• ×

06:07 صباحًا , الثلاثاء 28 شوال 1445 / 7 مايو 2024

خطبة الجمعة 05-08-1434هـ بعنوان شَعبَانُ شَهْرٌ فَاضِلٌ, وَوُجُوبُ النُّصرَةِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ للهِ ذي الفضلِ العَمِيمِ،والمَنِّ الجَسِيمِ,نَشهدُ أن لا اله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وفَّق المُؤمنينَ لِلطَّاعَاتِ،ويسَّر لهم الخيراتِ والحَسَناتِ,ونشهدُ أنَّ سيَّدَنا وَنَبِيَّنَا مُحمَّداً عبدُ الله ورسولُه نبيُّ الهُدى والمَكرُماتِ،اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك على إِمامِ المُتقينَ وسيِّدِ الخَلقِ أَجمعينَ وعلى آله وأصحابهِ ومن تبعهم بإحسان ٍإلى يوم الدِّين. أمَّا بعد:عبادَ اللهِ،اتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى،فمن خافَ الوَعِيدَ قَصُر عليه البَعِيدُ،الإيمانُ خيرُ قائدٍ،والعملُ الصالحُ خيرُ رائدٍ.حَقَّاً إنَّنا في شَهْرٍ يَغفُلُ عنه النَّاسُ!والعُلَمَاءُ يَقُولونَ بِاستحبَابِ عِمَارَةِ أوقاتِ غَفْلةِ النَّاسِ بالطَّاعاتِ،لأنَّ ذلكَ مَحبُوبٌ عندَ اللهِ،وَأجرُها أعظمُ, وما دُمْنا يا كرامُ في أوَّلِ أيَّامِ شَهرِ شَعبَانَ فَلنتَعَرَّف على هَدْي رَسُولِنا الكريمِ فيه,وما هي مراسمُ استقبالِه؟وبماذا كان يحثُّ المسلمين ويوجِّهُهُم إليه؟.قالت:عائشةَ رضي الله عنها كانَ رسولُ الله يصومُ حتى نقولَ:لا يُفطِر،ويُفطرُ حتى نقولَ:لا يصومُ،وما رأيتُ رسولَ الله استكملَ صيامَ شهرٍ قطُ إلاِّ شهرَ رمضانَ،وما رأيتُه في شَهْرٍ أكثرَ صيامَاً منه في شعبانَ.وفي روايةٍ كانَ يصومُ شعبانَ إلا قليلاً.وعن أسامةَ بنِ زَيدٍ رضي الله عنهما قال:قلت:يا رسولَ الله،لَم أركَ تَصُومُ شهرًا من الشُّهور ما تَصُومُ من شَعبَانَ؟!فقالَ :"ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ،وَفِيهِ تُرْفَعُ الْأَعْمَالُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " رواهُ الإمامُ أحمدُ وهو حديثٌ حسنٌ فَذَكرَ سببين:أنَّهُ شهرٌ يغفلُ النَّاسُ عنه,وأنَّهُ ترفعُ فيه الأعمالُ إلى الله تعالى,وحتى لا يأتيَ رمضانُ إلا وقد ارتقى المُسلِمُ مَنَازِلَ عاليةٍ من الطَّاعةِ!وتهيأَ بكثرة الأعمال الصالحةِ.
عباد اللهِ:ومن فَضِيلَةِ الصِّيامِ في شَعبَانَ أنَّ بعضَ العُلمَاءِ قالوا:أنَّهُ لِقُربِهِ من صيامِ فَرْضِ رمضانَ فإنَّهُ يلتحقُ بِرمضانَ،فيكونُ بمنزلةِ السُّنَنِ الرَّواتِبِ مَع الفَرَائِضِ قَبلَها وبعدها، فَيا أَخي الكَريم:أَلزِم نَفسَكَ في شَهْرِ شَعبَانَ ولو بصيامِ أَيَّامِ الاثنينِ والخَميسِ وأيَّامِ البيضِ.قال ابنُ رجبٍ رحمه الله:"صومُ شعبانَ كالتَّمرينِ على صيامِ رمضانَ؛لئلا يَدخُلَ المُسلِمُ في صومِ رمضانَ على مشقةٍ وَكَلَفَةٍ،بل يكونُ قد تَمرَّنَ على الصِّيامِ واعتادَه،وَوَجَدَ بصيام شعبانَ قَبلَهُ حلاوةَ الصِّيامِ ولذَّتَهُ، فَيدخُلُ في صيامِ رمضانَ بقوةٍ ونشاطٍ". عبادَ اللهِ:ومِمَّا يُسنُّ في شهر شعبانَ الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ،قال أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه:كان المسلمون إذا دخلَ شعبانُ أَكَبُّوا على المَصَاحِفِ فَقَرؤُوها وأَخرجُوا زكاةَ أموالِهم تَقويةً لِضَعِفِيهم على الصَّومِ.وقال سلمةُ بنُ كُهَيلٍ رحمه الله: شهرُ شعبانَ شهرُ القرآنِ. فيا مُسلِمُ:استقبل رمضانَ ولو بِختمَةٍ واحدةٍ لكتابِ اللهِ فقد أمدَّك اللهُ بالصَّحةِ والفَرَاغِ. أيُّها المؤمنونَ:ومما يُسنُّ كذلك صلةُ الأرحامِ وسَائِرُ أنواعِ الإحسانِ،كا الإكثارِ من ذكر الله وتعويدِ النَّفسِ على قيامِ الَّليلِ!وهنا سؤالٌ القصدُ منه العِظَةُ والتَّذكيرُ,لا التَّبكيتُ والتَّقريعُ! منذَ متى لم تَقُم للهِ بِإحدى عشرةَ ركعةٍ؟أليس من رمضانَ الماضي؟وكم مَرَّةٍ فَوَّتَ على نَفسِكَ صلاةَ الوترِ التي أوصى بها رَسُولُنا المُسلمينَ حضَراً وسَفَراً؟ألا ترى أنَّكَ تَنشطُ على التَّراويحِ في أوَّلِ رَمضانَ ثُمَّ تَفتُرُ باقيهِ؟ذالِكَ أنَّكَ لم تُدرِّب نَفسَكَ على قيامِ الليلِ تَدْريباً كافِياً,فَشعبَانُ دَورةٌ تدريبيَّةٍ!فَدَرِّب نَفسَكَ وألزِمْها من الآنِ لِتَستَمتِعَ وتَتَلَذَّذَ في رمضانَ القَادِمَ! أخي المُبارك:أكثِر من الإنفاقِ والصَّدقَةِ في شعبانَ لِتُغنِيَ الفُقراءَ في رمضانَ. ومما يُسنُّ في شعبانَ تركُ التَّشَاحُنِ والتَّقَاطُعِ والتَّدَابُرِ.ففي الحديث عن معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه عن النبيِّ قال: ((يَطَّلِعُ اللهُ إلى جميع خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خَلقِهِ إلا لِمُشركٍ أو مُشاحنٍ )) رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.أيُّها الأخيارُ:عليكم في شعبانَ بالتَّوبةِ الصَّادِقَةِ النَّصوح،فاستقبلوا رمضانَ بالاستغفارِ والتوبةِ من جميع المعاصي والآثامِ،فرمضانُ سَيَحِلُّ بنا قريباً،فَقدِّر نعمةَ الله عليك،واسأله أن يُبَلِّغكَ رمضانَ، وأن يُعينكَ فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته .عباد الله:ومن كان عليه أيامٌ من رمضانَ الماضي فليبادر بقضائِها من الآن,وليذكِّر أهلَ بَيتِهِ بذلك.ومن كانت لأخيه مظلمةٌ أو حقٌ فليؤدِّها قبل ألاّ َيكونَ دِرهمٌ ولا دِينار ٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. فاللهم أهدنا وأهدِ بِنَا,وأعنَّا جميعا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتكِ.أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ،يا رَبُّ!قَلَّ رَجَاؤُنا إلا فِيكَ،وَضَعُفَت قُوَّتُنا إلا بِكَ؛وَضَاقَت حِيَلُنا إلا إليكَ,يا رَبُّ!لقد زَاغَتِ الأَبصَارُ،وانتهت الأَعذَارُ،وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ؛نَشهَدُ ألاَّ إلهَ إلاَّ أنتَ،تُعِزُّ من تَشَاءُ,وتُذِلُّ من تَشاءُ،وأنتَ الكَبِيرُ المُتَعالُ،ونَشهدُ أنَّ سَيِّدَنا وَقَائِدَنَا مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ وَرَسولُهُ الله،اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليهِ,وعلى آلهِ وأصحابهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدينِ.أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. أيُّها المُسلمونَ:مَهمَا بَلَغت قوةُ الظَّلُومِ وَضَعُفَ المَظلُومُ!فإنَّ الظَالِمَ مَخذُولٌ، وأَنفَذُ السِّهامِ دَعوةُ المَظلُومِ،يَرفَعُها اللهُ فَوقَ الغُيُومِ.ويقولُ:"وعِزَّتي وجلالي!لأ نصُرَنَّك ولو بعد حين" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
بالأمسِ اجتمعَ عَدَدٌ كبيرٌ من عُلمَاءِ المُسلمينَ في بلادِ مصرَ وأوضحوا للأمَّةِ حقيقةَ ما يجري على أرضِ سوريا وبعثوا بعدِّةِ رسَائِلَ وتَوجِيهاتٍ فمِمَّا قالوا: ( الحمدُ للهِ القائِل: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ فإنَّهُ لا يخفى على الأُمَّةِ ما يقومُ به النِّظامُ الطَّائِفِيُّ لِلشَّعبِ السُّوريِّ من المَصَائِبِ والجَرَائِمِ من القتلِ والتَّعذِيبِ والاعتِقَالِ والحِصَارِ والتَّهجِيرِ التي لم تَستَثنِي شَيخَا ولا امرأَةً ولا وَلِيدا!ولقد تَدَاعى على هذهِ الجَرائِمِ والفَضَائِحِ الرَّوافِضُ من العراقِ وإيرانَ وحزبِ اللاَّتِ,وبَعضُ الدُّولِ مِثلُ رُوسيا والصِّينِ إذْ وَقَفُوا دَاعِمِينَ لِجَرائِمِ النِّظامِ الطَّائِفِي بِكُلِّ وَقَاحَةٍ بِأَرتَالِ المُرتَزِقَةِ وتِرسَاناتٍ من الأسلحةِ, في مَشهدٍ قَبِيحٍ من الطَّائِفِيَّةِ والعُدوانِيَّة!ومن أجلِ الحِفَاظِ على كَيَانِ الأُّمَّةِ واستِقرَارِها وإِنقَاذِ بِلادِ الشَّام,فإنَّ عُلمَاءَ الأُّمَّة يُبَيِّنُونَ ما يلي:أوَّلاً:وُجُوبُ نُصرَةِ إِخوانِنَا في سُورِيا بِكُلِّ أَنوَاعِ الجِهَادِ والنُّصرَةِ ومَا مِن شَأنِهِ إنقَاذُ الشَّعبِ السُّورِيِّ,ووجوبُ العَمَلِ على وِحدَةِ المُسلِمِينَ عُمُومَاً,كُلٌّ حَسَبَ استِطَاعَتِهِ قالَ اللهُ تعالى : وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ثانياً: اعتبارُ ما يَجرِي في أرضِ الشَّام مِن عُدوانِ النِّظامِ الإِيرَانِيِّ, وَحزبِ اللهِ,وحُلَفَائِهم الطَّائِفِيِّينَ حَربَاً مُعلَنَةً على الإسلامِ والمُسلِمِينَ. ثالِثاً : تَركُ الفُرقَةِ والتَّنَازُعِ بينَ المُسلِمينَ عُمُوما والمُجاهِدِينَ والثُّوارِ في سُوريا خُصُوصَاً.رابِعاً:يُطالِبُ العُلَمَاءُ الحُكومَاتِ بِالوُقُوفِ الحَاسِمِ ضِدَّ النِّظَامِ الإجراميِّ الطَّائِفِيِّ وسُرعَةِ إغَاثَةِ الشَّعبِ السُّورِيِّ بِكُلِّ مَا يَحتَاجُونَه من عَتَادٍ وسِلاحٍ,وَقطْعِ التَّعَامُلِ معَ الدُّولِ المُسَانِدَةِ لهم. خامساً:سَعيُ المُنَظَّمَات والمُؤسَّسَاتِ الخَيرِيَّةِ لِنَجدَةِ المَنكُوبِينَ والمُشَرَّدِينَ).انتهى
كُلُّ العِدَا قد جَنَّـدُوا طَاقَاتِهـم ضِدَّ الهُدَى والنُّورِ،ضِـدَّ الرِّفعَةِ إسلامُنَا هو دِرعُنـا وسِلاحُنَا ومَنَارُنَا عَبْرَ الدُّجَى في الظُّلمَـةِ لا الغَرْبُ يَقصِدُ عِزَّنَا كَلاَّ ولا شَـرْقُ التَّحَـلُّلِ إنَّــهُ كَالحَيَّـةِ الكُلُّ يَقصِـدُ ذُلَّنَا وَهَوَانَنَــا أَفَغَيـرَ رَبِّـي مُنقِـذٌ مِـن شِـدَّةِ أبُّها المؤمنونَ:ولقد أحسنَ إمامُ المسجدِ الحرامِ حين سَمَّى ما يَجري على أرضِ سُوريا بالفاضِحَةِ!فهي بحقٍّ فَضَحت دُولاً وحُكوماتٍ وأَنظِمَةً وَهَيئَاتٍ وشُعُوباً!وسبحانَ اللهِ التَّأريخُ يعيدُ نفسهُ!وسُنَنُ اللهِ لا تَتغيَّر, فإنَّ مَن يَنْصُرُ دِينَ اللهِ وأوليائَهُ يَنصُرُهُ اللهُ تعالى ويُؤيِّدُهُ , وَمَنْ يَخذُلُهم يَخذُلُهُ اللهُ تعالى في مَوقِفٍ يُحبُّ فيه نُصرَةَ اللهِ ومَعُونَتَهُ وصدَقَ اللهُ: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. إي واللهِ أيُّها الإخوةِ:لقد فَضَحَتْنَا هذه الحَربُ!فإنَّ مِنَّا مَنْ يُسرفُ على نَفْسِهِ بالمَأكَلِ والمَشربِ وَيبْخَلُ على نَفسِهِ بنُصرَةِ ودعمِ إخوانِهِ! وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ [محمد:38] وحينَ نَدَبَ رَسُولُ اللهِ أصحابَهُ لِتَجهيزِ جيشِ العُسرَةِ في غَزوةِ تبوكٍ ظَهَرَ صِدْقُ الإيمانِ مِن زيفِهِ,فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ رضي اللهُ عنه،قَالَ:شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ،فَحَضَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ،فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،مِئَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاَسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،ثُمَّ حَضَّ الثَّانِيَةَ فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،مِائَتَيْ بَعِيرٍ بِأَحْلاَسِهَا،وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ حَضَّ الثَّالِثَةَ فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،ثَلاَثُ مِئَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلاَسِهَا،وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ:مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ،مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ. وَجَاءَ أَبو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ بِمَالِهِ كُلِّهِ في سبيلِ اللهِ!وعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ بِنِصفِ مَالِهِ!ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ بِصَدَقَاتِهم بَعدَ ذَلِكَ،أمَّا الفُقَراءُ فَمَا اعتَذَرُوا بِفَقرِهِم،ومَا تَذَرَّعُوا بِضَعفِهم،بَلْ قَدَّمُوا جُهدَهُم,فَأبُو عَقِيلٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ يَأتِي بِنِصفِ صَاعٍ مِن تَمْرٍ،وأَبُو خَيثَمَةَ الأَنْصَارِيِّ مَا يَملِكُ إلاَّ صَاعَينِ مِن تَمْرٍ،فَصَاعٌ لِعِيالِهِ والآخَرُ فِي سبيلِ اللهِ.وآخَرُونَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ! واللهِ الذي لا إلَهَ غَيرُهُ ،بذلكَ يا مُسلِمونَ:انتصروا وسادُوا فَمَتى صَدَقَ المُسلِمُونَ رَبَّهُم وَوَحَّدُوا صَفَّهُم وبَذَلُوا وُسْعَهُم فَإِنَّ اللهَ نَاصِرُهُم ومُؤَيِّدَهُم.وفي الصَّحيحينِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا,وَمَنْ خَلَفَهُ فِى أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا»قالَ تعالى: انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللِّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وقَالَ : «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَلْسِنَتِكُمْ» كفانا يا مُسلِمونَ جُبناً وخوراً!نخافُ من كلِّ شيءٍ ونَتحسَّسُ من كلِّ فعلٍ!واليهودُ والنَّصارى والرَّافِضةُ لا يَرقُبُونَ فِينَا إلاًّ ولا ذِمَّةً!فَكم دُعينا لِنُصرَةِ إخوانِنا،فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ،ويَضعُ العراقيلَ والأوهامَ،ويقولُ:لا أدري أتصلُ لهمُ التَّبرعاتُ أم لا؟أيُسمحُ بِذلكَ أم لا؟فتَتَعاقَبُ النَّكباتُ على إخوانِنا ولم نُخرج شيئاً! أليس هذا هو الحرمانُ والخذلانُ؟بلى وربِّ الكعبةِ! فاللهُمَّ أَعْطِ منفِقاً خلَفاً,وَأَعْطِ مُمسِكاً تَلَفاَ. اللهم ألف بين قلوبِ المؤمنينَ ووحِّد صُفوفَهم واجمع كَلِمَتَهم وأصلح قادَتَهم وأهدهم سبل السَّلامِ,رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ,عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
بواسطة : admincp
 0  0  2.0K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 06:07 صباحًا الثلاثاء 28 شوال 1445 / 7 مايو 2024.