• ×

07:38 مساءً , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة عيد الفطر المبارك 01-10-1434هـ بعنوان الفَأْلُ في العِيدِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ!اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ!اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ!الله أكبرُ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. الحمدُ لله,تعالى عن الأندادِ,وتنزَّه عن الصَّاحِبَةِ والأَولادِ،نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له,غفَّارُ الذُّنوبِ,ومفرِّجُ الكُروبِ,ونشهدُ أنَّ نبيِّنا محمداً عبدُ الله ورسوله بلَّغ الرِّسَالَةَ,وأَوضَح الدِّلالة,وأدَّى الأمانة,بشَّر من والاه,وحذَّر من عاداه،صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه،وعلى آله وأصحابه,ومن اهتدى بِهداه,إلى يوم أنْ نلقاه،
أمَّا بَعد: فأُوصيكم عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوى الله عزَّ وجلَّ،فلِلَّه دَرُّ أقوامٍ تَفكَّروا فَأَبصَروا، وَشَمَّروا عن الجَدِّ ومَا قَصَّروا،ومَن عَلِمَ شَرَفَ المَطلُوبَ جَدَّ وَعَزَمَ،قَالَ رَسُولُ اللهِ: « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ،وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ». والسَّعيُ والاجتِهَادُ على قَدْرِ الهِمَمِ،فالحَازِمُونَ استَحقُّوا الفَوزَ والعَطَايا,ومِنْ عَلامَاتِ الغَفلَةِ والاستِدرَاجِ العَمَى عن عُيُوبِ النَّفْسِ،وعنِ الآخِرَةِ: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. أيُّها المُسلِمُونَ:العيدُ جُزءٌ من شَرِيعَةِ الإسلامِ،أَصِيلٌ في نَفْسِهِ مُتَمَيِّزٌ في يَومهِ,يَصِلُ مَاضِي الأمَّةِ بحاضِرِها،وَيربِطُ أَفْرَاحَها بِشَرَائِعِها وَشَعَائِرِها،أعيادُنا لَيسَت كَأَعيَادِ البَشَرِ،لَيسَت لِمَولِدِ عَظِيمٍ،وَلا لِتَوَلِّي مَلِكٍ وَلا لِعَزلِ رَئِيسٍ،وَلا هِيَ تَحَلُّلٌ مِن قُيُودِ الشَّرعِ وَلا طَيٌّ لِبِسَاطِ العِبَادَةِ!
والفَرَحُ بالعيدِ مِن سُنَنِ المُرسَلِينَ،فَلَقَدْ أَظهَرَ نَبِيُّنا مُحمَّدٌ الفَرَحَ والسُّرُورَ بِالأعيَادِ في شَرعِهِ وفِعْلِهِ،فَلَبِسَ أحسنَ ثِيابهِ,وأَذِنَ لِلمُسلِمِينَ بَأَنْ يَفرَحُوا،وأقرَّ الفَرَحَينَ على فَرَحِهم، تَقولُ عَائِشَةُ رضي اللهُ عنها:أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ،أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ في بيتِ رسُولِ اللهِ فَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ». وخيرُ الهَديُ هديُ مُحمَّدٍ. اللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. عبادَ اللهِ:أمَّا مَا فِي أُمَّتنا من مُشكِلاتٍ وابتِلاءَاتٍ,وهُمُومٍ وأحزانٍ,وما فينا تَقصِيرٍ وخَطَايَا, فَلا يَنْبَغِي أنْ يَمْنَعَنا من الفَرَحِ المَشرُوعِ,والابتِهَاجِ بِفَضْلِ اللهِ عَلَينَا،فالابتِلاءَاتُ والهُمُومُ مِن سُنَنِ اللهِ فِي خَلِيقَتِهِ!وفِي جَمِيعِ الأَعْصَارِ والأَمصَارِ،في مُؤمِنِها وكَافِرِهَا،وَصَالِحِها وَفَاسِدِهَا، والأَيَامُ أيامُ اللهِ يُدَاوِلُها بينَ النَّاسِ.والحُكمُ حُكمُ اللهِ,والقَضَاءُ قَضَاؤهُ,والأمرُ أمْرُهُ, وَفِي عَهْدِ النُّبُوَّةِ كانَ مِن أذَى الكُفَّارِ ومَكْرِ المُنَافِقِينَ وإعاقَةٍ للدَّعوةِ مَا لا يَخفَى،وَذَلِكَ كُلُّه لَمْ يَجُرَّ أُمَّةَ الإِسلامِ إلى اليَأسِ والقُنُوطِ.فقد انتَصَرَ المُسلِمونَ بِبَدْرٍ،وهُزِمُوا في أُحُدٍ، وضَاقَت عليهم الأَرضُ بِمَا رَحُبتْ يومَ الأَحزَابِ،وَفَتَحَ اللهُ لهم مَكَّةَ الفَتْحَ المُبِينَ،وَسَقَطَت بَغدَادُ أيامَ المَغُولِ وأُبيدوا،ثُمَّ فتِحتِ القُسطَنطِينِيَّةُ،وأفغانِستانُ في عَصْرِنا تآمَرَ الغربُ عليهم فصارَت مَقبَرةً لِجُنُودِهم,وأرضُ العِراقِ تَخاذلَ العَرَبُ وأَسلَمُوها لأَمريكا وإيرانَ فكانت مَقبَرةً وفاضِحةً لهم,وسُوريا أحاطَ بها الرَّوافِضُ والنُّصَيرِيَّةُ فَلاقَوا من المؤمنينَ ما لم يكن لهم بالحُسبانِ!وعلى أرضِ الكنِانَةِ تآمَرَ الخَائِنُونَ وعاوَنَهم الخَائِبُونَ,فانكشفَ الغِطاءُ وبانتِ الخيانَةُ والعَوَارُ. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.
فَيا مؤمنونَ:عَيدُكُم مُبَارَكٌ بِإذنِ اللهِ تعالى،فَأَبشِروا وأمِّلوا وافَرَحوا،فَعُمُرُ الإِسلامِ أَطوَلُ من أَعمَارِكُم،وآفَاقُهُ أَوسَعُ مِن أَوطَانِكِم،فَدِينُ اللهِ مَنصورٌ,ولن يُطفِئَ نُورَهُ الأَعدَاءُ,واللهِ لَيُتِمَّنَ اللهُ هذا الأمرَ بعزِّ عزيزٍ أو بِذُلِّ ذَلِيلٍ,واللهُ يُبَشِّرُكم فَيَقُولُ: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. يا أُمَّةَ مُحمَّدٍ:وكلَّمَا رَأيتُم تَضْيِقَاً على الإسلامِ وأهلِهِ,وَتَشدَيدًا على أَعمَالِ البِرِّ والخَيرِ,وأذِيَّةً لِقِيَادَاتِ الأمَّةِ وصُلَحَائِها وشَبَابِهَا,فأبشِرِوا وأمِّلوا بالنَّصرِ والفَرَجِ القَريبِ: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ .فَدِينُ اللهِ في انتشَارٍ,وأَتبَاعُهُ في تَزَايُدٍ,وأهلُهُ في تَضامُنٍ وتَماسُكٍ,فَهنيئاً لكم,فابتَهِجُوا بِعيدِكُم,وتَزَاورُوا فِيمَا بَينَكُم,وَتَبَادَلُوا الدَّعواتِ بِعُمُرٍ مَدِيدٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ سَدِيدٍ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ. إنَّه العيدُ جاءَ ضَيفَاً عـَـزيزاً فاكتُبُوا بالْمِدادِ فَيضَ التَّهـانِي . كبِّروا اللهَ عَلَّ تَكبيرةَ العِيــدِ تَضُخُّ الضَمِيرَ في الشِّريــانِ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَدَنَوْتُ مِنْ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبَكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيَكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرَكُمْ».
نعم عبادَ اللهِ:لقد كتبَ اللهُ لنا الخيريةَ بأمرِنا بالمعروف ونَهيِنا عن المُنكَرِ! وإنَّ التَّلاومَ لِوجودِ مُنكراتٍ لن يُجديَ شَيئًا,وإنَّ السُّكوتَ سَيَزِيدُ الأمرَ سُوءاً,فالأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المُنكرِ مَسؤولِيَّة ُالجَمِيعِ وواجبٌ على الجميعِ,كما أنَّ نفعَه وخيرَه لِصَالِحِ الجَمِيعِ,ألم يقل مولانا: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. وإذا مَا تَظَاهَرَ أُنَاسٌ بالمُنكَرِ جَهَاراً وَجَبَ إنكارُه,فإنْ سكتَ النَّاسُ,فالكلُّ عُصاةٌ هذا بِفعلِهِ وذَاكَ بِرِضَاه,عَنْ جَرِيرِ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: « مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا».
عبادَ اللهِ:ومِمَّا أحزَنَ كُلَّ غَيُورٍ أن تُقضى ليالِ العشرِ في رمَضَانَ بالتَّنَقُّلِ بينَ الأَسواقِ والمَحَلاَّتِ بحثاً عن أَثَاثٍ أو ثِيَابٍ،بل ويحصُلُ من بعضِ نِسَائِنا تَدَافُعٌ وشِجارٌ لأجلِ لُقمَةٍ من طَعَامٍ!وكأنَّنا في بَلَدِ مَجاعَةٍ وَعَوَزٍ,باسم التَّسوُّقِ والسِّياحَةِ! وَنَسُوا أنَّ رَسُولَنا يقولُ: «أحبُّ البِلادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُها وأَبغَضُ البِلادِ إلى اللهِ أَسوَاقُهَا ».
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
يامؤمنونَ:لقد دَخَلت علينا أمورٌ تَقَنِيَّةٌ ظَاهِرُها فيها الرَّحمةُ,وإنْ لم نُحسنْ كان من قِبَلِها العذابُ!فجوالاتٌ بِأَعلى المُواصَفَاتِ،ومُتَبعاتٌ أسرعُ من الخَيَالِ!أثَّرت في كثيرٍ من الأحيانِ على حقوقِ الأزواجِ ورِعايةِ البيتِ والأولادِ! بل وصارت تلكَ الأجهزةُ على كثيرٍ من البُيوتِ مَصدراً للشُّكوكِ والاتِّهاماتِ والتَّخويناتِ ! ولَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ. عبادَ اللهِ:داءٌ عُضالٌ دَبَّ في مُجتَمَعِنا جرَّاءَ تلكَ الأجهزَةِ وصار سبباً رئيساً في بَثِّها وانتشارِها,ألا وهي الإشاعاتُ الباطِلةُ,وتَنَاقُلُ الأخبارِ الكاذِبةِ,والأراجيفِ المُخيفَةِ التي تَبلغُ الآفاقَ!وقد رأى النَّبيُّ رَجُلاً في النَّار يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ،وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ،وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ،فسألَ عن سببِ عذابِهِ فقيلَ:«إِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ،فَيَكْذِبُ الْكِذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ».رواهُ البخاريُّ. ألا فاتَّقوا اللهَ يا مُسلِمونَ،واحذروا الشَّائِعَاتِ الصَّادِرَةَ منكم بقصدٍ أو بغير قصدٍ,فإنَّ نَبِيَّنَا قالَ:«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ».رواهُ مُسلِمٌ وَنَهيُ النَّبيٍّ عن القِيلِ والقَالِ،يَدُلُّ على وجوبِ التَّثَبُّتِ والتَّبَيُّنِ. وفي حَدِيثٍ صحيحٍ أنَّ رسُولَ اللهِ قالَ: « بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا ».وهي ما تُسمَّى عندنا بِوَكَالَةِ يَقُولُونَ،فَتَرى كثيرًا من إخوانِنا وأخواتِنَا يَتَنَاقَلُونَ أَحَادِيثَ مَكذُوبَةً و قَصَصاً مُلفَّقةً،وَفَتاوى غيرَ مُوَثَّقَةٍ, تَفُتُّ في العَضُدِ,وتُثِيرُ الرُّعبَ,وتَملئُ القُلُوبَ بُغضاً وحقداً,وتثيرُ العدَاواتِ,وتُزعزعُ الأمنَ, وهذا من أَكْذَبِ الحَدِيثِ,والمَنهجُ القًرآنِيُّ للمُؤمنينَ عندَ سماعِ الأخبارِ فَتَبَيَّنوا فَتَثَبَّتوا, قالَ اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ. والتَّوجِيهُ النَّبَويُّ كذلكَ أنْ قالَ رَسُولُ اللهِ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ».ومن تأمَّلَ في حالِ أكثَرِ وسائلِ الإعلامِ وجَدَها أنَّها تَقتَاتُ على الشَّائِعاتِ,بل وتُصَدِّرُها وتَنشُرُها!فأينَ أمانَةُ الكلمةِ؟وشرفُ المِهنةِ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.
مَعَاشِرَ الأَبنَاءِ والبَنَاتِ:صلاتُكم نُورُكُم،وانشِرَاحُ صُدُورِكُم,وَتَيسِيرُ أُمورِكُم,فاللهَ اللهَ لا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شغلٌ,ولا هَوى،ولا شَيطَانٌ! فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا.
مَعَاشِرَ الشَّبَابِ:لا تَرضَوا بالبَطَالَةِ والقُعودِ،فَلَكم أُسوةٌ بِمن يَضرِبُونَ في الأرضِ يبتغونَ من فضلِ اللهِ،قاموا بِمِهَنٍ يَدَوِيَّةٍ،وَدَخَلُوا وُرَشاً عَمَلِيَّةً،فلا سَواءَ بين حَيَاةِ الكَرَامَةِ،والبَقَاءِ على الأهلِ نقمَةً وعالةً،قالَ رَسُولُنا: « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».! اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. أيُّها المسلمونَ:لقد أرادَكُمُ اللهُ أنْ تَبتَهِجوا بِعيدِكم فَرَحاً مَشرُوعَاً بلا بَطَرٍ ولا خُيلاءَ,ولا أذيةٍ ولا لَهوٍ,ولا طَبْلٍ ولا مِزمَارٍ: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.فَيَومُكم عَظِيمٌ وَعِيدُكم كَريمٌ،فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدرِهِ،أُعفُوا وَاصفَحُوا: أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم. استقبلوا عيدَكم بِصَفاءِ القُلوبِ ونَقَائِها من الشَّحناءِ والبَغْضَاءِ والتَّقاطُعِ.فَقَبْلَ حُسْنِ مَلْبَسِنا ومَظهرِنا دَعوةٌ أن نُرَدِّدَ:رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
فكم سَمعنا!عَن أقاربَ امتلأت قَلوبُهُم غَيظًا عَلَى أَقَارِبِهِم لأجلِ أَمرٍ تَافِهٍ,فيا وَيلَهُم: أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَى أَبصَارَهُم.أما عَلِموا أنَّ رَسُولَنا يقولُ: «لا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ».!فرَحِمَ اللهُ عبدًا يصِلُ رَحِمَهُ وإنْ قَطَعُوهُ،وَيَتَعَهَّدُهُم بالزِّيارةِ والهَدِيَّةِ وإنْ جَفَوه،ثمَّ هَنِيئًا لِمَن أَعَانَ على الصِّلةِ بِقَبُولِ العُذرِ,وَالصَّفحِ عَنِ الزَّلاَّتِ,وَالتَّغَاضِي عَنِ الهَفَوَاتِ: ذَلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ. فابتَسِموا بالعيدِ،وافتَحوا أبوابَ الأَمَلِ،فلا يَذُوقُ طَعْمَ العيدِ وَبَهجَتَهُ قَلْبٌ تَأكُلُهُ الأَحقَادُ,أو نَفْسٌ تَستَبطِنُ الغِشَّ والحَسدَ,أو صدرٌ يَجِيشُ بالضَّغَائِنِ والإحَنِ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
معاشر المُؤمِناتِ:أجبنَ الله حيثُ قال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. آيةٌ عظيمةٌ لو عَمِلتِ بها لَحُزْتِ خَيري الدُّنيا والآخرة,فالأصلُ قَرَارُكِ في بيتِكِ؛ إذْ أنتِ نورُ أركانِه وسكونُ أرجائِهِ،فاصبري على تَعَبِ المَنزِلِ,وكَلَفَةِ التَّربيةِ والزَّوجِ,واحذري الخضوعَ في القولِ ومخالطةَ الرِّجالِ وإبداءَ الزِّينةِ لهم،ابتعدي عن ذلك خاصةً في الأماكن العامَّةِ كالأسواقِ والحدائقِ،وأماكنَ المَهرَجَانَاتِ والْمُتَنَزَّهاتِ الْمُختَلَطةِ فقد قال:«عَلَيكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ».تَجَمَّلنَ بِالحَيَاءِ وَتزَيَّنَّ بِالسِّترِ،وَاحذَرْنَ المَلابِسَ الفَاتِنَةَ،والعَبَاءَاتِ المُزَركَشَةَ وَالمُخَصَّرةَ،وَالثِّيابَ القَصِيرةَ، والأَنقِبَةَ الخَدَّاعَةَ ،فَإِنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ:ولا تُفَوِّتوا صِيَامَ سِتٍّ من شَوَّالٍ،فقد قالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ». مُسلِمٌ. ولا تلتفِتوا لِخلافاتٍ فِقهيَّةٍ قد تُثارُ في هذه الأيامِ! فَحَدِيثُ رَسُولِنا جليٌّ وصَريحٌ في بَيَانِ فَضْلِهَا.ثُمَّ استَقِيموا على العَمَلِ الصَّالحِ وَاثْبُتُوا على الطَّاعَةِ،َإِيَّاكُم وَالنُّكُوصَ بَعدَ التَّوبَةِ.وكان من هدي النبيِّ مخالفةُ الطَّريقِ في العيد،فَيُسنُّ أن تعودوا من غير طَّريقِكم الذي قَدِمتُم منه اقتداءً بنبيكم،فانطلقوا في عيدِكم مُبتهجينَ مُستَبشِرِينَ،وَقَابِلوا أَهلِيكُم وأصحابِكم وجيرانِكم والعمَالَةِ الوافِدَةِ بالبِشْرِ والتِّرحابِ،ولا يعكِّر عليكَ الشَّيطانُ عيدَك! فاللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائزَه.اللهم اجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ.اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه فأعتقت رقابَهم من النَّار.اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان,اللهم اغفر لنا ولِولِدِينا وجمع المسلمينَ,الأحياءَ منهم والميتينَ,ووفِّق ولاة أمورِنا لِما تُحبُّ وترضى.
وأصلح أحوال المسلمين,وهيئ لهم قادَةً صالِحينَ مُصلِحينَ,وانصر إخواننا المُستضعفينَ,
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ.وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

بواسطة : admincp
 0  0  2.2K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:38 مساءً السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.