكَ اللهُ بالبَحثِ والتحرِّي عمَّن تأخُذُ منهُ دِينُكَ وفتواكَ كما قالَ غيرُ واحدٍ من السَّلَفِ: ( إنَّ هذا العلمَ دِينٌ فانظروا عمَّن تأخُذُونَ دِينَكُم ).فأثمنُ شيءٍ لدَيكَ دِينُكَ، وأَعظمُ بِضاعةٍ تَسعى لَها تَحقيقُ تقوَى الربِّ جلَّ وعلا،وذلك لن يكونَ إلا بأخذِكَ بالعِلم الشرعيِّ الصَّحِيحِ من العالِمِ الرَّبَّاني المُتَجَرِّدِ الصَّريحِ.

ولهذا عبادَ اللهِ:لا يقعُ الاضطرابُ والتخبُّط في الفتاوى إلاَّ حين تصدُرُ بِمنأَىً عن مُراعاةِ مَقَاصِدِ الشَّريعِةِ الغَرَّاءِ،فمن الخطأِ الإفتاءُ بالأدِلَّةِ الجُزئِيَّةِ دُونَ رَبطِها بالمَقَاصِدِ العَامَّةِ للشَّرِيعَةِ وإنَّ مِمَّا يَجبُ كذلِكَ أن يُراعَى العالِمُ النظرَ في مَآلاتِ الفَتَاوى،وأنْ يُقدِّرَ عَواقِبَ فَتواهُ،وما يَترتَّبُ عَليها في الحَاضِرِ والمُستَقبَلِ، قال ابنُ القَيِّمِ رَحمهُ اللهُ في كلامٍ بَدِيعٍ: "فإذا كانَ في المَسأَلَةِ نَصٌّ أو إجماعٌ فَعليهِ تَبليغُهُ بِحسَبِ الإمكانِ،فمن سُئِل عن عِلمٍ فكتمَه ألجمَه الله يومَ القيامة بلِجامٍ من نار،هذا إذا أَمِن المُفتي غائلةَ الفتوى، فإنْ لم يَأْمَنْ من غائِلتها وخافَ مِن ترتُّب شرٍّ أكبرَ أمسَكَ عنها تَرجِيحًا لِدَفعِ أعلَى المَفسَدَتَينِ باحتمَاِل أدنَاهُما".انتهى. أيُّها المُؤمنونَ:للعالمِ أنْ يُمسكَ عن الفتوى,لكن لا يجُوزُ بِحالٍ أنْ يُزَيِّنَ الباطِلَ,ويقلِبَ الحقائقَ,ويُلَبِّسَ في دِينِ اللهِ ما ليسَ منهُ! قالَ اللهُ مُحذِّراَ من هذا المسلَكِ المَشينِ: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ .

كما الواجبُ علينا يا مؤمنونَ:التَّسليمُ بِشريعةِ اللهِ كامِلةً غيرَ مُحَرَّفَةٍ ولا مَنقُوصَةٍ,فهي شريعةٌ خالدةٌ،لا لبسَ فيها ولا خفاءَ،صالِحةٌ لكلِّ زمانٍ ومَكانٍ،لا عِزَّ لأمَّتِنا إلاَّ بِها،وأنَّ الخذلانَ والخَسَارَ بِبُعدِنا عنها.فيا مؤمنون:رَدِّدوا دوماً: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ . فعليكَ يا مسلمُ أنْ تَتَّقِيَ ربَّكَ،وأن تَكونَ على بَصِيرةٍ في دينِكَ،فَمَا فَصَّلَ اللهُ الآياتِ إلاَّ لِيَستَبِينَ سَبِيلَ المُجرمِينَ، وأنت أيُّها المُباركُ أيضا مُطالَبٌ بأن تتَهديَ إلى طريقِ الحقِّ والصَّوابِ,فقد كانَ نَبِيُّنا يَستَفتِحُ صلاتهُ بقوله: (« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ». عباد اللهِ:في الفتوى السليمةِ صلاحُ الفرد وسلامةُ وأمنُ المجتمع، قال الله تعالى: وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيد .في الفتوى القويمة السليمةِ توثيقُ صلة الأمةِ بعلمائها،وما أحوجنا إلى ذلك التلاحم الذي يقودُ رِكَابَه حملة أشرف رسالة. ولتبشر أمتُنا بالفوز فإن اللهَ سبحانه يقولُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم . فاللهمَّ إنَّا نسألك الثباتَ على الحقِّ والاستقامةَ على الهدى،اللهم اجعلنا ممِّن يعمل بالقرآن فيحِلُّ حلاله ويحرمُّ حرامه ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه.اللهمَّ اجعلنا ممِّن يقيم حدودَه، ولا تجعلنا ممّن يقيم حروفَه ويضيِّع حدودَه.اللهمّ ثبّتنا على القرآن، وأمِتنا على العمَل به وإتباع سيِّد الأنام.اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ياربَّ العالمين. ولا تزِغ قلوبَنا بعد إذ هدَيتنا، وهَب لنا من لدُنك رحمةً إنّك أنت الوهّاب. اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا وحبيبنا محمّد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. عباد الله أذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
بواسطة : admincp
 0  0  3.6K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:12 مساءً السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024.