• ×

03:15 صباحًا , الأحد 19 شوال 1445 / 28 أبريل 2024

خطبة الجمعة 12-04-1434هـ بعنوان ثقافة الحقوق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله الذي خلق وعزَّ ومَلَك، خشَعَ لعظمتِه كلُّ إنسانٍ وجَبَلٍ وجانٍّ ومَلَك، نَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ مَليكُ كلِّ مَن مَلَكَ، سُبحانكَ ربَّنا ما أعظمكْ, ما خابَ عبدٌ أمَّلَك، لبيكَ لا شريكَ لكَ, إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لكَ, كَرَّمَ بَنِي آدَمَ وَفَضَّلَهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ ممَّنْ خَلَقَ, فما أجمل ما شَرَعَ وما أدقَّ ما حَبَكَ, لولاك يا ربُّ لضلَّ كلُّ إنسانٍ وَهلَكَ, ونشهدُ أنَّ محمدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، خيرُ من صلَّى وصامَ وَنسَكَ، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه الذين كانوا بالحق وللحق أنصاراً مَيامِيناً، والتَّابِعينَ ومن تَبِعَهم صِدقاً وإحساناً ويقيناً، وسلَّم تَسليما مزيداً. أمَّا بعدُ: فوصيةُ الله للأولينَ والآخرينَ هي تقواه سبحانهُ في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ, والعَلَنِ والخَفَاءِ, فعليها المُعتَمَدُ في الدُّنيا،وهي الدَّليلُ في الأخرى, وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ عبادَ اللهِ: يظنُّ البعضُ أنَّ الحديث عن الحقوقِ موضةٌ عصريَّةٌ, أو أنَّهُ مَربوطٌ بلجانِ الحقوق الإنسانيةِ العالميةِ! ولقد غَفَلوا عن كتابِ اللهِ وسنةِ رسوله . فاللَّهُ تعالى هُوَ الْحَقُّ الخالق المدبِّرُ الفعَّالُ لِما يَشاءُ، واللَّهُ تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ بل إنَّ النَّبيَّ بيَّنَ لمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي اللهُ عنهُ, حقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ, وحقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ تعالى, فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ.
اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: اللهُ الخالقُ العظيمُ يبينُ للناسِ أنَّ عليهِ حقوقاً لِعبادِهِ! فَسبحانهُ ما أحكمهُ وأعدلهُ! بل إنَّ الرُّسُلَ عليهم الصلاةُ والسلامُ إنَّما بعثوا لِيعطوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فقد صَدَّقَ رسولُ اللهِ قولَ سَلْمَانَ الفارِسيِّ رضي اللهُ عنهُ حينَ قالَ: ( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ) ولقد خصَّ اللهُ الإنسانَ وكرَّمَهُ عن سائِر مخلوقاتهِ، فَأوجَدَهُ في أَحسَنِ صُورَةٍ وأَجمَلِ هَيئَةٍ: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ وَوهَبَهُ عقلاً يُمَيِّزُ بِهِ, ولِسَاناً ينطِقُ بِهِ, فسبحانَ: الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ فَأيُّ تَكريمٍ للإنسان بِأن خَلَقَ اللهُ أَبَاهُم بِيَدِهِ، وأَسجَدَ لَهُ مَلائِكَتَهُ، ثُمَّ تَجِدُ أنَّ اللهَ في كِتَابِهِ تَكَلَّمَ عن الإِنسانِ حين يكونُ غنيَّاً أو فَقيرَاً, صَحِيحَاً أو مَرِيضَاً، وحينَ يكونُ مُؤمِنَاً أو كافِرَاً، رَجُلاً أو امرَأَةً، صَغِيراً أو كَبِيراً، أَمِيراً أو مَأمُورا، حاكِماً أو مَحكُومَاً. يقول ابن القيمِّ رَحمهُ اللهُ: "اعلم أنَّ اللهَ سبحانه, اختصَّ نوعَ الإنسانِ من بينِ خَلقِهِ، بأنْ كرَّمَهُ وَفَضَلَّهُ وَشَرَّفَهُ، وأنزلَ إليه وعليهِ كُتُبَهُ، وأرسَلَهُ وأَرسَلَ إليهِ، فللإنسانِ شَأنٌ ليسَ لِسائرِ المَخلُوقَاتِ"انته فيا عبادَ اللهِ: ما سِرُّ هذا التَّكرِيمِ لِبَني الإِنسَانِ؟ هل لأنَّهُ يَملِكُ جَسَدَاً قَويَّاً؟! كلا، فَالأَسَدُ أَشَدُّ قُوَّةً وأَعظَمُ فَتْكَاً! فالسرُّ إذاً بما يَحمِلُهُ، من الإيمانِ والعمَلِ الصَّالحِ! ألم يَقُلِ اللهُ تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ولِذَلِكَ فإنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ للإنسانِ حُقوقًا يَجبُ مُرَاعَاتُها، ولا يُوجَدُ دِينٌ غَيرَ الإِسلامِ كَفَلَ حُقُوقَ الإِنسانِ، لأنَّهُ الدِّينُ الوَحِيدُ الذي يَنظُرُ للإنسانِ نَظرَةً صَحِيحَةً. وهنا وقفةٌ: يَجِبُ أن تُفَرِّقوا أيُّها الكرامُ بينَ الإسلامِ الحقيقيِّ, وبينَ ما عليهِ المُسلِمونَ في هذا الزَّمنِ! حُكَّاماً ومَحكُومينَ! واعلموا أنَّ النَّبيَّ في أعظمِ بقعةٍ وأكرمِ جمعٍ أعلَنَ الوَثِيقَةَ العالَميَّةَ التي تَقُومُ علَيها سَعَادَةُ النَّاسِ, وتَحفَظُ حُقُوقَهم, يومَ أنْ قالَ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا, أَلاَ كُلُّ شَيءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ, وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ, فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ. فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: إنَّه خِطَابٌ حٌقُوقيٌ عالَميٌ, يُحاربُ كُلَّ تَصَرُّفٍ مَشينٍ يُروِّعُ الآمِنينَ, ويَقتُلُ المُسلِمينَ! وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا وأموالُ النَّاس مُحترمَةٌ مَصونَةٌ فيا ويلَ من يَأخذونَها بغيرِ حقٍّ, أو يَحُوطُونها بالإكراهِ, وأعراضُ النَّاسِ مُحترمةٌ فلا يَجوزُ التَّعَرُّضُ لها بِسُوءٍ! ولا اعتقالُها بمجرَّدِ تُهمٍ تافِهَةٍ! ولكَ على زوجتِكَ حقوقٌ كثيرةٌ, ولها كذلكَ كما قال المولى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وعلى الوالدِينِ حُقوقٌ كما أنَّ لهما حُقُوقا, والأبناء كذلكَ لهم وعليهم! إذاً عبادَ اللهِ: حقوقُ الإنسانِ في الإسلامِ مَحفُوظَةٌ، ولكنَّها في هذا الزَّمنِ بالذَّاتِ بِحاجَةٍ إلى مَن يرعاها ويُكرمُها ويتبنَّاها! والمُشاهِدُ لِحالِ كثير من الشُّعُوبِ المُسلِمةِ يَجِدُ هدراً لِلكرامَةِ, وحطَّاً من المكانَةِ, وتعدٍّ على الحقوقِ الخاصَّةِ والعامَّةِ, وظُلماً بَيِّناً, وعجزاً مُطبِقاً, وإلى اللهِ المُشتكى! أيها المسلمون: إنَّ سُننَ اللهِ تعالى اقتضت أنَّ كُلَّ دولَةٍ أو نِظَامٍ لا يَرعى حَقَّ أفرادِهِ كاملاً فَإنَّهُ مُنهارٌ وساقِطٌ إنْ عَاجِلا أو آجلاً؛ لأنَّ مُخالَفَةَ سُنَنِ اللهِ الكونِيَّةِ والشَّرعِيَّةِ مُوجِبَةٌ للزَّوالِ، فإنَّ اللهَ يُمهِلُ ولا يُهمِلُ!
فَبِالعدلِ قامت السَّمواتُ والأرضُ، والعدلُ مِفتَاحُ الحقِّ، وجامعُ الكلمةِ، ومؤلفُ القلوبِ. إذا قام في بلدةٍ عمَّرها، وإذا ارتفعَ عنها دمَّرها, وإنَّ الدَّولةَ لَتدومُ مع الكُفرِ مادامت عادلةً، وتَزُولُ مع الظُّلمِ وإنْ تَسَمَّت بالإسلامِ. وحَقِيقَةُ العدلِ تَمكِينُ صَاحِبِ الحَقِّ أنْ يَأخُذَ حَقَّهُ. ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ أقولُ ما سمعتم واستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله منَّ علينا بالدِّينِ الحنيفِ، شَرعَ لنا فيهِ ما يُقرِّبنا إليه ويُدنِينا، وَأكرَمَنا بالرِّسَالَةِ وأودَعَ فيها ما يَكفِينا ويُغنِينَا، نَشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، أتمَّ علينا نِعمتَهُ ورضيَ لنا الإسلامَ دِينَاً، ونَشهدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه أنعِم به نَبِيًّا كَريمًا أميناً، صلَّى اللهُ وباركَ عليه وعلى آله وأصحابهِ وأتباعهِ بإحسانٍ وسلَّمَ تسليماً مزيداً. أما بعد: فيا أيها الناس، اتَّقوا اللهَ وأحسنوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.
أيُّها الكرامُ: يجبُ على كُلِّ واحدٍ منَّا أنْ يعرفَ ما له من حقوقٍ والتِزَامَاتٍ فَيسألَ عنها ويُطالِبَ بِها, وما عليه من الحقوقِ فلا يُقصِّرُ فِيها وأنْ يُؤدِّيَها, ومع الأَسَفِ بتنا لا نسمعُ من الإعلامِ، أو الدُّعاةِ والخطباءِ أو المعلِّمينَ غالباً, إلاَّ الواجباتِ أو الحقوقِ التي علينا, فَنسمعُ غالِباً: يَجبُ عليكَ تُجاهَ أهلِكَ كذا؛وتُجاهَ أولادِكَ كذا, وَتُجاهَ جِيرانِكَ كذا, وتُجاهَ عُمَّالِكَ كذا, وَتُجاهَ دَولَتِكَ التي تَعيشُ فيها كذا وكذا، بِأنْ تَحتَرِمَ النِّظامَ الفُلانِيَّ،
وكلُّ هذا ياكرامُ: طَيِّبٌ وَمطلُوبٌ، ولن تستقيمَ الأمورُ إلا بها ولكن وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا فالواجبُ أن يُذكرَ ما للإنسانِ وما عليهِ حتى تستقيمَ الأمورُ وتستقرَّ, وواللهِ إذا تَحققَ العدلُ وأخذَ كلُّ ذي حقٍّ حقَّهُ كاملاً غير منقوصٍ, فسيشعُرُ كلُّ واحدٍ بكرامَتِهِ ومكانَتِهِ وانتِمَائِهِ وولائِهِ الصَّادِقِ! فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ أيُّها المؤمنونَ: المطلوبُ عَدلٌ يَسعُ الأَصدِقَاءَ والأَعداءَ، والأَقوياءَ والضُّعفاءَ, والمَرؤوسِينَ والرؤسَاءِ. وفي الدَّولةِ والقَضَاءِ، وبينَ الرَّاعي والرَّعِيَّةِ، عدلٌ في حقِّ اللهِ, وفي حقوق العبادِ في الأبدانِ والأموالِ،عَدلٌ في العَطَاءِ والمَنعِ،كانَ اللهُ في عونِ ولاةِ أُمُورِ المُسلِمِينَ حَقٌّ عليهم أنْ يُقيموا العَدلَ في النَّاس. وصحَّ في الحديثِ أنَّ النَّبيَّ قالَ: (أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ, وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ,وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ)و جَاءَ في مَأثُورِ الحِكَمِ: لا دَولةَ إلا بِرجَالٍ، ولا رِجَالَ إلا بِمَالٍ، ولا مالَ إلا بِعِمَارَةٍ، ولا عِمَارَةَ إلا بِعدْلٍ. أيُّها الأَكَارِمُ: إنْ الحَيْفَ على الشُّعوبِ وَسلبَ الحُقُوقِ وإهدارَ الكَرَامَاتِ, هو واللهِ مَبعثُ الشَّقَاءِ وَمَثَارُ الفِتَنِ, وإنَّ قومًا يَفشُو فيهم الظُّلم والتَّظالُمُ، ويَنحَسِرُ عندَهم الحَقُّ والعَدلُ, ويقِلُّ التَّناصُحُ والتَّواصي, إمَّا أنْ يَنقَرِضُوا بِفَسَادٍ، أو يَسُومَهُمُ الطُّغاةُ سوءَ العذابِ، وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأرْضِ مُفْسِدِينَ فاللهمَّ إنَّا نسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، ونسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَنَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى،اللهمَّ زَيِّنَا بِزِينَةِ التَّقوى و الإيمانِ،واجعلنا هداةً مهتدينَ يارحيمُ يا رحمانِ,اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن,اللهم اكشف الضُّرَّ عن المتضررين,واشف مرضى المسلمين, وارحم موتاهم,وفُكَّ أسراهم, وعافِ مُبتلاهُم, واهدِ ضالَّهم, اللهم ألف بين قلوبِ المؤمنينَ ووحِّد صُفوفَهم واجمع كَلِمَتَهم وأصلح قادَتَهم وأهدهم سبل السَّلامِ,اللهم أدم علينا نعمةَ الأمنِ والأمان, ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى, اللهم رزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين, رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ, عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
بواسطة : admincp
 0  0  2.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:15 صباحًا الأحد 19 شوال 1445 / 28 أبريل 2024.