• ×

05:25 صباحًا , الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 / 15 مايو 2024

خطبة الجمعة 13-01-1433هـ بعنوان التَّوحيدُ أولاً إنْ كانوا يَعلَمُونَ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ذو الصِّفاتِ الكاملةِ العُليا والأسماءِ الفاضِلَةِ الحسنى،نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ربٌّ عظيمٌ منَّانٌ،ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه خَضَعَ لِرَبِّهِ واستَكَانَ,وَتَوَكَّلَ عليهِ واستَعَانَ,اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمَّدٍ وعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ وأَتبَاعِه على مِلَّتِهِ وَحَمَلَةِ لِواءِ دَعوَتِهِ إلى يومِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ الذي خَلَقَكُم، واستعِينُوا على طاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُم،فربُّكم جلَّت حِكمَتُهُ لَمْ يَخلُقْكُمُ هَمَلاً،بل خَلَقَ الْموتَ والْحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أيُّكم أَحسنُ عَمَلاً.فَجَرِّدوا قُلُوبَكم للهِ ذُلاً وَخُضُوعاً وَتَوَكُّلاً، وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
أيُّها المؤمنونَ:ما إنْ تسامعَ الغَيُورونَ بتقدُّمِ الأحزابِ الإسلاميَّةِ والسَّلفيَّةِ هذهِ الأيامِ في عدَدٍ من البلاد العربيَّةِ والإسلاميَّةِ!إلا وكبَّرَوا وهلَّلوا إيذاناً بعودةِ الإسلامِ والمسلمينَ إلى مَواطنِ القِيَادَةِ والعزِّ والنَّصر والتَّمكينِ, بِعِزِّ عَزِيزٍ!
فمن أرضِ الحرمينِ الشَّريفينِ ومن كلِّ البلادِ والأصقاعِ نَدْعُ اللهَ تعلى لهم بالعونِ والتَّوفيقِ والتَّسديدِ,ونُطالِبُ الحكوماتِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ أنْ تؤسِّسَ حُكُومَاتِها على توحيدِ اللهِ تعالى وإفرادِه بالعبادةِ,واتِّخاذِ القرآنِ الْمَجيدِ دُستوراً,وجعلِ سُنَّةِ النَّبيِّ لها نِبرَاسَاً, فلا واللهِ لا يحكمُ الشُّعوبَ الْمُسلِمَةَ ولا يروي ظَمَأَها ولا يُحقِّقُ أمنَهَا واستقرَارَها إلا دينُ اللهِ تعالى حقَّاً وعَدْلاًوصِدْقَاً!ذلكَ أنَّ الدَّعواتِ الأرضيَّةِ والقوميَّةِ مآلها الهلاكُ والدَّمارُ,والفسادُ العريضُ! إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

يا مسلمونَ تأمَّلوا قولَ اللهِ تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَدَعوةُ الرُّسلِ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلام تَختَلِفُ عن دَعَواتِ البَشَرِ المنقطعةِ عن شرعِ اللهِ وهِدَايَتِهِ،وَمَطْلَبُنَا ليس ضَربَاً من الخيالِ ولا أنَّهُ بعيدَ المنالِ! فالتَّوحيدُ هو أوَّلُ الدِّينِ وآخِرُهُ، وظاهِرُهُ وبَاطِنُهُ وذِروَتُهُ وهَامَتُهُ,قامت عليه الأَدِلَّةُ،وأثبَتَتْهُ البَرَاهِينُ،وأُسِّسَت عليه المِلَّةُ،وَوَجَبَت بهِ الذِّمَّةُ،وعُصمِت به الأنفسُ،وانْفَصَلَت بِهِ دارُ الكفرِ عن دارِ الإسلامِ،وانقسمَ النَّاسُ به إلى سَعِيدٍ وشَقِيٍّ ومُهتدٍ وَغَوِيٍّ.فقد عُنِيَ القرآنُ الكريمُ بتوحيدِ اللهِ لأنَّهُ قَضِيَّتُهُ الكُبرى،ومَهَمَّةُ الرُّسُلِ الأولى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ لقد استَمَرَّ النَّبيُّ بِمَكَّة ثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً لا يُخاطِبُ النَّاسَ فيها إلا بالعقيدةِ ولا يَربِطهم إلا بِها،لقد كان بإمكانِهِ أنْ يَبتَدِئَ دَعوتَهُ بِقَومِيَّةٍ عَرَبِيَّةٍ!فالرُّومُ من حولِهم يَملِكُونَ الشَّامَ حِينَئِذٍ,والفرسُ ُيسيطِرُون على بِقَاعٍ أُخرى مُجَاوِرَةٍ،ولو دَعَا العَرَبَ يَومَهَا لاستجَابَت لهُ قَاطِبَةً لِيَخْرُجَ بِهم من الذُّلِ والْهَوَانِ الذي هم فيه،ولكنَّهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لم يفعل!لقد كان بإمكانِهِ أنْ يجعلَ دَعوتَهُ قائِمةً على إصلاحِ أوضَاعِ الْمُجتَمَعاتِ فَحَسْبُ التي عمَّ فيها الرِّبا, وتِجَاراتِ الغِشِّ والخِداعِ!وسيجدُ آذاناً صاغِيَةً من فِئَاتٍ عاشتِ الفَقرَ وَتَحَكَّمَ فيهمُ الأغنياءُ,ولكنَّهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لم يفعلْ!كان بإمكانِهِ أنْ يجعلَ دَعوتَهُ قائِمَةً على تَزكِيَةِ النُّفوسِ ومَنْعِ الْخُمُورِ وتَحريمِ الزِّنا والظُّلمِ والْجَورِ,ولكن،كُلُّ ذلك لم يَكُنْ !فلا يَحسُنُ إلا أنْ يُرسِّخَهمْ بِعقِيدَةٍ تَقَرُّ في النُّفُوسِ وتُطَهِّرُ الأَروَاحَ والأبدانَ والعُقُولَ. أيُّها المسلمونَ:الدَّعوةُ التي لا تَنطَلِقُ من العقيدِةِ خَاسِرَةٌ،ونِظَامٌ لا يَرْتَكِزُ على العَقِيدَةِ مُنهارٌ، هي العقِيدةُ أوَّلاً إنْ كانُوا يَعلمُونَ.لأنَّها فِطرَتُ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا فَثَمَرَةُ شَجَرَةِ الإسلامِ تَوحيدٌ خَالِصٌ لِلمَلِكِ الدَّيَّانِ. عبادَ اللهِ:تأمَّلوا حَالَ أُمَمٍ وَشُعُوبٍ أَعرَضَتْ عن هدايةِ اللهِ وَحُرِمَتِ التَّوحيدَ الْخَالِصَ،وأَخَلُّوا بالولاءِ والبَرَاءِ،وظاهروا الأعداءَ,كيفَ تَسَلَّطوا عليهم وزادوه رَهَقًا،وجعلوهم حُكَّامَاً تَبَعَاً!وَسَلَبُوهم كُلَّ إرادةٍ!ثُمَّ تخَلَّوا عنهم نِهايَةَ الأمرِ ولا كَرَامَةٍ!وهكذا ما أخلَّتِ البشريَّةُ بتوحيدِ ربِّ البريَّةِ إلا تنكَّبَتْ عن الطَّريقِ السَّويَّةِ وتَخَبَّطتِ في الظُّلمِ الرَّزِيَّةِ. فبادئ ذي بدءٍ يَجبُ أنْ تَكُونَ دَعوتُنَا واضحةَ المعالِمِ,نقيَّةَ العقيدةِ,مَبنِيَّةً على العلمِ والحكمةِ والمعرفةِ,وأنْ تؤسَّسَ البلادُ والأحكامُ على التَّوحيدِ والعَقِيدَةِ الصَّافِيةِ والمنهجِ النَّبَويِّ الرَّشيدِ! فمن خصائِصِ أُمَّةِ مُحمَّدٍ ثِقَتُها بِرَبِّهَا ودِينِهِا ونَبِيِّها،والشَّدَائِدُ اللأواءُ لا تَزِيدُها إلا ثباتَاً وسَيرَاً للإِصلاحِ وعِمَارَةِ الحَيَاةِ،ولا عَجَبَ،فهي أمُّةٌ مرَّ بِها أيامٌ فصَبَرت وَصَابَرَتْ,وَوثِقَتْ واستَيقَنت قولَ اللهِ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
إخوةَ الإيمانِ:البعدُ عن مَنبَعِ الإيمانِ،والإخلالُ بحقائقِ العقيدةِ وإقصاءُها عن مَنَاحِي الحياةِ،باعثٌ على أَزَمَاتٍ خَطِيرَةٍ،وَمَصْدَرُ شَقَاءٍ دَائِمٍ،تَجعلُ عَيشَ النَّاسِ في ظَمَأٍ دَائِمٍ،وَظَلامٍ دَاِمسٍ،فَلا هُدوءَ ولا هَنَاء،ولا سَعَادَةَ ولا رَخَاءَ،وصدقَ اللهُ: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى .وشَيَاطِينُ الإنسِ والجنِّ يَسعَونَ لإفسادِ فِطَرِ وأديانِهم,كما وَصَفَهُم رسولُنا حينَ قالَ : (قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ،وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ،وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا) عبادَ اللهِ :وما لم تُبنَ حَيَاةُ البَشَرِ على مَنهَجِ الخَالقِ عَزَّ وَجَلَّ،وما لم يَقُم عُقلاءُ البَشَرِ لإدْرَاكِ أَسبَابِ الشُّرورِ،فلن يَنْحَسِمَ صِرَاعٌ،ولن تَهدأَ سَفِينةُ الحياةِ,فلتنطَلِقوا من العقيدةِ الرَّبانِيَّةِ، والسُّنَّةِ المحمدية،ومَبادِئِ العدلِ والحُرِّيَّةِ الشَّرعِيَّةِ،ومَنْطِقِ العَقلِ والرَّويَّةِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ويقولُ تعالى: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ أقول ما سمعتم، وأستَغِفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذَنبٍ، فاستغفروه، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبةُ الثَّانِيةُ:

الحمدُ لله ولا نعبدُ إلا إيَّاهُ،مُخلِصَينَ له الدِّينَ ولو كَرِهَ الكافرونَ,نَحمدُهُ سبحانَه ونشكُرُه، ونَتُوبُ إليه ونستغفِرُه،ونشهدُ ألا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، له الْحُكمُ وإليه تُرجَعُونَ, ونشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا ونَبِيَّنَا مُحمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه حَمى التَّوحيدَ وَسَدَّ كُلَّ شركٍ وَطَرِيقٍ،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وصحبِهِ والتَّابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ:فاتَّقُوا اللهَ حقَّ التَّقوى،واستَمسِكُوا من الإسلامِ بالعُروَةِ الوُثقَى. ثُمَّ اعلموا أنَّ تَحقِيقَ التَّوحيدِ يَحتاجُ إلى يَقَظَةٍ قَلبِيَّةٍ تَنفِي عن النَّفْسِ كلَّ خَاطِرَةٍ تَقدَحُ في العُبُودِيَّةِ،وتَدفَعُ كلَّ خالِجَةٍ شَيطَانِيَّةٍ !ولِسائِلٍ أنْ يقولَ لماذا الخوفُ على التَّوحيدِ إلى هذا الحدِّ؟ ثُمَّ لماذا تَحذَرونَ من الشِّركِ إلى هذا المستوى ؟ فالجوابُ لأنَّ اللهَ يَقُولُ في مُحكَمِ تَنْزِيلِهِ: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ قال أهلُ العلمِ في الآيةِ دَلالةٌ على ما قد يَتَخَلَّلُ إلى بعضِ النُّفوسِ من الشِّركِ, فَتَتَعَلَّقُ بغيرِ رَبِّهِا،وتَعمَلُ لِحَظِّ نَفسِهِا,أو تَبتَغِي رِفعَةً أو مَنْزِلَةً في دُنياها,فَلِلَّهِ مِن عَمَلِهِم نَصِيبٌ، ولأنفُسِهم وَهَواهُم نَصِيبٌ،وللشَّيطَانِ منهم نَصِيبٌ ،والله أَغنَى الشُّركَاءِ عن الشِّركِ.
أيُّها الكرامُ:ومن صُوَرِ الْخَلَلِ في التَّوحيدِ أنَّ بعضَ من يَنتَسِبُ إلى الإسلامِ ويَزُعُمُ الثَّقَافَةَ والاستِنَارَةَ لا يرضى بُحكمِ اللهِ ولا رسُولِهِ ولا يُسَلِّموا لهمُ الأمورَ! بل إنَّ في نُفُسِهم حَرَجَاً من ذلكَ وَحَنَقَاً وخَجَلاً،وفي صُدُورِهم غَيظَاً وضِيقَاً ؛ فإذا ما نادى المسلمونَ بتَطبيقِ الشَّريعةِ, وتحقيقِ التَّوحيدِ,وإقامةِ الحدودِ,ارتَعَدَت فَرَائِصُهم،واشْمَأَزَّت قُلوبُهم،وولَّوا على أدبارهم نُفُوراً، وإخوانُهم يُمُدُّونَهُم في الغَيِّ ثُمَّ لا يُقصِرونَ،وصدقَ اللهُ: شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
الإسلامُ عندهم ظُلمٌ لِلمرأَةِ وَهضْمٌ لِحقوقِها،وتطبيقُ الشَّرعِ عندَّهم قَسوةٌ وَبشَاعةٌ وَتَخَلُّفٌ،وأحكَامُ الشَّرعِ عَودةٌ إلى عُصُورِ الظَّلامِ والانغِلاقِ؛بل صاروا يُهَدِّدونَ بعودةِ الإرهابِ من جديدٍ. واللهُ يقولُ: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .
اللهُ أكبرُ: حقَّاً يا مُوحِّدونَ التَّوحيدُ صَعْبٌ على الأَذِلَّاءِ ومنِ اتَّسَمُوا بالذُّلِ والتَّبَعِيَّةِ,صَعبٌ على مَنِ استَمرَؤوا الفَسَادَ وَوَلَغُوا في الأَوحَالِ: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ .
مُصيبتنا من أبناءِ جِلدَتِنَا الذينَ لا يَعرِفُونَ حقِيقَةَ التَّوحيدِ،ولا صَفَاءَ هذا الدِّينِ!لأنَّهم مُستعبَدُون في فِكْرِهِم،مُشرِكُونَ في تَفكِيرِهم.قالوا للذين كَفَروا وَكَرِهوا مَا نَزَّلَ اللهُ:سَنُطِيعُكُم في بعضِ الأمرِ،بل في كلِّ الأمرِ،
فيا مؤمنونَ دونَكُم النُّورُ والهدايةُ,وبينَ أيدكم العِزُّ والفلاحُ خذوا بوصِيَّةِ اللهِ لكم فقد قالَ: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ونبِيُّنا تَرَكَنا على مَحَجَّةٍ بيضَاءَ لا يَزِيغُ عنها إلا أهلُ الضلالِ والأهواءِ فَقَالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (تَرَكتُ فيكم ما إنْ تَمَسَّكتُم بِهِ لن تضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي)
ألا فاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ:وأَخلِصُوا دِينَكم للهِ،وَحَقِّقُوا تَوحِيدَكم تَسعدوا دُنياً وتَفُوزوا في الآخِرَةِ والأولى .
فاللهمَّ أبرم لهذه الأمَّةِ أمراً رشيداً يُعزُّ فيهِ أهلُ طاعتِكَ ويُذَلُّ فيه أهلُ معصِيَتِكَ ياربَّ العالمينَ.
اللهمَّ وحِّد صفُوفَ المسلمين واجمع كلمتهم على الحقِّ والهدى والدِّينِ .
اللهمَّ اجعلهم لِشَرعِكَ مُحَكمينَ ولِسُنَّةِ نبيِّكَ مُتَّبعينَ ياربَّ العالمينَ .
اللَّهُمَّ هيئ لهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ .
اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ.
اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ،اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ, وأصلحْ لنا وُلاتَنَا وهيئ لِهُم بِطَانةً صَالحةً نَاصِحَةً واجعلهم رَحمةً على رَعَايَاهُم .
ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
بواسطة : admincp
 0  0  2.3K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 05:25 صباحًا الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 / 15 مايو 2024.