• ×

08:01 مساءً , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 07-11-1434هـ بعنوان كُلُّ الكائِناتِ تُسبِّحُ للهِ تعالى

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله لا يُحيطُ بحمدِه حامِدٌ،ولا تَفِي بِقدْرِهِ المَحامِدُ,سبحانَهُ عظيمُ الشَّأنِ,واسعُ الكونِ والسُّلطانِ،تُمَجِّدُهُ الأَفلاكُ،وحولَ عَرشِهِ تُسبِّحُ الأَملاكُ،لِوجهِهِ جلَّ وعلا سُبُحاتُ الجَلالِ،لَهُ كلُّ الجَمَالِ،واللهِ لو كانتِ البِحارُ مَحابِرَ,والأَرَضونَ دَفَاتِرَ فَلن تَفِيَ في تَدوينِ فَضلِهِ,نَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ،أَصدَقُ كَلمةٍ فَاهَت بها الشِّفَاهُ،ونَطَقت بها الأَفوَاهُ،ونشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه،العارِفُ بالله حقًّا،المُتوكِّلُ عليهِ صِدقًا،المُتَذَلِّلُ له تَعبُّدًا ورِقًّا،صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وباركَ عليهِ وعَلَى آلِهِ الأَطهَارِ وأصحابِهِ الأَخيارِ،ومَن تَبعهم بإحسانٍ إلى يومِ القرارِ. أمَّا بَعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التَّقوى،فمن اتَّقى ربَّه ارتقَى دَرَجَاتٍ،وطابَ مآلُهُ بعدَ المَماتِ. أيُّها المسلمونَ: لقد اتَّصفَ اللهُ بكُلِّ صفاتِ الكَمَالِ والجمالِ،وتنزَّه عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ،فهو الغنيٌّ وكُلٌّ مُفتقِرةٌ إليه،وهو ذو الجَلالِ وكلُّ شيءٍ ذَلَّ بينَ يَديهِ،وأَسلَمَ لهُ طوعًا وكرهًا، فالمؤمنُ استسلمَ له وانقادَ له بَقلبِهِ وظَاهِرِهِ،والكافرُ مُستسلمٌ لَقضائِهَ وَقَدَرِهِ لا خُرُوجَ لَهم عنهُ،ولا امْتِنَاعَ لَهم منهُ: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ . دَانَ الجميعُ للهِ وخَضَعوا لهُ،فمَن في السَّماواتِ والأرضِ,والطيرُ كلُّها تُصلِّي للهِ وتُسَبِّحُهُ بِحسَبِ حَالِها اللائِق بها: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ .وَلَمَّا عُرِجَ بالنَّبيِّ وَوصَلَ إلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ رُفِعَ لِهُ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلَ جِبْرِيلَ فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السَّلام: «هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ أخِرَ مَا عَلَيْهِمْ » متفق عليه. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :«إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ،وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ،أَطَّتِ السَّمَاءُ ، وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ،مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ،سَاجِدًا لِلَّهِ،وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ،لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا،وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» تَصَوَّروا يامؤمنونَ هذا الكمَّ الهائِلَ من الملائِكَةِ الكرامِ عليهم أفضلُ الصَّلاةُ وأزكى السَّلامُ ! بل أخبرنا اللهُ تعالى أنَّ جميعَ الكائِناتِ تَسجُدُ للهِ وتُسَبِّحَهُ سُبحانَهُ وبِحمدِهِ،
قال عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ قال ابنُ تَيميَّةَ رحمه الله:"ولا يجبُ أن يكونَ سجودُ كلِّ شيءٍ مثلَ سجودِ الإنسانِ".
عبادَ اللهِ:الشَّمسُ تَذهبُ كلَّ يومٍ تحتَ العَرْشِ تُسجُد للهِ تعالى وتُسَبِّحُهُ،بل كلُّ ما له ظلٌّ في الكونِ يسجُد للهِ ويُسَبِّحُهُ،قال سبحانه: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ .قالَ الشيخُ السَّعدِيُّ رحِمَهُ اللهُ في تفسيرِهِ ما مفادهُ: ( أَوَلَمْ يَرَ الشَّاكونَ في تَوحيدِ رَبِّهم وعَظَمَتِهِ وَكَمَالِهِ،إلى جميعِ مَخلوقَاتِهِ كيفَ تَتَفَيأُ أَظِلَّتُها سَاجِدَةً لِرَبِّها خَاضِعَةً لِعظمَتهِ وجلالِهِ،وَهُمْ دَاخِرُونَ ذَلِيلونَ تحتَ التَّسخيرِ والتَّدبيرِ والقَهرِ،ما منهم أحدٌ إلاَّ ونَاصِيتُهُ بِيدِ اللهِ وتَدبِيرهِ.وكُلُّ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مِنْ دَابَّةٍ من حَيَوانَاتٍ نَاطِقَةٍ وصَامِتَةٍ،إلاَّ تَسجُدُ لِلهِ تعالى وتُسَبِّحُهُ!وَخَصَّ المَلائِكَةَ لِفَضلِهم وشَرَفِهم وكَثرَةِ عِبادَتِهم,على كَثْرَتِهم وعَظَمَةِ أَخلاقِهم وَقُوَّتِهم).
حتى النَّملَ الصًّغيرَ يامؤمنونَ يُقدِّسُ اللهَ تعالى ويُسَبِّحُهُ، قالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: «قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ,فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ ؟! ». متفق عليه.
بل النَّبَاتاتُ كُلُّها تُسبِّحُ اللهَ وتُمَجِّدُهُ،قال ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "فتبارَكَ اللهُ ربُّ العالمين الذي يعلمُ مَساقِطَ الأوراقِ وَمَنابِتَها،فلا تَخرجُ ورَقَةٌ إلاَّ بِإذنِهِ،ولا تَسقُطُ إلاَّ بِعلمِهِ،ولو شَاهَدَها العبادُ على كَثرَتِها وَتَنوُّعِها وهي تُسبِّحُ بِحمدِ ربِّها لَشاهَدُوا لها جَمَالاً آخَرا،ولعلِموا أنَّها خُلِقَت لِشَأْنٍ عَظيمٍ ". تَأمَّل في نَبَاتِ الأَرضِ وانظُر إلى آثارِ مَا صَنَعَ المَلِيكُ
عُيُونٌ من لُجَينٍ شَاخِصَاتٌ بِأَحدَاقٍ هِيَ الذَّهبُ السَّبِيكُ
على قَضَبِ الزَّبَرجَدِ شَاهِداتٌ بِأنَّ اللهَ لَيسَ لَهُ شَريكُ
اللهُ اكبرُ عبادَ اللهِ:حتى الحِجَارَةُ الصَّمَّاءُ تُسبِّحُ بينَ يَدَي رَسولِنا ويَسمَعُ ذالِكَ أصحابُهُ رضوانُ اللهِ عليهم.وقد أخبرنا اللهُ تعالى أنَ من الحِجَارَةَ لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تعالى! ألم تَسمعوا بقِصَّةِ جِذعِ نَخْلَةٍ يَابِسٍ كانَ يَحِنُّ لِفِراقِ نَبِيِّنا وحبِيبنا عليه أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام؟ بلى واللهِ لقد كانَ ذالِكَ حينَ فارَقَ النَّبيُّ  الجِذْعَ وتَحَوَّلَ إلى مِنبَرِهِ الجديدِ,فقد سمِعَ الصَّحابَةُ لِلجِذْعِ صَوتَاً كَصوتِ العِشَارِ وبُكاءِ الصَّبيِّ حتى نَزَلَ إليهِ نبيُّنا وضَمَّهُ وسكَّنَهُ! فيا معشَر المُؤمنِين: حَنَّ جِذْعٌ إليهِ وهوَ جَمَادٌ . فَعَجِيبٌ أنْ تَجمُدَ الأَحيَاءُ
حقَّاً : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا فَكُلُّ ما في الكونِ من حَيَوانٍ نَاطِقٍ وغيرِ نَاطقٍ ومِن أَشجَارٍ ونَبَاتٍ جَامِدٍ وغيرِ جَامِدٍ وَحَيٍّ وَمَيِّتٍ إِلاَّ ويُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللهِ بِلسانِ الحَالِ ولِسَانِ المَقَالَ, على غَيرِ لُغَتِكُم المَعهُودَةِ لَكُم,يُحيطُ بِها علاَّمُ الغُيُوبِ!.
فاللهُمَّ قُلُوبَنا بِحُبِّكَ وتَعظِيمكَ ياربَّ العالَمينَ.يامؤمنونَ قولوا لا إلهُ إلاَّ اللهُ أَحيُوا بِها قُلُوبَكُم وجَدِّدوا بِها إيمانَكُم,واستغفِروا بها ربَّكُم إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.

الخطبةُ الثَّانيةُ:

الحمدُ لله شرحَ صدورَنا بالإسلامِ،وهدى بصائِرَنا بالقرآنِ,خشعتْ له القلوبُ وخضعت، وَعَنت لَهُ الوجوهُ وذلَّت,جعلَ السَّجُودَ والتَّسبِيحَ رَاحةَ قُلوبِ الأخيارِ،وطريقَ سَعادةِ الدنيا ودارِ القَرارِ,نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له،ذو العزَّةِ والاقتدارِ،ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا محمدًا عبدُ الله ورسولُه،المصطفى المُختَارُ,يَسجُدُ لِربِّه بِمَحبَّةٍ وخُضُوعٍ وانكسار،صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِهِ الأَطهارِ مَا تعَاقَبَ ليلٌ ونهار.
أمَّا بَعدً:فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ تقاتِهِ, وأدُّوا ما افتَرَضَ عَليكُم تَفُوزوا بِمغْفِرَتِهِ ومَرضَاتِهِ. وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ . الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ .
أيُّها المُؤمنونَ: وكلُّ ذرَّةٍ في الكون تُوحِّدُ اللهَ وتُسَبِّحُهُ، كما قَال تَعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ .قالَ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: "وهذا عامٌّ في الحَيَوانَاتِ والجَمَادَاتِ والنَّبَاتَاتِ". أمَّا كيفيةُ تَسبِيحها فَلا يَعلَمُها إلاَّ اللهُ تعالى، كما قَال تَعالى: وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ . فالسَّماءُ على عَظَمَتِها,والأرضُ على سَعَتِها,كُلُّها مُطيعةٌ للهِ مُمتثلةٌ أَمرَ ربِّها مُسَبِّحَةٌ لَهُ، قالَ اللهُ لهما:استجِيبَا لأَمري طَائِعتَينِ أو مُكرَهَتَينِ، قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ .! ألم تَعلَموا عبادَ اللهِ:أنَّ هُناكَ جماداتٌ تُسَبِّحُ اللهَ وتحبُّ رسُولَ اللهِ، وتُسلِّمُ عَليهِ،قَالَ: « إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَليَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ».رواه مسلم. وتَلكَ الأحجارُ والأشجَارُ التي نراها تَفرحُ بِطاعَتِنا لله وتَكرهُ معصِيَتِنا لهُ!
أتُريدُونَ مِصدَاقَ ذالكَ يامُؤمِنونَ؟:قَالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ:«مَا مِن مُسلمٍ يُلبِّي-أي:في الحجِّ أو العُمرةِ-إلاَّ لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أو عَن شِمالِهِ مِنْ حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو مَدَرٍ -أي:طِينٍ- حتى تَنْقَطِعَ الأَرضُ مِنْ هَا هُنا وهَا هُنا»رواهُ التِّرمِذِيُّ.وصَحَّحَهُ الألبانِيُّ.
والسَّمَاءُ والأَرضُ تَبكِيانِ حُزْنًا على فِراقِ المُؤمِنِ،قال ابنُ عباسٍ: (إذا فقدَ المُؤمنَ مُصلاَّهُ مِن الأَرضِ التي كانَ يُصلِّي فِيها ويَذْكُرُ اللهَ فِيها بَكَت عليهِ السَّماءُ والأَرضُ).أمَّا قَومُ فِرعونَ: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ . أرَأيتُم عبادَ اللهِ:كيفَ أنَّ الأشجارَ والأحجَارَ تُسَبِّحُ للهِ وتُحِبُّ الطَّاعَةَ وتَكرَهُ المَعصِيَةَ وأهلَها؟!فإنْ لم تَقنَعوا فَخُذُوا حَدِيثاً مُتَّفَقاً على صِحَّتِهِ قالَ: «وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ». سُبحانَ اللهِ يامؤمنونَ:كُلُّ الخلائِقِ نَطَقَت بِتَنزِيهِ اللهِ وَتَوحيدِهِ وتَسبِيحِهِ،فَسَجدَت للهِ وأَطَاعَت ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ فأينَ نَحنُ عن هذا ؟! سُبحانهُ وبِحمدِهِ له الخَلقُ والأمرُ،أَتقنَ ما صَنَعَ وأَبدَعَ ما خَلَق،كُلُّ الخلائِقِ تحتَ قَهرِهِ وطَوعَ أمرِهِ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا فلا تَتَعرَّضُوا لِسَخَطِهِ بِارتِكَابِ مَعَاصِيهِ أو تَرْكِ أوامِرهِ فَيُعَاقِبَكُم على ذِلكَ, كُلُّ ذلِكَ يامُؤمِنونَ:يَقُودُنا إلى استِشعَارِ اللهِ وعَظَمَتِهِ واطِّلاعِهِ علينا وَقُدرَتِهِ.
فيا عبادَ اللهِ : عَظِّموا اللهَ بِقُلُوبكم وألسِنَتِكم وجوارِحكُم , واقدُرُوهُ حقَّ قَدرِهِ, ولا تَكُنْ تِلكَ الجماداتُ والنَّباتاتُ والحيوانَاتُ أعقلُ مِنَّا وأكثَرُ خَشيَةً وتَعظِيماً! وَأَنتَ إِلهَ الخَلْقِ رَبِّي وَخَالِقِي ... بِذَلِكَ مَا عُمِّرتُ في النَّاسِ أَشهدُ
تَعالَيتَ رَبَّ النَّاسِ عن قَولِ مَن دَعَا ... سِواكَ إِلهاً أنْتَ أَعلى وأَمجَدُ
لَكَ الخَلْقُ والنَّعمَاءُ والأمرُ كُلُّه ... فَإيِّاكَ نَستَهدِي وإيِّاكَ نَعبدُ
فاللهمَّ املىء قُلُوبَنا بِحُبِّكَ وتَعظِيمكَ وحبِّ العملِ الذي يُقرِّبُنا إلى حُبِّكَ وتعظيمِكَ,اللهمَّ إنَّا نَسألُكَ قُلوباً سَلِيمَةً حَنيفَةً مُوحِّدةً،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ،وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ،وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ،نَسْأَلُكَ أَلاَّ تَدَعَ لَنا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ،وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ،وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا لَنا,اللهمَّ علِّمنَا ما ينفعُنا وانفعنَا بِما عَلَّمتَنا، اللهم أصلح القلوبَ والأعمالَ,أَصلِح مَا ظَهَرَ منها وما بطن، واجعلنا من عبادك المخلَصين. اللهم ثبتنا على دينِك وصراطِك المُستقيم،اللهم آمنا في أوطاننا،وأصلح أئمتنا و ولاة أمورنا اللهم خذ بنواصيهم للبر والتقوى ومن العمل ما ترضى.اللهم أصلح حالنا وأحسن مآلنا، اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة، وعلماً نافعاً، وعملاً صالحا خالصاً مُتقبّلا ، اللهم إنِّا نعوذ بك من الرياء والنفاق.وسُوءِ المُنقلَبِ,وسيئِ الأخلاقِ. عباد الله: { إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون }.


بواسطة : admincp
 0  0  7.6K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:01 مساءً السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.