• ×

05:08 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

احذروا المُجَاهَرَةَ 27/5/1438هـ


زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
احذروا المُجَاهَرَةَ 27/5/1438ه
الحمدُ لله بَعثَ الرُّسُلَ إلى سُبلِ الحقِّ هَادِينَ،وَأَخلَفَهُم بِعُلَمَاءَ وَدُعَاةً إلى سُننِ الهُدى دَاعِينَ, نَشهدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ المَلِكُ الحقُّ المُبينُ،ونشهدُ أنَّ نبيَّنَا مُحمَّداً عبدُ الله وَرَسُولُهُ البَرُّ الأمينُ,صلَّى اللهُ وسلَّم َوَبَارَكَ عليه،وعلى آلِه وأَصحَابِه وَالتَّابعينَ.أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) عبادَ الله:إنِّنا مُطالَبونَ بالتَّمسُّكِ بِشَرِيعَتِنا الغَرَّاءِ والعَضِّ عليها,وَالدِّفاعِ عنها وتَعْرِيَةِ الْمُفسِدِينَ،الذينَ يَتَلاعَبُونَ بِأَحكَامِها وَمُسَلَّماتِها كيفَما شاءوا!ومُطالبونَ بَواجِبِ الْحِسبَةِ والإنكار،وَالأَخْذِ على أَيدِ الفَاسِدينَ وَالعَابثينَ,هَذا فَرْضٌ مُحَتَّمٌ على كلِّ مُسْلِمٍ،كُلٌّ حَسْبَ علمِهِ واستطاعتِهِ،ويتأكَّدُ ذلكَ على العُلمَاءِ والفُقهاءِ,وَأَهْلِ القَضَاءِ والإفتاءِ!ِفإنَّ عليهم أَمَانَةً ثقيلةً،فَنَحْنُ نَمرُّ بِأَيَّامٍ عَصِيبَةٍ,وَفَسَادٍ يَتَكَشَّفُ في كُلِّ وَقْتٍ,فِتَنٌ أطبقَت غُيومُها وانْتَشَرَتْ سُمُومُها,اسْتَفْتَحُوا بَابَها. ولَو علِموا ما يُعقِبُ البَغيُ قَصَّروا ولكنَّهم لم يفكِّروا في العواقبِ فَأَمَامَ العُلَمَاءِ قَولُ اللهِ تَعَالى: وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ لَتُبَيّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ . وهُم مُستَشعِرُون قَولَ النَّبِيِّ :(ألا،لايَمنَعَنَّ رَجُلاً هَيبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحقٍّ إِذَا عَلِمَهُ فَإنَّهُ لا يُقَرِّبُ مِن أَجَلٍ،وَلا يُباعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يُقالَ بِحَقٍّ أو يُذكَّرَ بِعَظِيمٍ).فَامْضُوا يَاعُلَمَاءَ الأَمَّةِ وَبَلِّغُوا رِسَالَةَ اللهِ، وَمُرُوا بِالمَعْرُوفِ وَانْهَوا عَن المُنْكَّرِ لِتُحَقِّقُوا الْمَصَالِحَ وَتَدْفَعُوا القَبَائِحَ.وَٱللَّهُ يَعْصِمُكُمْ مِنَ ٱلنَّاسِ! انْصَحُوا لِلرَّاعي والرَّعيَّةِ،فالسُّكوتُ عن الْمُنْكَرَاتِ,عَيبٌ في أهلِ الإسلامِ,وَدليلٌ على ضَعفِ الإيمانِ, وقِلَّةِ التَوكُّلِ على المَلِكِ الدَّيَّانِ,القائِلِ في مُحكَمِ البيان: إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ .عِبَادَ اللهِ:كُلٌّ تَنَالُهُ عَافِيَةُ اللهِ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَتُهُ إلاَّ مَنْ جَاهَرَ بالمَعَاصِي وَأَعْلَنَهَا واسْتَخَفَّ بِها واسْتَهَانَ!فَاللهُ تَعَالَى:لاَّ يُحِبُّ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ ولا مِنْ الفِعْلِ بَلْ يُبْغِضُ ذَلِكَ وَيَمْقُتُهُ،وَيُعَاقِبُ عَلَيهِ!ألَمْ يَقُلْ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ"سُبحَانَ اللهِ!وَعِيدٌ شَدِيدٌ،وَزَجْرٌ وَتَهْدِيدٌ لِكُلِّ مُجَاهِرٍ بِالمَعَاصِي والآثَامِ،فَيا تُرَى لِما لَمْ تَسَعْ هذَا عَافِيَةُ اللهِ وَعَفْوُهُ وَرِضْوَانُهُ؟لِمَاذا اسْتَحَقَّ كُلَّ هَذَا الغَضَبَ وَالسَّخَطَ مِمَّنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ وَعَافِيَتُهُ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ؟!أتَدْرُونَ مَا مَعْنى مُعَافَاةُ اللهِ لِلعَبْدِ؟إنَّها حِمَايَةُ اللهِ لَهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ. يَحْمِي دِينَكَ فَتَذُوقَ طَعْمَ الإيمَانِ فَلا تُسْلَبٌهُ فَتَكُونَ مِن الخَاسِرِينَ،يَحمِيكَ فِي دِينِكَ فَتُوَفَّقَ لِسُبُلِ الهِدَايَةِ،وَتَنْجُوَ مِنْ الغِوَايَةِ.يَحمِيكَ فِي دُنْيَاكَ فَيُحَقِّقُ لَكَ الأمْنَ التَّامَّ وَيَعْصِمُكَ مِن الآفَاتِ: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ .إنَّهَا عَافِيَةُ اللهِ فِي الدِّينِ وَالعِرْضِ، وَعَافِيَةُ اللهِ فِي الجسد وَالأَهْلِ,وَالوَلَدِ وَالعَقْلِ وَالمَالِ،لِذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرَاً مَا يَقُولُ:«اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ،فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ». أيُّها المُسْلِمُونَ:كُلُّ مُسْلِمٍ يَجِبُ أنْ يُسْتَرَ عليهِ إلاَّ مَنْ جَاهَرَ بِالمَعَاصِي وَأعْلَنَهَا فَلا سِتْرَ لَهُمْ ولا قَدْرَ وَلا كَرَامَةَ!أتَدْرُونَ لِماذا؟لأنَّ المُجَاهِرَ مُسْتَخِفٌّ بِاللهِ تَعالى!إنَّهُ لَمْ يَخْشَ خَالِقَهُ وَرَازِقَهُ المُتَفَضِّلَ عليهِ!حَقَّاً:(مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا).قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:"مَا لَكُم لا تُعَظِّمُون اللهَ حَقَّ تَعظِيمِهِ".المُجَاهِرُ قَدْ خَلَعَ جِلبَابَ الحَيَاءِ الذي هُوَ مِنْ الإيمَانِ،وَفِعْلاً:إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ. ألا تَعْلَمُونَ يَا رَعَاكُمُ اللهُ أنَّ المُجَاهِرَ يَدْعُو النَّاسَ بِقَولِهِ وفِعْلِهِ إلى مُقُارَفَةِ الآثَامِ فَهُوَ مِنْ دُعَاةِ الضَّلالَةِ الذي سَيَتَحَمَّلُ إِثْمَ نَفْسِهِ وَآثَامَ مَنْ تَبِعَهُ،لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيِئَاً.عِبَادَ اللهِ:أخْطَرُ شيءٍ في المُجَاهَرَةِ بالمَعَاصِي أنْ يَعْتَقِدَ شَخْصٌ إبَاحَتَهَا،وَاسْتِحْلالَهَا بِحُجَّةِ كَثْرَتِهَا أو قِلَّةِ الإنْكَارِ عَليها. فَاسْتِحْلالُ المَعَاصِي خَطَرٌ عَلَى عَقِيدَةِ المُسْلِمِ.فَهُوَ نَوعُ مُحَادَّةٍ للهِ وَرَسُولِهِ.واللهُ تَعالى يَقُولُ: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ .حَمَانا اللهُ وَإيَّاكُمْ مِن الفَوَاحِشِ والمَعَاصِي والآثَامِ والفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَنَ.وَباركَ اللهُ لي وَلَكُم فِي القُرآنِ العَظِيمِ،وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِن الآياتِ والنُّذُرِ,وَأستَغْفِرُ اللهَ لِي وَلُكم وَلِلمُسلِمِينَ مِنْ كُل ِّذَنْبٍ عَظِيمِ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية/الحمدُ للهِ غافرِ الذنبِ وقابلِ التَّوبِ شديدِ العقابِ،ذي الطَّولِ لا إله إلاَّ هُو إليهِ المَصِيرُ،نَشهدُ ألاَّ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له خَالِقُ الخَلْقِ وَمُدبِّرُ الأَمْرِ،ذُو الفَضْلِ الكَبِيرِ،وَنَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِّيَنا مُحمَّداً عَبْدُاللهِ وَرَسُولُهُ،البَشِيرُ النَّذِيرُ,وَالسِّرَاجُ المُنِيرُ،صلَّى اللهُ وسلَّم َوَبَارَكَ عليه، وعلى آلِه وأَصحَابِه وَالتَّابعينَ لَهُمْ بِأحْسَانٍ وإيمانٍ إلى يَومِ المَصير.أمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللهَ يَامُسْلِمُونَ حَقَّ التَّقْوى واحفَظُوا حُدُودَهُ وَحُقُوقَهُ واعلمُوا أنَّ أجْسَادَنَا وَجُلُودَنا على العَذَابِ والنَّارِ لا تَقْوى. عِبَادَ اللهِ:لَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ أُمَّةَ الَّلهْوِ والغَفْلَةِ فَقَالَ:(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ). هَؤلاءِ اتَّبَعُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ!إنَّهُ المُجْتَمَعُ الكَافِرُ الذي لَيسَ لَدَيهِمِ فِي التَّرَفِ وَالتَّرٍفِيهِ أيَّ سَقْفٍ ولا ضَابِطٍ، فَلا يَمْنَعُهُم عَنْ إقَامَةِ مَا يَشَاؤونَ فِي أيِّ وَقْتٍ يَشَاؤونَ وَمَعَ أَيِّ جِنْسٍ يَشَاؤُونَ لا يَمْنَعُهُم أيَّ دِينِ وَلا حَيَاءٍ,وَلا عَيبٍ وَلا كَرَامَةٍ,ولا خُلُقٍ وَلا مُرُؤةٍ,يَصْرِفُونَ عَلى التَّرَفِ وَالتَّرفيهِ مَلايينَ الدُّولارَاتِ،وَلا غَرَابَةَ فَقَدْ وَصَفَهُمُ اللهُ بِقَولِهِ:(إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا). عِبَادَ اللهِ:أتَدْرُونَ مَا المُصِيبَةُ العُظْمَى؟ المُصِيبَةُ العُظْمَى عِنْدَمَا تَحْذُو دُوَلٌ إسْلامِيَّةٌ وَعَربِيَّةٌ حَذْوَهَمْ فِي تَشْرِيعِ التَّرفِيهِ دُونَ التِفَاتٍ إِلى حَلالٍ أو حَرَامٍ،صَدَقْتَ يا رَسُولَ اللهِ حِينَ قُلْتَ:"لَتَتْبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ،شِبْرًا شِبْرًا،وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ،حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ،تَبِعْتُمُوهُمْ"قُلْنَا:يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟قَالَ:فَمَنْ؟".
يَامُسْلِمُونَ:يَامَنْ رَضِيتُمْ باللهِ رَبَّاً وبِا الإسْلامِ دِينَاً وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّاً وَرَسُولاً, يَامَنْ فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةً لِوَلِيِّ أَمْرِنا على السَّمْعِ والطَّاعَةِ بالمَعْرُوفِ.لا بُدَّ أنْ نَعْرِفَ لِهَذِهِ البِلادِ قَدْرَهَا,وَمَكَانَتَهاَ, وَشَرَفَهَا,فَنَحنُ دَولَةٌ قَامَتْ على التَّوحِيدِ والعَقِيدَةِ,مُحَكِّمَةً شَرْعَ اللهِ,مُتَّبِعَةً سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ,شَرُفَتْ بِخِدمَةِ بَيتِ اللهِ الحَرَامِ،وَبِمَسْجِدِ رَسُولِ الأنَامِ.فَالنَحْذَرْ مِنْ الجَهْرِ بِالمَعَاصِي والآثَامِ بِحُجَّةِ التَّرْفِيهِ عَنْ النَّاسِ,الذي حَقِيقَتُهُ إفْسَادُهُم وَصَدُّهْم عَنْ سَبِيلِ اللهِ,وإفْسادٌ فِي أَرْضِ اللهِ تَعَالى!فَإقَامَةُ الحَفَلاتِ الغِنَائِيَّةِ,وَالأَفْلامِ السِّينَمَائِيَّةِ،والفِرَقِ الهَازِلَةِ,فِسْقٌ وَفُجُورٌ وَمُجُونٌ,وَمَا نَعْلَمُهُ مِنْ وُلاةِ أُمُورِنَا مِنْ العُلَمَاءِ والأُمَراءِ هُوَ مُحَارَبةُ الفَسَادِ والمُفْسِدِينَ,واللهُ تَعالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ العَظِيمِ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[النساء: 58]، فَعَلى الجَمِيعِ الرِّضَا وَالتَّسْلِيمُ بِأَحْكَامِ الإسْلامِ,والاسْتِسْلامُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.أيُّها المُسْلِمُونَ:أُذَكِّرُكُمُ اللهَ بِأنْ تَقُومُوا بِمَا أوجَبَ وَفَرَضَ عَليكُمْ.فَإنَّهُ إِذَا جَهَرَ النَّاسُ بِالمَعَاصِي وَلَمْ يُنكَرْ عَليهِمْ،رُفِعَتْ عَنْهُمُ العَافِيَةُ وَجَاءَهَمُ البَلاءُ،فَلا تَسَلْ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ الأَمْنِ والرِّزْقِ وَالرَّخَاءِ،خَطَبَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ،وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللَّهُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: 105],وإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ،فَلَمْ يُنْكِرُوهُ،يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ». يامُؤمِنون:عَاقِبَةُ الَفَسَادِ مَحْتُومَةٌ،وَنِهَايَاتُهَا مَحْسُومَةٌ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ"فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ؟قَالَ:"إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ".حَقَّاً عِبَادَ اللهِ:"كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ".يَقُولُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:"والذي شِاهدْنَاهُ نَحنُ وغيرُنا وَعَرَفْنَاهُ بِالتَّجَارِبِ:أَنَّهُ مَا ظَهَرَتْ المَعَازِفُ وآلاتُ اللهوِّ في قومٍ وفَشتْ فيهم،واشتغلوا بها:إلاَّ سلَّطَ اللهُ عليهم العَدُوَّ،وَبُلُوا بِالقَحْطِ والجَدبِ وَوُلاةِ السُّوءِ، والعاقلُ يتأملُ أحوالَ العالمِ وينظرُ،واللهُ المستعانُ".فلنحافظْ على هذه البلادِ،من أهلِ الزَّيغِ والفسادِ، فإذا كَثُرَ الشَّرُ وعمَّ، أحاطَ العذابُ وطمَّ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟، قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ"وقد حذَّرنا اللهُ تعالى بقولِه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25]، فنعوذُ باللهِ تعالى من سخطِه وعذابِه وعقابِه.اللهمَّ يا مُسيَّرَ الفُلكِ، ومَالكَ الملكِ، احفظ بلادَنا وبلادِ المسلمينَ من كيدِ الكائدينَ، اللهم اجعلْ كيدَ أعداءِ هذه البلادِ في نحورِهم،واجعل تدبيرَهم في تدميرِهم يا ربَّ العالمينَ،اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شرورِهم، اللهم من أرادَ بلادَنا وَبِلادَ المُسْلِمِينَ بِشرٍّ،فأشغلُه بنفسِه.اللهم نعوذُ بك من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ،اللهم وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِ المُسلِمينَ عَامَّةً,وَوُلاةَ أمرِنا خَاصَّةً لما تحبُه وترضاه، اللهم ارزقهم البطانةَ الصَّالحةَ النَّاصحةَ اللهم اجعلهم باباً لكلِّ خيرٍ، وصُدَّ بهم كلَّ شرٍّ،واجعلهم رحمةً للبلادِ والعبادِ.اللهمَّ إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءةِ نقمتِك، وجميعِ سخطِك،اللهمْ احفظ حُدُودنا وانصر جُنودنا واكبت أعدائنا اللهم اجعل للمسلمينَ من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن كلِ بلاءٍ عافيةً، ومن كلِ مرضٍ شفاءً، ومن كلِ دَينٍ وفاءً, ومن كل ذَنبٍ مغفرةً ورحمةً، إنكَ أرحمُ الراحمينَ. اللهمَّ ادفع عنَّا الغَلا والوَبَا والرِّبا والزِّنا والزَّلازلَ والمحنِ عن بلدِنا هذا خاصَّةً وعن سائرِ بلادِ المُسلمينَ.رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
 0  0  1.1K  05-27-1438
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 05:08 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.