• ×

02:00 صباحًا , الأحد 26 شوال 1445 / 5 مايو 2024

خطبة الجمعة 09-06-1434هـ بعنوان لا لِلسُّكُوتِ عن المُنكَرَاتِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 الحَمدُ للهِ جَعَلَ الحَمدَ مِفتَاحَاً لِذكِرهِ،وَسبَباً لِلمزِيدِ مِن فَضلِهِ،اللهُمَّ لكَ الحمدُ على ما تَأخذُ وتُعطي،وعلى ما تُعافي وَتبتَلِي،لَكَ الحُجَّةُ علينا،ولا حُجَّةَ لَنا عَليكَ، لا نَتَّقِي إلاَّ ما وَقَيتَنا, شَرُّنا إليكَ صَاعِدٌ، وَخيرُكَ إلينا نَازِلٌ، نَستعينُ بِكَ يا اللهُ على نُفُوسٍ بَطِيئَةٍ عَمَّا أُمِرَت بِه، سَريعَةٍ لِما نُهيت عنه، نَشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ أنتَ وَحدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ؛ وَنشهدُ أنَّ مُحمَّداً عَبدُكَ وَرسُولُكَ,الصَّادِقُ النَّاصِحُ المُصَابِرُ, فَصلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ وبرَكَاتُهُ عليهِ، وعلى آلِهِ الأَتقِياءِ, وَصَحَابَتِهِ الأوفياءِ, ومن تَبِعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ القَضَاءِ, أمَّا بعدُ:فَأوصِيكُم عبادَ اللهِ وَنَفسي بِتقوَى اللهِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعاشِرَ المُؤمِنينَ:كتبَ اللهُ لنا الخَيرِيَّة َفَكانت لَنَا المَكانةُ العَالِيةُ,وذَلِكَ بِأَمرِنا بالمَعروفِ ونَهينها عن المُنكَرِ كَمَا قالَ اللهُ تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ أيُّها المُؤمِنُونَ:ومَا يَعلمُه الجَميعُ أنَّه في آخرِ الزَّمَانِ, تَعظمُ قُوى البَاطلِ والطُّغيانِ, وَيَفشُوا المُجونُ والعِصيَانُ,ويُجاهرُ بِالمَعَاصِي,ويُتَهاونُ بالشَّرعِ المَطهَّرِ,فَيَكونُ التَّفَلُّتُ الأَخلاقِيُّ,والفَسَادُ الاجتِمَاعِيُّ,والخَلَلُ السُّلُوكيُّ,وَخَرْقُ هَيبَةِ الشَّرِعِ المُطَهَّرِ,ونِظَامِ الدَّولَةِ المَتِينِ!عندها تَشتَدُّ الغُربَةُ على أَهلِ الإيمانِ, فَتَكُونُ غُربَةَ أَديَانٍ لا غُربَةَ أَوطَانٍ,وتَندَرِسُ شَعِيرةُ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ,حينها يَغرَقُ النَّاسُ جَمِيعَا إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي! قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَدَنَوْتُ مِنْ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرُكُمْ »
عبادَ الله: إنَّنَا مُطالَبونَ بالدِّفاعِ عن دِينِنَا وعَقِيدَتِنَا وبِلادِنا,وتَعْرِيَةِ الْمُفسدينَ،الذينَ يَتَلاعَبُونَ بأحكامِ الدِّينِ ومُسَلَّماتِه كيفَما شَاءَوا! ومُطالَبُونَ كذلِكَ بالقيامِ بَواجِبِ الْحِسبَةِ والإنكارِ، والسَّعيِ لإصلاحِ أحوالِ النَّاسِ ومُتَطَلَّباتِهم, وحِفظِ المَالِ العَامِ, والأَخذِ على أَيدِ الفَاسِدينَ والعَابثينَ, فهذا فَرْضٌ مُحَتَّمٌ على المُسلِمِينَ،كُلٌّ حَسْبَ عِلمِهِ واستطاعتِهِ، فأمَّتُنا تَمرُّ بأيَّامٍ عَصِيبَةٍ,ومُستَجَدَّاتٍ عاصِفةٍ,وفسَادٍ يَتَكَشَّفُ في كُلِّ وقتٍ وَحِينٍ,وَفِتَنٍ أَطبقَت غُيومُها وانتَشَرَتْ سُمُومُها,وتَغيُّراتٍ دَاخِلِيَّةٍ أَثَارَوا نَقْعَها,واستَفتَحُوا بَابَها.
ولَو عَلِمُوا ما يُعقِبُ البَغيُ قَصَّروا ولكنَّهم لم يُفَكِّروا في العَوَاقِبِ
أيُّها المُؤمنُونَ باللهِ ورسُلِهِ: تناقَلَ كَثيرٌ من النَّاسِ ما حَصَلَ على أَرْضِ مَهرجَانِ الجِنَادِريَّةِ من استِضافَةِ حَفَلاتٍ غِنائِيَّةٍ, وَرَقَصَاتٍ شَعبِيَّةٍ, واختِلاطٍ بينَ الجِنسَينِ, ومَنعٍ للِرِّجالِ المُحتَسبينَ! وإظهارٍ لِبناتِنا ونِسَائِنا بِمناظِرَ مُزرِيَةٍ,وعَبَثٍ مَشِينٍ,وما ذاكَ إلاَّ مَعصِيَةٌ للهِ ولِرسُولِهِ ولِلمُؤمنِينَ! حتى مَعَ الأَسَفِ الشَّديد: اختَزَالُوا تُراثَنَا ومَجدَنا بِتِلكَ الحَفَلاتِ والرَّقَصَاتِ المَقِيتَةِ!وكأنَّنا لا نَملِكُ أَغلى شَرِيعَةٍ!وأعلى حَضَارَةٍ! وأَسمَى خُلُقٍ وَثَقَافَةٍ!مَعَ الأَسَفِ ثَقافَةٌ تِلكَ المَهرَجانَاتِ فَارِغَةٌ مِن الدِّينِ، حَاكَها ثُلَّةٌ من العَابينَ،أَعدَاءُ العِفَّةِ والفَضِيلَةِ، وَدُعَاةُ التَّحلُّلِ والاختِلاطِ والرَّذِيلَةِ، وَصَدَقَ رَسُولُ الهُدى: «بدَأ الإسلامُ غريبًا،وَسيَعودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا،فَطُوبى لِلغُرَبَاءِ »
فَطُوبَاكَ أيُّها المُتمسِّكُ بِدينِهِ فِي زَمَنِ الفِتَنِ،طُوبَاكَ أيُّها النَّاصِحُ في عَصرِ المِحَنْ.
قال ابنُ بطَّالٍ رَحِمَهُ اللهُ: "في الجَهرِ بِالمعصِيَةِ استخفَافٌ بِحقِّ اللهِ وَرَسُولِهِ وَبِصَالِحِي المُؤمنينَ، وَفِيهِ ضَرْبٌ من العِنَادِ لَهم" لذا كانَ على العلماءِ والمُصلِحينَ مَسؤوليةٌ كُبرى بِنُصحِ الرُّعاةِ والرَّعيَّةِ,فاللهُ أخذَ عليهمُ العهدَ والميثاقَ فَقالَ: وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ لَتُبَيّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ
وهُم مُستَشعِرُون قولَ النَّبِيِّ: « ألا، لايَمنَعَنَّ رَجُلاً هيبةُ النَّاسِ أنْ يَقُولَ بِحقٍّ إذا عَلِمَهُ فإنَّه لا يُقَرِّبُ من أجلٍ، ولا يُباعِدُ من رِزقٍ أنْ يُقالَ بِحَقٍّ أو يُذكَّرَ بِعَظِيمٍ»
فيا علماءَ الأمَّةِ: امضُوا وبَلِّغُوا رِسَالَةَ اللهِ،ومُروا بِالمعَروفِ وانهوا عن المنكَّرِ لِتُحَقِّقُوا الْمَصَالِحَ والْمَرابِحَ، وَتدفَعُوا الْمَفَاسِدَ والمَظَالِمَ والقَبَائِحَ. وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ويا جنودَ الهَيئَاتِ ،يا أيُّها الحُماةُ الأُباةُ,انصَحُوا لِلرَّاعي والرَّعيَّةِ,فَإنَّ الحِملَ ثَقِيلٌ،والسُّكوتَ عن الإثمِ عِصيَانٌ وعَيبٌ في أَهلِ الإسلامِ,وَدليلٌ على ضَعفِ الإيمانِ ألم يَقُلِ اللهُ في مُحكَمِ القُرآنِ: إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ويا أيُّها المُسلِمونَ: خُذُوا بوَصِيَّةِ رسُولِ اللهِ لكم حينَ قالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ»نَسأَلُ اللهَ أنْ يَتَدَارَكَنا جَمِيعاً بِعفوهِ ولُطفِهِ,وأنْ يَهديَنا صِراطَهُ المُستَقِيمَ,وأنْ يَجعَلَنَا مَفَاتِيحَ خَيرٍ مَغَالِيقَ شَرِّ,وأنْ يَرزُقَنا شُكرَ نِعَمِهِ وحُسنَ عبادَتِهِ, واستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ من كلِّ ذَنْبٍ وخطيئَةٍ فاستغفروه إنَّه هو الغَفُورُ الرَّحيمُ .

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله الذي أَنْزَلَ على عَبدِهِ الكِتَابَ,تَبصِرَةً وذِكرى لأُولِي الأَلبَابِ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَى وَأَعْطَى، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا دَفَعَ وَكَفَى؛ نشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، ربُّ الأَربَابِ ومُسَبِّبُ الأَسبَابِ, ونشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ, بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى بِأَفضَلِ كِتَابٍ, لِيُبَشِّرَ النَّاسَ ويُنذِرَهُمْ يومَ الحِسَابِ, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ المآبِ.أمَّا بعدُ:فأُوصِيكُم وَنَفسِي بِتقوى اللهِ سُبحانَهُ،إذْ هِيَ المُلتَزمُ وبِها المُعتَصَمُ،
فَبِتقوى اللهِ تصلُحُ الأَحوَالُ وتُحسنُ العَاقِبَةُ والمَآلُ, وإنَّنا واللهِ في زَمَنٍ لا يَزدَادُ الخيرُ فيهِ إلاَّ قِلَّةً، ولا الشَّرُّ إلاَّ كَثْرَةً، ولا الحَقُّ إلاَّ خَفَاءً، ولا البَاطِلُ إلاَّ شِيَاعَاً،لقدْ ظَهَرَ الرِّبا، وكَثُرَ الغِشُّ والحِيلُ،وَشَاعتِ الرِّشوَةُ،وعَمَّ الفَسادُ والغُلُولُ،وَمَنْ قَلَّبَ طَرفَهُ بِعينِ بَصِيرتِهِ فَإنَّهُ لا يُبصرُ إلاَّ فَقِيراً يُكابدُ فَقْراً،أو غَنِيَّاً بَدَّل نِعمَةَ اللهِ كُفراً،أو بَخِيلاً اتِخذَ المَالَ جَمعَاً ووفْرَاً،أو مُتَمَرِّداً عن حُدودِ اللهِ كَأَنَّ في أُذُنَيهِ عن المَوَاعِظِ وَقْرَاً إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي!
أيُّها المُؤمِنُونَ باللهِ ورَسُولِهِ: تَسَامَعَ النَّاسُ قبلَ أيامٍ عن الزَّلازلِ التي ضَرَبَتْ عَدَداً من البلادِ! حتى خافَ أهلُنا وإخوانُنا في المنطِقَةِ الشَّرقيَّةِ وَأَصَابَهم مِنها رَجَفَاتٌ مُفزِعَةٌ, ثُمَّ تَنَاقَلَ بعضُ النَّاسِ ما حَدَثَ من هَلَعٍ ورِيحٍ واضطرابٍ لِلحاضرينَ على أرضِ الجِنَادِرِيَّةِ! وهذهِ واللهِ نُذُرٌ ورُسلٌ من ربِّ العالَمينَ: وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا لِلزَّلازِلِ رِسَالَةٌ تَقُولُ لِلنَّاسِ: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ كَعْب بنُ مالِكٍ: "إنَّمَا تُزلزَلُ الأَرضُ إذَا عُملَ فِيها بِالمَعَاصِي،فَتَرْعُدُ خَوفًا مِن الرَّبِّ جَلَّ جَلالَهُ أنْ يَطِّلعَ عَلَيها" لِلزَّلازِلِ رِسَالَةٌ: مَفَادُها أنَّكم وإنْ تَوقَّعتم أَسبَابَها وَمَكانَها واستَعدَدُتُم لَها فإنَّها آيَةٌ من آياتِ اللهِ يُخَوِّفُ بِها عِبَادَهُ! عِبادَ اللهِ:إنَّ ما يَحدثُ من زَلازِلَ،وأَعَاصِيرَ وَحُروبٍ وَمَجَاعَاتٍ، وَأَمَراضٍ وحَوادِثَ مُفجِعَةٍ،كُلُّها بِسَبَبِ الذُّنُوبِ والمَعَاصِي كَمَا قَالَ تَعالى: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ وقالَ تَعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
وشُؤمُ المَعاصِي يامُؤمِنُونَ:لا تَقِفُ عِندَ المُبَاشِرِينَ لَها فَحَسْبُ بل تَعُمُّ حتى الصَّالِحِينَ! سَألَت أُمُّ المُؤمِنينَ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ رَضِي اللهُ عنها رَسُولَ اللهِ فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ «قَالَ نَعَمْ: إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ».
واستَمِعوا يا رعاكُمُ اللهُ: إلى النَّاصِحِ الأَمِينِ وهو يُحذِّرُ عبادَ اللهِ المُؤمِنينَ, ففي الحدِيثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ،حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا, وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ،++إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ،وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ،وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ،إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ،وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ،وَعَهْدَ رَسُولِهِ،إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ،فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ،وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ،إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».الألباني فاللهمَّ اجعلنا من الآمرينَ بالمَعروفِ العَامِلِينَ بِهِ,والنَّاهينَ عن المُنكَرِ المُبتَعِدِينَ عنهُ. اللهمَّ اهدنا لِمَا تُحبُّ وتَرضَى, وزيِّنا بِزِينَةِ الإيمانِ والتَّقوى, واجعلنا هداةً مُهتَدِينَ غَيرَ ضَالِينَ ولا مُضلينَ.اللهمَّ وفِّق وسَدِّد الآمرينَ بالمعروفِ والنَّاهينَ عن المُنكرِ وَقَوِّى عَزائِمَهم وأهدِهم سُبلَ السَّلام,واكفِهم شَرَّ الِّلئامِ,اللهمَّ من أرادَ بهم سوءاً فافضحهُ على رؤوس الأشهادِ, اللهمَّ وفِّق وُلاةَ أُمورِنا لِمَا تُحبُّ وَتَرضى وأَعنهُم على البِرِّ والتَّقوى,وأصلح لهم البِطانَةِ ووفِّقهم وأعنهم على أداء الأمانةِ,واجعلهم رحمةً وسكينَةً على رعاياهم,اللهمَّ ادفع عنَّا الغَلا والوَبَا والرِّبا والزِّنا والزَّلازلَ والمحنِ عن بلدِنا هذا خاصَّةً وعن سائرِ بلادِ المُسلمينَ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
بواسطة : admincp
 0  0  5.1K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:00 صباحًا الأحد 26 شوال 1445 / 5 مايو 2024.