• ×

01:37 صباحًا , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

خطبة عيد الفطر المبارك 01-10-1435هـ بعنوان عيدُنا أَحلَى وَأَبهَى

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
اللهُ أكبرُ جَلَّ عن شريكٍ وولدٍ،وتقدَّسَ عن نظيرٍ وانفرد,أفاضَ علينا وأجادَ،وأنعمَ علينا وزادَ، أَطْعَمَنَا مِنَ الْجُوعِ،وَآمَنَنَا مِنَ الْخَوْفِ،وَهَدَانَا مِنَ الضَّلَالَةِ،نِعَمُهُ فِينَا لَا تُعَدُّ،وَفَضْلُهُ عَلَيْنَا لَا يُحَدُّ،بَلَّغَنَا رَمَضَانَ،وَوَفَّقَنَا لِلصِّيَامِ وَالْقِيَامِ،وَدَلَّنَا عَلَى طُرُقِ الخَيرِ والْإِحْسَانِ،فَاللَّهُمَّ اقْبَلْ طَاعَتَنَا،وَاغْفِرْ زَلَّتَنَا،وَأَنْعِمْ عَلَيْنَا بِالْعَفْوِ والغُفْرانِ,وَالْعِتْقِ مِنَ النِّيرانِ،نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةَ من آمنَ به وأَسْلَمَ،وفوَّضَ أَمرَهُ له واستَسلَمْ ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه المُصطفى الأعظَم,حَرِصَ علينا فنَصَحَ وعَلَّمْ،: )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(.صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ؛وأتباعهِ بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.

أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم عبادَ اللهِ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ في الإِسرَارِ وَالإِعلانِ،فتَقوَى اللهِ عُروَةٌ لا تَنفَصِمُ،وَحَبلٌ لا يَنصَرِمُ،اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أُمَّةَ الإِسلامِ: عيدُنا عبادَةٌ وعقيدَةٌ أصيلٌ في نفسه متميِّزٌ في يومهِ,أعيادُنا سَمَاوِيَّةٌ,ليست كأعياد البَشرِ،لَيسَت لِمَولِدِ عَظِيمٍ،وَلا لِتَوَلِّي مَلِكٍ وَلا لِعَزلِ رَئِيسٍ،ولا لانتصارِ جُندٍ,أعيادُنا فَرَحٌ بِإِكمَالِ العِبَادَاتِ،ودُعَاءٌ بقَبُولِها: )قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(. وللصائمِ فرحتانِ: إذا أفطرَ فَرِحَ بِفِطرِه،وإذا لَقِيَ ربَّه فرحَ بصومِهِز
أيُّها المسلمونَ: حُقَّ لنا أنْ نَفرحَ ونَهنأ بعيدِنا,فَنَحنُ في يوم الجَوائِزِ،فيا من أدَّيتم فرضَكم وأطعتم ربَّكم,وصُمتُم شَهركم,أحسنُوا الظَّنِّ بِرَبِّكم,وثِقوا بحسنِ جَزَائِهِ وَثوَابِهِ,فانشروا المَحبَّةَ بينَكُم,وتزاورُوا وتَبَادَلُوا التَّهاني والدَّعواتِ بِعُمُرٍ مَدِيدٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ سَدِيدٍ.اليومَ فرحٌ وسرورٌ, لا نريد أحداً حزينا!نريدُكَ أنْ تعيشَ مُبتهجًا مُتفائلاً,بتلك الإنجازاتِ التي حقَّقتها في رَمضانَ! لقد كشفَ لنا رمضانُ،أنَّ في نُفُوسِنَا خَيراً كَثِيراً،وأنَّنا قادِرُون بإذنِ الله على فعل الكثيرَ لأنفسِنا ولأمَّتنا,فلقد عشنا مع القرآنِ الكريمِ تلاوةً وتدبُّرا,فأدركنا أنَّ القرآنَ الكريمَ هو النَّجاةُ والنُّورُ, )قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(.فلا يسوغُ لنا شرعا أو عقلا أنْ نتخذَه وراءَنا ظِهريَّا.اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أيُّها المُسلِمونَ: لقد علَّمنا رمضانُ معنى الجودِ والبِرِّ والإحسان,فلا تَغفُلُوا عن تلك الصِّفاتِ العاليةِ والأخلاقِ الحميدَةِ طِيلةَ العَامِ ؟ فمن للمحتاجينَ والمعوِزينَ بعد الله إلا أنتم؟واللهُ يَعِدِكُم ويقولُ: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).لقد كشف لنا رمضانُ عن قوةِ صَبْرِنا وعَزِيمَتِنا على شَهَواتِنا!فَأدركنَا أنَّا قادرون على التَّغلُّبِ على أنفسنا وعلى الشَّيطانِ الرَّجيم فَهَجَرنا القَنَواتِ والمُسَلسَلاتِ والشَّبكاتِ وانْقَطَعْنا عن استِرَاحَاتِ الَّلهو والغفلةِ التي تضرُّ ولا تنفع!لقد ابتعدنا بحمدِ اللهِ عن الدُّخانِ وعن الشِّيشَةِ بِأنواعِها!فأدركنا أنَّ عندنا عَزِيمَةً قويَّةً وإرادَةً نافِذةً نستَطيعُ معها بعدَ عونِ اللهِ وتَوفيقِهِ أنْ نَترُكَهُ كُلِّيِّاً!حقَّاً ما أكرمكَ يا رمضانُ وما أعظمكَ وصدقَ اللهُ: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

أيُّها المؤمنون: يَومُنا عَظِيمٌ وَعِيدُنا كَريمٌ، فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدرِهِ،أُعفُوا وَاصفَحُوا، أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُمز استقبلوا عيدَكم بِصَفَاءِ القُلُوبِ ونَقَائِها من الشَّحناءِ والبَغضَاءِ والتَّقَاطُعِ.كفى أيُّها المُتَهَاجِرونَ،إلى متى ونحن مُتعادُون ومُتَقاطعونَ؟ألا نَستفتحُ عيدَنا بقلوبٍ ملئُها الصَّفاءُ والمَوَدَّةُ؟ والأُخُّوةُ والمَحَبَّةُ؟فيا أحبابَنا:قبل حُسْنِ مَلْبَسِنا دَعوةٌ أنْ نُنَظِّفَ قُلوبَنا،اتركوا ما مضى أنتم قلتم ونحن قلنا،وفعلتم ونحن فعلنا! ردِّدوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(. اللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَدَنَوْتُ مِنْ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبَكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيَكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرَكُمْ».عبادَ اللهِ:لقد كتبَ اللهُ لنا الخيريةَ بأمرِنا بالمعروف ونَهيِنا عن المُنكَرِ!والتَّلاومُ لِوجودِ مُنكراتٍ لن يُجديَ شَيئًا,وإنَّ السُّكوتَ سَيَزِيدُ الأمرَ سُوءاً, فهو مَسؤولِيَّة ُالجميعِ,كما أنَّ نفعَه وخيرَه لِصَالِحِ الجَمِيعِ,ألم يقل مولانا: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).وإذا مَا تَظَاهَرَ أُنَاسٌ بالمُنكَرِ جَهَاراً وَجَبَ إنكارُه,فإنْ سكتَ النَّاسُ,فالكلُّ عُصاةٌ هذا بِفعلِهِ وذَاكَ بِرِضَاه,عَنْ جَرِيرِ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:«مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا».

اللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

معاشرَ المُؤمنين والمُؤمِناتِ:اللهُ جلَّ في عُلاهُ يُخاطِبُ النِّساءَ فيقولُ: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ).ونَحنُ مأمُورونَ بِدَلالةِ نِسائِنا على كُلِّ خيرٍ وإبعادِهنَّ عن كُلِّ مُنكرٍ وفِتنَةٍ وشَرٍّ!فهذهِ آيةٌ عظيمةٌ لو عَمِلنا بها لَحُزْنا خَيري الدُّنيا والآخرة,فالأصلُ يا أمَةَ اللهِ قَرَارُكِ في بيتِكِ؛إذْ أنتِ نورُ أركانِه وسكونُ أرجائِهِ،فاصبري على تَعَبِ المَنزِلِ,وكَلَفَةِ التَّربيةِ والزَّوجِ,فَلَرُبَّما انساقت امرأةٌ لِعَاطِفَتِها وتَساهلت في حِشمَتِها ولِبَاسِها وَعَبَاءَتِها ونِقَابِها وَنَسِيت نِداءَ رَبِّها: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا). لَعلَّها تَنتَظِرُ ثَنَاءَ المُعجبَاتِ وَمدْحَ النَّاظِرينَ والنَّاظِرات!وغفلت عن قولِ نَبِيِّها: "مَنْ أرضى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عليه وَأَسخَطَ عليهِ النَّاسَ".نعم قد تجدينَ مَنْ يَمدَحُ وَيُعجَبُ لكنَّكِ واللهِ سَتَقُولِينَ):يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(.تَأكَّدِي أُخيَّتي أنَّ الثَّمن "لا يَدخُلنَ الجَنَّةَ ولا يَجِدنَ رِيحَها".ثُمَّ اعلمي عِلمَ اليقين أنَّ الخُطَّابَ ولو كانُوا غيرَ مُلتَزمينَ أوَّلُ مُواصفاتِ مَخطُوبَتِهم أنْ تَكونَ مُحتَشِمَةً في التَّجمُّعاتِ العامَّةِ!فهل تُدركينَ خُطُورةَ ما تفعلينَ؟فيا نِسائَنَا تَجَمَّلنَ بِالحَيَاءِ وَتزَيَّنَّ بِالسِّترِ،وَاحذَرْنَ المَلابِسَ الفَاتِنَةَ،والعَبَاءَاتِ المُزَركَشَةَ وَالمُخَصَّرةَ،وَالثِّيابَ القَصِيرةَ،والأَنقِبَةَ الفاتِنَةَ،والبَناطِيلَ الفاضِحَةَ,فَإِنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ!

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

عبادَ الله: جاءَ العيدُ والعالمُ والمُسلِمونَ والعرَبُ يَتَفَرَّجونَ على المَجازِرِ الفَظِيعَةِ: أطفَالٌ يُذَبَّحُونَ وحُرُماتٌ تُداسُ, ومَسَاكِنُ تُدمَّرُ، ومَزَارِعُ تُحرَّقُ، وَمَعابِرُ تُغلَقُ، وَشَعْبٌ مَغْلُوبٌ يُحَاصَرُ ويُخنقُ.

وبعدَ ذَلِكَ كُلِّهِ يَكونُ الحَلُّ في هُدْنةٍ بَاردَةٍ! ومُبادَراتٍ باهتةٍ! لا نامت أعينَ الجُبناءِ! بالله عليكم يا مُسلِمونَ لو أنَّ شيئاً من ذالِكَ لا قدَّر اللهُ حصَلَ على بِلادِنا هل كنَّا سَنَقبَلُ هذا الصمتَ الرَّهِيبَ؟ حتى الشَّجبَ والاستِنكارَ لم يَعُد مَسمُوعاً! أيُّ خُذلانٍ لإخوانِنا في العقيدَةِ والدِّينِ؟. إلى هذا الحَدِّ أَسلَمْنَاهُم لأحفادِ القِرَدَةِ والخَنازيرِ؟! واللهُ تعالى يقولُ: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض), ويقولُ: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ*وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ). قالَ الشَيخُ السَّعدِيُّ رحمهُ اللهُ ما مفادُهُ: لَمَّا عَقَدَ اللهُ الوِلايَةَ بينَ المُؤمنينَ أخبرَ أنَّ الكُفَّارَ يَجمَعُهم الكُفرُ فَبَعضُهم أولياءٌ لِبعضِ فَلا يُوالِيهم إلاَّ كَافِرٌ مِثلُهم.فإنْ لم تُوالوا المؤمنينَ وتًعادوا الكَافِرينَ،أو وَالَيتُم الكافِرينَ وعَادَيتُم المُؤمنين.فَإنَّهُ يَحصُلُ بِذَلِكَ مِن الشَّرِ مَا لا يَنحَصِرُ من اختِلاطِ الحَقِّ بالباطِلِ،والمُؤمنِ بِالكافِرِ،وتعطيلِ كَثِيرٍ من العِبادَاتِ الكِبَارِ.انتهى يا مُسلِمونَ أينَ نَحنُ من قولِ نَبِيِّنا: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ». رواه مسلم.

أيُّها الأكارِمُ: لستُ واللهِ أريدُ أنْ أُحزِنَكُم أو أقتُلَ أفرَاحَكُم،لكنَّنا أُمَّةُ الجسدِ الواحدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ المُسلِمونَ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى, وهذا بإذنِ الله سيدفَعُنا إلى الإصلاحِ والبذلِ والعمَلِ, وَجَزَى اللهُ مُفتيَ بلادِنا حينَ حثَ على تَعجيلِ إخراجِ الزِّكاةِ لأهلِ غزَّةَ جَرَّاءَ ما أَصَابَهُم. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

أيُّها المُسلِمونَ: مَن كانَ يَعبدُ رَمضانَ فإنَّ رَمَضَان قد فَاتَ, ومَن كانَ يَعبُدُ ربَّ رَمضَانَ،فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ).فيا مَنْ عَهدناكَ في رمضانَ مُنيباً إلى رَبكَ، تَائِباً من ذَنْبك, مُحافِظاً على صَلواتِكَ, يا مَنْ عَهدناكَ مُهذَّباً نَقِيَّاً، مُتَواضِعاً تَقِيَّاً. باذِلاً سَخِيَّاً! أتُراكَ بعدما ذُقْتَ حلاوةَ الإيمانِ تعودُ إلى مَرارةِ العِصيانِ!
لقد انضمَمْتَ إلى حِزبِ الرَّحمنِ فلا تَعُد إلى حِزبِ الشَّيطانِ! لقد حُسبت في عِدادِ المُصلينَ فلا تَعد لِزُمْرَةِ المَحرُومِينَ؟استعذْ باللهِ مِن الحَورِ بعدَ الكَوْرِ,ومن الضلالةِ بعدَ الهدايةِ, ردِّدْ:

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوهَّابُ,

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

مَعَاشِرَ الأَبنَاءِ:صلاتُكم نُورُكُم،وانشِرَاحُ صُدُورِكُم,وَتيسيرُ أمورِكم,فاللهَ الله لا يَغلِبَنَّكُم عنها شُغْلٌ ولا هَوى،ولا شيطانٌ!مَعَاشِرَ الأَبنَاءِ والبَنَاتِ:لقد دخلت علينا أمورٌ تَقَنِيَّةٌ كثيرَةٌ ظاهِرُها فيها الرَّحمةُ,وإنْ لم نُحسنْ كان من قِبَلِها العَذَابُ!فَجوالاتٌ بأدقِّ المُوَاصَفَاتِ وَشَبَكَاتٌ أَسرَعُ من الخيالِ!فمتى ما خَرجنَا فيها عن المَشروعِ،قلَّ الحياءُ وذهبتِ الغيرةُ وضاعَ الدينُ,(ولَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ). أيُّها الزَّوجانِ الكريمان: تَطاوعا ولا تختلفا, تَصالَحَا ولا تَفْتَضِحَا, فقد قال رسولُ الله: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا،وَصَامَتْ شَهْرَهَا،وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا،وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ».وقالَ للرِّجال:«خَيْرُكُم خَيْركُمْ لأَهْلِهِ،وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي». عِبَادَ اللهِ:ولا تَنسَوا صِيَامَ سِتٍّ من شَوَّالٍ،فقد قالَ :«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».مُسلِمٌ.ثُمَّ استَقِيموا على العَمَلِ الصَّالحِ وَاثْبُتُوا على الطَّاعَةِ،َوكان من هدي النبيِّ مُخَالَفةُ الطَّريقِ في العيدِ، فَيُسنُّ أن تعودوا من غير طَّريقِكم الذي قَدِمتُم منه اقتداءً بِنَبِيِّكم،فانطلقوا في عيدِكم مُبتهجينَ مُستَبشِرِينَ،وَقَابِلوا أَهلِيكُم وأصحابِكم وجيرانِكم والعمَالَةِ الوافِدَةِ بالبِشْرِ والتِّرحابِ،ولا يعكِّر عليكَ الشَّيطانُ عيدَك!فاللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائزه.واجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ.اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه فأعتقت رقابَهم من النَّار.اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان,اللهم اغفر لنا ولِولِدِينا وجمع المسلمينَ,الأحياءَ منهم والميتينَ,ووفِّق ولاة أمورِنا لِما تُحبُّ وترضى.وأصلح أحوال المسلمين,وهيئ لهم قادَةً صالِحينَ مُصلِحينَ,اللهم احفظ حُدُودَنا وجُنودَنا وتقبَّل موتاهم في الصَّالحينَ.اللهم وانصر إخواننا المُستضعفينَ في كُلِّ مكانٍ ياربَّ العالَمينَ,اللهمَّ وعليكَ بالطُّغاةِ الظَّالمينَ,)رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار(.سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ.وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بواسطة : admincp
 0  0  2.6K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:37 صباحًا الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.