• ×

01:45 مساءً , الأحد 26 شوال 1445 / 5 مايو 2024

خطبة الجمعة 23-01-1434هـ بعنوان حفلاتُ التَّحفِيظِ تُعيدُ الرُّوحَ والأَمَلَ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله المتوحِّدِ في الجلالِ تعظيمًا وتَكبيراً،المُتَعالِي بِعظمتِهِ ومَجدِهِ الذي نَزَّلَ الفُرقانَ على عبدِه ليكونَ للعالمينَ نذيراً،نشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له تَعظيمًا له, وتوحيداً,ونشهد أنَّ مُحمَّداً عبدُ الله ورسولُهُ بَعَثَهُ اللهُ هاديًا ومُعلماً وبشيراً،فصلواتُ اللهِ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ وسلَّمَ تَسليماً مَزِيداً.أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا حقَّاً إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ،وخيرُ الكُتُبِ كتابُ اللهِ,وأقوَمها وأنفَعُها وأرفَعُها وَأَهدَاهَا كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ!والحديثُ عن القرآنِ وأهلِهِ يا مؤمنونَ يورثُ المسلمَ رغبة ًفي تعلُّمِ القرآنِ وتَعلِيمِهِ,والإقبالِ عليه,والحرصِ على حفظِهِ وإتقَانِهِ,وَتَدَارُسِ حِكَمِهِ وأحكامِهِ وآياتِهِ, فَيزدَادُ المسلِمُ إيمانًا وثباتًا،
عبادَ اللهِ:وفي زَمنٍ اختَلَطت فيهِ آراءٌ وأفكارٌ،وتَغَيَّرت فيهِ ثَوابتُ وَمَفَاهِيمُ،في زَمنِ شُبهاتٍ مَنشُورَةٍ,وَشَهَواتٍ مَسعُورَةٍ،تَقرَعُ أَسمَاعَ العِبادِ لَيلاً وَنَهارا،وتُعرضُ أَمامَ أَعيُنِهم صِغارًا وكِبارًا, فوا اللهِ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ لا عاصِمَ ولا مُنجِيَ إلا كتابُ اللهِ تعالى تلاوةً وحفظاً,وتَدَبُّراً وفَهماً,وعَمَلاً وَمَنهَجَاً,فقد قالَ سبحانهُ: فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى قال ابنُ عباسٍ رضيَ الله عنهما: (تَكفَّل الله لِمن قَرَأَ القُرآنَ وَعَمِلَ بِما فيهِ أنْ لا يَضِلَّ في الدُّنيا ولا يَشقى في الآخرةِ) أيُّها الأَكَارِم:لقد عشنا قبلَ لَيلَتَينِ في جامعِ الشَّيخِ ابنِ العُثيمِينِ رَحِمَهُ اللهُ,ليلةً هانئةً سَعِيدَةَ,مِلؤُها الفألُ والشَّرفُ,ويَعلُوها العِزُّ والسُّؤددُ,ليلةٌ حفَّتها المَلائِكَةُ,وَغَشِيتهَا الرَّحمةُ,ولعلَّ اللهَ يذكُرنا فيمن عندهُ,حينَ سَعِدت جمعيِّةُ تحفيظِ القرآنِ الكريمِ الخيريِّةِ بتَخريجِ تسعينَ حافظاً لِكتابِ اللهِ تعالى وبحضورِ جمعٍ كريمٍ,
فأعادَ لنا الحفلُ النَّشاطَ والأمَلَ,وجَدَّدَ فينا الفألَ وإتقانَ العملَ,واللهِ لقد فَرِحنا وسَعِدْنا: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ كيفَ لا نَفرحُ بهم ونَفخَرُ,وحفظُ القرآنِ أعظمُ شَرَفٍ,وَأَنبَلُ هَدَفٍ!وَحَفَظَةُ القُرآنِ أحرى النَّاسِ بِرحمةِ الرحيمِ الرَّحمانِ,وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :«وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».إنَّهم حَفَظَةُ كِتَابِ اللهِ,أَلسِنَتُهُم رَطبَةٌ بِذكرِ اللهِ،أَفواهُهُم مُعطَّرَةٌ بِكلامِ اللهِ،جُلُودُهم في مَأمَنٍ من عَذَابِ اللهِ،كما قالَ ذَلِكَ أبو أُمَامَةَ: (إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بالنَّارِ قَلبًا وَعَى القُرآنَ),حَفَظَةُ القُرآنِ هُم أُولُوا العلمِ حَقيقةً،كما قالَ اللهُ تعالى عنهم: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ حَفِظَ اللهُ بهم كِتَابَهُ،وَثَبَّتَ بِهم حُجَّتَهُ،فَقالَ في الحديثِ القُدسي لِرَسُولِهِ :«إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِىَ بِكَ وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمَاً وَيَقْظَانَا»"ومعناهُ أنَّهُ مَحفُوظٌ في الصُدُورِ يَبقى على مَرِّ الزَّمَانِ" حَفَظَةُ القُرآنِ هُم خيرُ الأمَّةِ كما قالَ ذلِكَ رَسُولُ اللهِ :«خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» إنَّهم الرِّجالُ حقًّا وإنْ كانُوا صِغَارا!فَمَن أَحَقُّ النَّاسِ وأولاَهُم بِالإمَامَةِ؟إنَّهم حَفَظَةُ القُرآنِ الكَرِيمِ,قالَ رسولُ الله :«يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ»فَهمُ المقدَّمُون على مَنْ هو أَكبَرُ سِنَّاً وأَكثَرُ فِقْهَاً وأَشرَفُ نَسَبَاً وأَوجَهُ مَكَانَةً وأعلى سُلطانَاً فعَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ قَالَ كُنَّا بِحَاضِرٍ يَمُرُّ بِنَا النَّاسُ إِذَا أَتَوُا النَّبِيَّ فَكَانُوا إِذَا رَجَعُوا مَرُّوا بِنَا فَأَخْبَرُونَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كَذَا وَكَذَا وَكُنْتُ غُلاَمًا حَافِظًا فَحَفِظْتُ مِنْ ذَلِكَ قُرْآنًا كَثِيرًا فَانْطَلَقَ أَبِى وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فِى نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَعَلَّمَهُمُ الصَّلاَةَ فَقَالَ:«يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ».وَكُنْتُ أَقْرَأَهُمْ لِمَا كُنْتُ أَحْفَظُ فَقَدَّمُونِي فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَعَلَىَّ بُرْدَةٌ لِي صَغِيرَةٌ صَفْرَاءُ فَكُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَكَشَّفَتْ عَنِّى فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ وَارُوا عَنَّا عَوْرَةَ قَارِئِكُمْ.فَاشْتَرَوْا لِي قَمِيصًا عُمَانِيَّاً فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ بَعْدَ الإِسْلاَمِ فَرَحِى بِهِ فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ.اللهُ أكبرُ: لقد رَأَينَا في الجَمعِ المُباركِ شَباباً في الصَّفِّ السادِسِ الابتِدَائِي,وَشَيخَاً بلغَ السِّتينَ عاماً فأدركنا قولَ اللهِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فيا لَهُ من شرَفٍ عظيمٍ وتِجارَةٍ رابِحَةٍ أنْ تسعى لِحفظِ كتابِ اللهِ تعالى وتُعينُ عليهِ فقد قالَ سُبحَانَهُ: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
طُوبى لِمَن حَفِظَ الكِتَابَ بِصدرِهِ فَبَدَا وَضِيئَاً كالنُّجومِ تَأَلُّقَاً
اللهُ أكبرُ يا لَها مِن نِعمَةٍ لمَّا يُقالُ اقْرَأ فَرَتَّلَ وارتَقَى
فاللهمَّ يا رحمنُ يارَحِيمُ ارزُقنا حِفظَ كِتَابِكَ والعَمَلَ بِهِ وتِلاوَتَهُ آناء الليلِ وأطرافَ النَّهارِ.وعَلِّمنا منهُ ما جَهلنا وذكِّرنا منهُ ما نُسِّينا يارَبَّ العالِمينَ, واستغفرُ اللهَ لي ولكم ولِسائِرِ المُسلِمينَ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفورُ الرَّحيمُ

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ الذي أَنزَلَ على عبدِهِ الكِتَابَ،ولَمْ يَجعلْ لَهً عِوجَاً،قَيِّمَاً،فَبَشَّرَ به المُؤمنينَ وأنذَرَ بِهِ قوماً لُدَّاً،رَفَع بِهِ أَقوامَاً وَوَضَعَ بِهِ آَخَرِينَ،ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ, واللهُ ذو الفَضلِ العَظِيمِ،نَشهدُ أنْ لا الهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ،أَكرَمَنَا بِالقُرآنِ,وَجَعَلَهُ رَبِيعَاً لِقُلُوبِ أَهلِ العِرفَانِ،يَسَّرَهُ لِلذِّكرِ حتى استَظهَرَهُ صِغاَرُ الوِلدَانُ،والعَجَمُ في جَميعِ البُلدانِ,ونَشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ حثَّ على تَعَلُّمِ القُرآنِ وَتَعلِيمِهِ،والتَّفَكُّرِ فيهِ وَتَفهِيمِهِ،صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ ومن تَبِعَهم بإحسانٍ.
أَمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ،وَأَعْطُوا الْقُرْآنَ حَقَّهُ ولا تَبخَسُوهُ,وَوَجِّهُوا أَوْلَادَكُمْ إليهِ ولا تُغفِلُوهُ,فَإِنَّهُ عَامِرُ الْقُلُوبِ بِالْإِيمَانِ،وَطَارِدُ الشَّيطَانِ؛ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ حِفظُ القُرآنِ يا مُؤمِنُونَ:مَشرُوعٌ رابِحٌ لا يَعرِفُ الفَشَلَ ولا الخَسَارةَ!فإنْ أَتمَمْتَهُ فَذَاكَ المُرادُ والمَطلُوبُ,وإنْ ضَعُفَت عَزِيمَتُكَ وَقَلَّ نَشَاطُكَ فقد حَفِظتَ بعضَ سورِهِ وَأَجزَائِهِ! فَهل تُعتَبَرُ فَاشِلاً؟ كلاَّ فإنَّهُ يُقالُ لكَ يومَ القِيامَةِ:«اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِى الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا».حُقَّ لنا أنْ نَفخَرَ ونَفرحَ بِحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ تعالى فهم المُقَدَّمونَ في الدُّنيا والآخِرةِ!بل وحينَ الوَضعِ في القُبُورِ فَعن هشامِ بنِ عَامِرٍ قالَ شَكونَا إلى رسولِ اللهِ يَومَ أُحُدٍ فَقُلنَا يا رَسُولَ اللهِ الحَفْرُ عَلينا لِكُلِّ إِنسَانٍ شَدِيدٌ فَقَالَ :«احفِرُوا وأَعمِقُوا وَأَحسِنُوا وادفِنُوا الاثنَينِ والثَّلاثَةَ في قَبرٍ واحِدٍ»قَالُوا فَمنْ نُقدِّمُ يا رَسُولَ اللهِ؟قَالَ:«قَدِّمُوا أَكثَرَهُم قُرآنَاً»نُقَدِّرُهم ونُكرِمُهم لأنَّ ذلِكَ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ تعالى فقد قالَ رَسُولُ اللهِ :«إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ». وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً .هنيئاً لكم أيُّها الحفظَةُ«فالْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ».هَنِيئَاً لِلوالِدَينِ الكَرِيمَينِ فقد أحسَنتُما التَّربِيَةَ والتَّوجيهَ فَكَسِبتُما راحةَ الدُّنيا وَهَناءَ الآخِرَةِ ولُبِّستُمَا تَاجَ الوَقارِ,فقد ورَدَ عن رَسُولِ اللهِ أنَّ حامِلَ القُرآنِ:«يُعطَى المُلكَ بِيَمِينِهِ والخُلدَ بِشِمَالِهِ،وَيوضَعُ على رَأسِهِ تَاجُ الوَقَارِ, ويُكسَى والِدَاهُ حُلَّتَينِ لا تَقُومُ لُهُمُ الدُّنيا ومَا فِيها،فَيَقُولانِ:يَا رَبِّ،أَنَّى لَنَا هذا؟فَيُقَالُ:بِتَعلِيمِ وَلَدِكُمَا القُرآنَ»صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ، أيُّها المؤمنونَ:لقد رأينا في ذلِكَ المَوكبِ المُباركِ شَباباً قَرؤُوا القُرآنَ غَضَّاً طَرِيَّاً كما أُنزِلَ فَأَعَادَ الشَّبابُ لنا الأمَلَ وأَدرَكنَا أنَّ في شَبابِناً خيراً كثيراً إنْ فُتِحت لهمُ البَرامِجُ الدَّعوِيَّةُ,والمَحَاضِنُ التَّربَويَّةُ,وَدُعِمت على الأقلِّ كما تُدعمُ الأندِيَةُ الرِّياضِيِّةُ!فَجَزَى اللهُ خَيراً كُلَّ مُعَلِّمٍ ومُعَلِّمَةٍ,وكُلَّ من ساهَمَ وأعانَ,من وُلاةٍ مُحسنينَ وتُجَّارٍ باذِلينَ,والويلُ الخَسَارُ,والثُّبورُ والبَوارُ,لِكُلِّ مَنْ صَدَّ عن تَعلِيمِ كِتابِ اللهِ وَتَحفِيظِهِ,بِقَلَمِهِ أو بِلِسانِهِ فَأَسَاءَ لِلعَامِلينَ,وكَالَ التُّهَمَ لإخوانِنا المُخلِصِينَ في جمعيَّاتِ التَّحفيظِ القُرآنِيَّةِ, أو الدُّورِ النِّسائيَّةِ مُحاولاً الْوَقِعَةَ بِهم,أو التَّشكِيكَ في مَنهجِهِم وولائِهم!وصَدَقُ العَلِيُّ العَظِيمُ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ألا فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ:وكُونُوا مِن أَهلِ القُرآنِ،«فَإِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ,قَالُوا:يَا رَسُولَ اللهِ،مَنْ هُمْ؟قَالَ:هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ،أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ» جَعَلنا اللهُ وإيَّاكم منهم,جعلَنا اللهُ جميعاً مَفَاتِيحَ لِلخير مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ,اللهمَّ انفعنا وارفعنا بالقُرآنِ العظيمِ,اللهمَّ عَلِّمنا منهُ ما جَهلنا وذكِّرنا منهُ ما نُسِّينا وارزقنا تِلاوتَهُ أناءَ الليلِ وأطرافَ النَّهار على الوجهِ الذي يُرضيكَ عنَّا, اللهمَّ اجعَلِ القُرآنَ العَظيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاءَ أَحزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا,اللهمِّ اجزِ العامِلينَ والقائِمينَ على الجمعيَّاتِ الخيِّرِيَّةِ كُلَّ خيرٍ وفِّقهم في الدَّارينِ وارفَع قَدرَهُم في العالَمينَ,واكفِهم شَرَّ كُلِّ حاسِدٍ ومُنافقٍ وكارِهٍ,اللهمَّ اجزِ ولاةَ أمورِنا الأكارمِ على دَعمهم وتَشجِيعهم لِحَفَظَةِ كتابِكَ خيرَ الجَزَاءِ وأَوفَاهُ,واجعلهم لِشَرعِكَ مُحَكِمينَ ولِكتابكَ مُتَّبِعينَ وبِسُنَّةِ نبِيِّكَ مُهتدينَ ياربَّ العالمينَ,اللهم احفظَ الشَّامَ وأهلهُ وانصرهم على القومِ الظَّالِمينَ,اللهم واحفظ مصرَ وأهلها من كيد الكائدينَ وعبثِ الحاقدينَ ياربَّ العالمين رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

بواسطة : admincp
 0  0  8.0K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:45 مساءً الأحد 26 شوال 1445 / 5 مايو 2024.