• ×

04:48 مساءً , الجمعة 9 ذو القعدة 1445 / 17 مايو 2024

خطبة الجمعة 13-06-1433هـ بعنوان نَحنُ ومصرُ شَيءٌ واحِدٌ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله مُجزِلِ العَطَايَا مُسبِل ِالنِّعَمِ،رافِع البَلايا دافِع النِّقمِ،خصَّنا بالإسلام والسَّلامِ، نشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملكُ العلامُ،ونشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اصطفاه ربُّه على الأنامِ،صلَّى الله عليه وسلَّمَ وباركَ عليهِ،وعلى جميع آلهِ وأصحابِهِ ومَنْ سَارَ على نَهجِهِم على الدَّوامِ.
أمَّا بعدُ:فاتَّقوا الله رَبَّكم,وأدُّوا فَرضَكم،واسعوا لِما يَنشُر المودةَ والوِئَامَ بَينَكُم,تَدخُلوا جَنَّةَ رَبِّكم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .أَيُّها المُسلِمُونَ،لَقَد كَانَت بِعثَةُ محمدٍ أَعظَمَ مِنَّةٍ وَأَجَلَّ مِنحَةٍ لِلعَالمينَ،فَقَد فَرَّقَ اللهُ بِهِ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ،وَزَكَّى بِهِ النُّفُوسَ وَطَهَّرَ القُلُوبَ،وَهَدَى بِهِ من الضَّلالَةِ وَجَمَعَ بِهِ بَعدَ الفُرقَةِ،حقَّاً: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فكانَ من أعظَمِ إنجازاتِ ومهامِّ نبيِّنا حينَ هاجَرَ إلى المدينَةِ أنْ آخى بينَ الْمُهاجِرينَ والأنصارِ,وبينَ الأوسِ والخزرجِ,ونَشَرَ بينهم المودةَ والتَّراحُمَ والوِئَامَ,رغمَ ما كانَ بينهم من عَدَاواتٍ ونِزَاعَاتٍ وأحقادٍ!حتى كانوا كما وصَفهُمُ اللهُ تعالى: يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ لأنَّهُ يعلمُ أنَّ سِرَّ الأمَّةِ في وِحدَتِها وائتِلافها مُنطَلِقَاً من قولِ اللهِ تعالى: وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فكانَ حريصَاً على ائتلافِ القُلُوبِ وصِبغَتِها بِصبغَةِ التَّوادِّ والتَّراحُمِ,والتَّعاطُفِ والتَّكاتُفِ,فكانَ دائماً يؤكِّدُ ويقولُ :
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ،وَتَرَاحُمِهِمْ،وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"ويقولُ:"لَايُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" بهذا التَّآلفِ والتَّراحُمِ تَتَحَقَّقُ الوِحدَةُ الإسلامِيَّةُ والأخوةُ الإيْمَانِيَّةُ،وبغيرها لا تقومُ لنا وِحدَةٌ ولا تَتَحَقَّقُ لنا أُخُوَّةٌ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُـونَ إِخْوَةٌ اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ:لقد جاءَ الإسلامُ لِيُقيمَ مُجتَمَعَاً مُتَمَاسِكَاً طَاهِرَاً,سَلِيمَ الصَّدرِ مُهَذَّبَ النَّفسِ,واستَمِعُوا لِكَلِماتِ النَّبِيِّ الْجَامِعَةِ لِيَتَّضِحَ الْمَقصَدُ والْمَقَالُ! فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَال رَسُولُ اللهِ : «لَا تَحَاسَدُوا،وَلَا تَنَاجَشُوا،وَلَا تَبَاغَضُوا،وَلَا تَدَابَرُوا،وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ،وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ،لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ،وَلَا يَحْقِرُهُ»سبحانَ اللهِ!كم جمَعت هذه الكلماتُ من معانٍ عَظِيمةٍ,وَوَصايَا نَبِيلَةٍ؟ فأَوَّلُها النَّهيُ عن الحسَدِ الذي هو خلُقُ اليهودِ والْمشركينَ, فالحاسدُ في غَمٍّ لا يَنقَطِعُ,ومُصيبةٍ لا يُؤجَرُ عليها,ومَذَمَّةٍ لا يُحمَدُ عليها،والْحَسَدُ يَأكلُ الْحَسَنَاتِ كمَا تَأكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ،فنعُوذُ باللهِ من الحسدِ ومن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ. إخوةَ الإيمانِ:وقد نَهى النَّبِيُّ عن كلِّ ما يُوغِرُ الصُّدُورَ ويُؤذِي الآخرينَ،فَنَهى عن النَّجَشِ,وعن التَّبَاغُضِ والتَّدَابُرِ,لأنَّ اللهَ أرادَنا إخوةً مُتَحَابِّينَ,
يامؤمنُونَ:الكَرَاهِيةُ والضَّغَائِنُ بينَ الْمُؤمنينَ مَرضٌ فاتِكٌ إذا فَشَا في أمَّةٍ أَفْسَدَها،وأحالَ تعامُلَهُ إلى فَضَاضَةٍ وَفُحشٍِ في القولِ والعمَلِ،فَيقطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ به أنْ يوصَلَ ويُفسدِونَ في الأَرضِ،ويَلمِزُونَ وَيَهمِزُونَ,ويُعَيِّرونَ ويَفتَرونَ,وغيرَ ذلِكَ ممَّا يُنافي حَقِيقَةَ الأُخُوَّةِ الإيمانِيَّةِ! وقد تُذكِيها عَصَبِيَّاتٌ مَقِيتَةٌ,أو سِياسَاتٌ خبيثَةٌ,أو طَمَعٌ وَجَشَعٌ أو حَسَدٌ نبَتَ في ظِلِّ غِيابِ العلمِ والإيمانِ! فعَنْ جَابِرٍ رضي اللهُ عنهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ، يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ»
أيُّها المؤمنونَ:ومن وصايا رسُولِنا الكريمُ «وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ» فالأمَّةُ لا تَكونُ عَزِيزَةً مَنِيعَةً حتى تَرتبِطَ بِروابِطِ الدِّينِ الْمَكينِ,بعيدَةً عن شِعَارَاتٍ جَاهِلِيِّةٍ,أو وَلاءَاتٍ حِزْبِيَّةٍ،أو حُدُودٍ جُغرافِيَّةٍ،حتى تَكُونَ الْمَوَازِينُ سَمَاوِيَّةً عُلوِيَّةً،فالولاءُ لِلدِّينِ،والْمَحبَّةُ والنُّصرَةُ لِمَنْ أَسلَمَ لِرَبِّ العَالَمِينَ، أعوذُ بالله من الشَّيطانِ الرَّجيم: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذَنْبٍّ ، فاستغفروه وتوبوا إليه, إنَّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ،نَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ،ونَشهدُ أنَّ مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورَسُولُه الْهادِي الأَمينُ،صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ:فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ،فَتقواهُ تَرفَعُ الدَّرَجَاتِ وَتَغفِرُ السَّيئَاتِ،وبِها يَتَمَايَزُ الْخَلقُ عندَ فَاطِرِ السَّمَواتِ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ يا مؤمنونَ:لقد كَانَتِ العَرَبُ قبلِ الإسلامِ تنصُرُ أخاها ظَالمًا أَو مَظلُومًا وَتَعمَلُ بِهِذا عَلَى فَهمِهَا الخَاصِّ!وَيَرونَ أَنَّ النُّصرَةَ لِلقَرِيبِ عَلَى قَدرِ قَرَابَتِهِ،ولا يُفَرِّقُونَ بين الحَقٍّ والبَاطِلِ،وقد جَاءَ مُحمَّدٌ لِبَيَّنَ لهمُ المَفهُومَ الصَّحِيحَ لِلنُّصرَةِ، فَقَالَ: «اُنصُرْ أَخَاكَ ظَالمًا أَو مَظلُومًا»، فقال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظلُومًا، أَفَرَأَيتَ إِذَا كَانَ ظَالمًا كَيفَ أَنصُرُهُ؟! قَالَ: «تَحجُزُهُ ـ أَو: تَمنَعُهُ ـ مِنَ الظُّلمِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصرُهُ» بل أيُّها المؤمنونَ:إنَّ هناكَ أحدَاثاً وقعت في عهدِ النَّبِيِّ ,فكانَ مَوقِفُهُ منها صارمَاً وحازِمَاً,ولْمْ يَتَوانَى في رَدْمِ هَوَّتِها,وَكَشفِ مَصْدَرِها!حدَّثَ جَابِرٌ ، فََقال:كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي غَزَاةٍ،وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ،يعني ضَرَبَهُ مع مُؤَخِّرَتِهِ,فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا,وقَالَ:يَا لَلْأَنْصَارِ،وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ:يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟» «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» فَسَمِعَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ فَقَالَ : أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا ؟ أوقَدْ فَعَلُوهَا؟ وَاللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ يا رسُولَ اللهِ، فَقَالَ : «دَعْهُ،لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» وفي المدِينَةِ النَّبويَّةِ,هناكَ رَجُلٌ كَبُرَ على الْجَاهِلِيَّةِ،وهو عَظِيمُ الْكُفْرِ،شَدِيدُ الطَّعْنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ،شَدِيدُ الْحَسَدِ لَهُمْ,مَرَّ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ،وهم مُجْتَمِعونَ يَتَحَدَّثُونَ ويَتَسامَرونَ فِيما بينهم. فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ أِلْفَتِهِمْ، وَجَمَاعَتِهِمْ،وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ،بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ,فَأَمَرَ شَابًّا مِنْ اليَهُودِ،أنِ يجْلِسَ مَعَهُمْ و يُذَكِّرَهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ،وهو يومٌ اقْتَتَلَتْ فِيهِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ،فَفَعَلَ،فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ،وَتَنَازَعُوا،وَتَفَاخَرُوا،وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ وَقَالُوا:السِّلَاحَ السِّلَاحَ،مَوْعِدُكُمُ الْحَرَّةَ،فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ!اللَّهَ اللَّهَ، أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاكُمُ اللَّهُ إِلَى الْإِسْلَامِ،وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ،وَقَطَعَ بِهِ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ،واستَنقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ،وَأَلَّفَ بِهِ بَيْنَكُمْ تَرْجِعُونَ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارًا،فَعَرَفَ الْقَوْمُ أنَّها نَزْغَةٌ من الشَّيْطَانِ،وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ, فَأَلْقَوُا السِّلَاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَبَكَوْا،وَعَانَقَ الرِّجَالُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا،ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، قَدْ أَطْفَأَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّ هم.اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ:والآنَ وقَد ظَهَرَ في الأُمَّةِ اليَومَ مَن يُرِيدُ أَن يَعُودَ بها إِلى مَفهُومِ النُّصرَةِ الجَاهِلِيَّةِِ،ويسعى لأنْ يُفَرِّقَ بينَ شعبَينِ مُسلِمينِ عَرِيقينِ لا غنى لأحدِهِما عن الآخَرِ,بِسبَبِ تُرَّهاتٍ إعلامِيَّةٍ,وتقاريرَ صَحَفِيَّةٍ,ومَقاطِعَ مُستأجَرةٍ,وعُقُولٍ مُلَوَّثَةٍ,يسعونَ لأنْ يُفَرِّقوا بينَنَا وبينَ شعبِ مِصرَ الأبيَّ الوفِيَّ,ولكنْ هيهاتَ هيهاتْ!فَوُلاتُنَا وعُقلاؤنَا بِحمدِ اللهِ أكبرُ من أن يلتَفِتوا لِلغَوغَاءِ,أو يُعطوا فُرصاً للأعدَاءِ,الذين يَتَرَبَّصُونَ بالبَلدَينِ وأهلِهما الدَّوائِرَ!والنَّاسُ بِحمدِ اللهِ عندَهم من الوعيِ الدِّينيِّ والثَّقافِيِّ والسِّياسِيِّ ما يَمنعُهم من الخوضِ في مُهاتَراتٍ وتُرَّاهَاتٍ تَهدِمُ ولا تبني,وتُفَرِّقُ ولا تَجمعُ,وتُفسِدُ ولا تُصلِحُ,لأنَّهم مُدركونَ لِقَولِ النَّبِيِّ :«مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِغَيْرِ حَقٍّ كَانَ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ » أَلا فَاتَّقُوا اللهَ يا مُسلِمُونَ:واحفظوا ألسِنَتَكُم عن السَّبِ والفُحشِ والبَذاءِ «فَلَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ،وَلَا اللَّعَّانِ،وَلَا بِالْفَاحِشِ،وَلَا بِالْبَذِيءِ» واعلموا أَنَّ كُلَّ نَصرٍ لِغَيرِ الدِّينِ وَتَوجِيهِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ فَإِنَّهُ وَبَالٌ وَشَرٌّ عَلَى صَاحِبِهِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانًا فاللهم اهدنِا لأحسنِ الأخلاقِ والأقوالِ والأعمالِ لا يهدي لأحسَنِها إلا أنت,واصرف عنَّا سيئَها لا يَصرِفُ عنَّا سيئَها إلا أنت. اللهم ألف بين قلوبِ المؤمنينَ ووحد صفوفهم واجمع كلمتهم وأصلح قادتهم واهدهم سبل السلام,اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان,اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى,اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين رَبَّنَا آ ربنا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ربَّنا اغفر لنا ولإخوانِنِا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعلْ في قُلُوبِنا غِلاًّ للذين آمنوا ربَّنا إنِّكَ روؤف رحيم. عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

بواسطة : admincp
 0  0  1.8K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:48 مساءً الجمعة 9 ذو القعدة 1445 / 17 مايو 2024.