• ×

11:01 صباحًا , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 15-03-1432هـ بعنوان وفاة النبيِّ صلَّى الله عليه وآلهِ وسلَّم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمد لله قدَّر الموتَ وجعلَه وسيلةً إلى لِقائِه, نشهدُ أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له أكرمَ المؤمنينَ بجنَّتِه ونعمائِه ,وتوعَّد الظَّالمينَ بأليم عقابِهِ , ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه اختارَهُ ربَُّهُ على سائرِ أوليائِه ,صَلَواتُ رَبِّي وسلامُه وأزكاه ,على الرَّحمةِ الْمُهداةِ ,وعلى آله وأصحابِه الثِّقاتِ ومن تبِعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الْمَمَاتِ .
أمَّا بعدُ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
معاشر المؤمنين : الحديثُ عن الْمُصطفى صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّمَ يأسِرُ القلوبَ ويُجري المَدَامِعَ!ومع ذلكَ فهو يُقَوِّي العزائمَ ! فَمَولِدُه نورٌ للإسلامِ ,وبِهجرتِه قامت دولةُ الإسلامِ, ولأنَّ في وفاتِه اكتمالٌ لبدرِ الإسلامِ وعزاءٌ لِجَميعِ الأنامِ ! أتعلمونَ يا كرامُ : أنَّ تلكَ الأحداثِ حَدَثَتْ في مثلِ شهرِكُمْ هذا !
عباد الله : حديثنا اليوم عن نبأٍ عَظيمٍ وخَطْبٍ جَلَلٍ! هَزَّ قلوبَ الرِّجالِ!وطاشَتْ منهُ أَحْلامٌ! وغَشِيَ المدينةَ الظَّلامُ !خَرَجَ بسَبَبِهِ فِئَامٌ عن الدِّينِ! ورفعَ الباطلُ رأسَهُ! وطَمِعَ الشَّيطانُ في القومِ! كلُّ تلك الرَّزَايا, بسببِ وفاةِ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّمَ وصدقَ رسولُنا « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ, وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ , وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ » رواه مسلمٌ
اصبر لِكلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ واعلم بأنَّ المرءَ غيرُ مُخَلَّدِ
واصبر كما صَبَرَ الكرامُ فإنَّها نُوَبٌ تَنُوبُ اليومَ تُكشَفُ في غَدِ
أو ما ترى أنَّ الْمَصَائِبَ جَمَّةٌ وترى الْمَنِيَّةَ للعبادِ بِمَرْصَدِ
فإذا أَتَتكَ مُصيبةٌ تَشْجَى بِها فاذكرْ مُصابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحمَّدِ
صدقَ اللهُ : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
عباد الله:ومن حِكْمَةِ الله تعالى أنْ جَعَلَ عَلامَاتٍ تَدلُّ على قُربِ أَجَلِهِ عَلِمَها الرسولُ ولم يَعْلمْها أكثرُ أصحابهِ ,ففي العامِ العاشرِ تَكَاثَرَتِ الوفودُ وَدَخَل النَّاسُ في دينِ اللهِ أفواجاً ! وجاءَ نعيُهُ حينَ أنزلَ اللهُ قولَهُ : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وفي حَجَّةِ الوداعِ يُرَدِّدُ على الحُجَّاجِ « لِتَأْخُذُوا عنِّي مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لاَ أَدْرِى لَعَلِّى لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ ».
وفي نهاية الْحَجِّ أنزلَ اللهُ قولَهُ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فبكى عمرُ رضي الله عنه وقالَ ( ليس بعدَ الكمالِ إلا النُّقصانُ ) ابتدأُ المرضُ برسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّمَ آخِرَ يومٍ مِنْ شَهْرِ صَفَر وكان مرضُهُ ثَلاثةَ عَشَرَ يوماً,ذلكَ أنَّ يَهوديَّةً دَسَّتِ السُّمَ في طعامٍ دَعَتْهُ إليه فَأَكَلَ منه ثمَّ قال لأصحابه: « ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ » وأوَّلُ مَعَالِمِ الْمَرضِ وجعٌ في رأسِه حتى قالت عائشةُ رضي الله عنها : ورأساهُ فقال الرسولُ ( بل أنا ورأساه ) اشتَدَّتْ حَرَارَتُهُ حتى كانوا يَجِدونَ سَورَتَها من فوقِ عِصَابَتِه وَثَقُلَ برسولِ اللهِ المرضُ فجعلَ يسألُ أزواجَه: ( أينَ أنا غداً) فَفَهِمْنَ مُرَادَهُ وانتقلَ إلى بيتِ عائشةَ رضي الله عنها وقال ( أهريقوا عليَّ سَبْعَ قِرَبٍ من آبارٍ شتَّى حتى أَخرُجَ إلى النَّاسِ فأَعهَدَ إليهم ) ثم خَرَجَ إلى النَّاسِ فصلَّى بهم وَخَطَبَهُم وقال :«عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ». فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا. عَلِمَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ هُوَ الْمُخَيَّرُ فَقَالَ لهُ رَسُولُ اللَّهِ : لا تَبْكِ يا أبا بكرٍ« إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِى مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً ». فَأَمَرَ أبا بَكرٍ أنْ يُصلِّيَ بالنَّاس فَجَلَسَ رسولُ الله في بيتِهِ ولم يَخرُجْ منهُ ! فوجدَ يوماً من نفسِهِ خِفَّةً فخرَجَ يُهادَي بينَ رَجُلَينِ ورِجْلاهُ تَخُطَّانِ من الوَجَعِ فأرادَ أبو بكرٍ أنْ يتأَخَّرَ فأشارَ إليهِ النبيُّ أنْ مَكَانَكَ فجلَسَ إلى جَنْبِ أبي بكرِ . ثمَّ اشتَدَّ الوجعُ برسولِ الله حتى قالت عائشةُ رضي الله عنها ما رأيتُ رجلاً اشدَّ عليه الوجعُ من رسولِ الله ! كان رسولُ الله حريصاً على صلاةِ أصحابِهِ فَكُلَّما أفاقَ قالَ (هل صلَّى النَّاسُ هل صلَّى النَّاسُ ) وفي فجرِ الاثنينِ الثَّانيَ عَشَرَ من شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ والصحابةُ قد اصطفُّوا خلفَ أبي بكرٍ يُصَلُّونَ إذْ رَفَعَ رسولُ السِّترَ المَضرُوبَ على غُرفتِه وبَرَزَ للنَّاسِ فكادوا يُفتَنُونَ عن صَلاتِهِم فَتَبَسَّم فَرِحَاً وعادَ إلى مَنزلِهِ .ثُمَّ في الضُّحى جاءَتُهُ سَكراتُُُُُُُُُ الموتِ فكانَ يُدخِلُ يَديهِ في الإناءِ ويُرَدِّدُ: اللهمَّ أَعنِّي على سَكَرَاتِ الموتِ لا إله إلا اللهُ إنَّ للموتِ لَسَكرَاتٌ بَلِ الرَّفِيقُ الأعلى بلِ الرَّفِيقُ الأعلى, مع الذينَ أنعمتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )كان يُرَدِّدُ: (الصلاةَ الصلاة وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم حتى جعلَ يُلَجْلِجُها في صَدْرِه وما يَفِيضُ بِهَا لسانُه) وكان إذا اغْتَمَّ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ الخَمِيصَةَ ويقَولُ:«لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ لا يجتمعُ دِينَانِ بأرضِ العَربِ». ولَمَّا جَعلَ الكَرْبُ يَتَغَشَّاهُ ، قَالَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها:وَاكَربَ أَبَتَاهُ فقَالَ: ( لَيْسَ عَلَى أَبيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ ) تقول عائشةُ: من نِعمَةِ الله عليَّ أنْ تُوفِّيَ رسولُ الله في بَيتِي وفي يَومِي وبينَ سَحْرِي ونَحرِي وأنَّ اللهَ جَمَعَ بين رِيقِي وريقَه فقد أَخَذَ سِوَاكاً فَقَضَمْتُهُ وَطَيَّبتُهُ واستَاكَ به أحسَنَ ما كان استِنَانَاً فما عدا أنْ فَرَغَ من السِّواكِ حتى وَضَعَ يَدَهُ ثم قال: في الرَّفِيقِ الأعلى ثم قضى رسولُ الله !قالت فاطمةُ رضي اللهُ عنها: يَا أَبَتَاهُ،أَجَابَ رَبَّاً دَعَاهُ! يَا أَبتَاهُ ! جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأْوَاهُ ! يَا أَبَتَاهُ, إِلَى جبْريلَ نَنْعَاهُ ! عند ذلك أَظْلَمَتْ المدينةُ على أهلِها, وضاقت عليهم أرجَاؤها, وانطفأَ عليهم ضِياؤها , حقَّاً لقد انْدَهَشَ الناسُ فلم يُصَدِّقوا الخَبَرَ! فقَامَ عمرُ بنُ الخطَّابِ فقال : مَنْ زَعَمَ أنَّ محمداً قد مات فقد كَذَبَ , فجاءَ أبو بكرٍ وعمرُ يُكلِّمُ النَّاسَ , فَدَخَلَ على عائشةَ فَوَجَدَ رسولَ الله مُسَجًّى بِبُرْدٍ فَكَشَفَ عن وجْهِهِ وأَكَبَّ يُقَبِّلُهُ ويَبْكِي ويقولُ:بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللهِ ,واللهِ لا يَجْمَعُ اللهُ عليكَ مَوتَتَينِ أبداً ! فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ طبتَ حيَّاً و ميِّتاً يا رسولَ الله. فَصَعَدَ المِنبرَ وعمرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ , فحمدَ الله وأثنى عليه وقال : أمَّا بعدُ. فمن كان يعبدُ مُحمَّداً فإنَّ مُحمَّداً قد ماتَ ومن كان يعبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَمُوتُ ثُمَّ قَرَأَ: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ فبدأَ الناسُ يُرَدِّدُونَ الآيةَ وكأنَّهم لمْ يَقْرَؤُهَا مِنْ قَبلُ !!
أقولُ ما تسمعونَ واستغفرُ الله لي ولكم فاستغفروه من كلِّ ذَنْبٍ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ .

الخطبة الثانية :

الحمدُ للهِ كَتَبَ الفَنَاءَ على أَهلِ هذه الدَّارِ وجعلَ الآخرةَ هيَ دارُ القرارِ, نشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ذو العِزَّةِ والاقتدارِ, ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه المصطفى الْمُختَارُ, صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه الأخيارِ ومن سارَ على نهجِهِمُ واتَّبَعَ الآثارَ .
أمَّا بعدُ , فاتقوا الله عبادَ الله وتفكروا في وفاةِ الأنبياءِ الكرامِ فهيَ خَيرُ واعظٍ لنا وزاجرٍ !
لقد تُوفِيَ رسولُ الله وغُسِّلَ وكُفِّنَ وَدُفِنَ في مَكَانِه الذي ماتَ فيهِ! لقد تُوفِيَ رسولُ الله عن ثلاثٍ وستينَ سَنَةً قَضَاها في الدَّعوةِ والإصلاحِ والهدايةِ !وصَلَّى عليه الرِّجالُ والنِّساءُ والصبيانُ أَرْسَالاً دونَ أنْ يَؤُمَّهُم أحدٌ!لقد توفي رسولُ الله بعد ما تَرَكَنَا على مَحَجَّةٍ بيضاءَ فقد بشَّرَ وأنذرَ, ودعا إلى اللهِ وأخْلَصَ ,فَبَلَّغَ البلاغَ الْمُبين, فجزاه الله عنَّا وعن المسلمين خيرَ الجزاءِ وأوفاهُ . جزا اللهُ عنَّا كُلَّ خيرٍ مُحمَّدا فقد كَانَ مَهديَّاً وقد كانَ هَادِيَاً
عباد الله: وإنَّنا إذْ نذكُرُ وفاةَ رسولِنا فَلِمَا فيها من الآياتِ والعبر , فما بالنا لا نَتَّعِظُ بِموتِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُتَّقينَ وحَبِيبِ رَبِّ العالمينَ فَلَعَلَّنَا نَظُنُّ أَنَّنا مُخلَّدونَ! أو أنَّنَا معَ سوءِ أفعَالِنا عندَ اللهِ مُكرمُونَ ! عباد الله:لقد التَحَقَ الْمُصطَفَى بالرَّفِيقِ الأعلى,وحُبُّه في قلوبِنَا مَغْرُوسٌ وسِيرَتُه وشَرِيعَتُه في الجوارحِِ والنُّفوسِ,والحُبُّ الصادقُ يكونُ بالإتِّباعِ لا الابتِدَاعِِ!
لقد كان رسولنا الله حريصا على أُمَّتِه عقيدةً وعبادةً وسُلوكاً حتى وهو يَجُودُ بأنفاسِهِ الشَّريفةِ , يأمرُ بالمعروفِ ويَنْهى عنِ الْمُنْكَرِ ! فما أصْدَقَهُ وأَنْصَحَهُ ! لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
من العِظاتِ نأخذُ حِرْصَ الرسول على جَنَابِ التَّوحيدِ وتَنْقِيَةَ أَرْضِ الجزيرةِ من مَظاهرِ الشِّركِ والضَّلالِ وما ذَاكَ إلا لِخَطَر بقاءِ اليهودِ والنَّصارى في جزيرةِ العربِ فهي جزيرةُ الإسلامِ وحصنُهُ الحَصِينُ ! نُدْرِكُ كذلِكَ حِرْصَ الرسولِ على إقامةِ الصَّلاةِ والوصيَّةِ بها! لأنَّها عَمُودُ الدِّينِ ورُكْنُهُ المَتينُ! فما بالُ كثيرٍ من شبابِنا عن صلاتِهم ساهون ؟ وفي غفلتهم لا هونَ ألا يظنُّ أولئك أنَّهم مَبعُوثُون ليومِ عَظيمٍ يومَ يَقومُ النَّاس لربِّ العالمينَ !
أدرَكْنَا عِظَمَ مَنزِلَةِ أبي بكرٍ فقد نَصَرَ اللهُ به الدِّينَ وثَبَّتَ به المؤمنينَ فجزاهُ الله عنَّا وعن المسلمينَ خيراً,فأينَ أهلُ الرَّفضِ الذين يَسُبُّونَ وَيَلْعَنُونَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ في وفاةِ نبيِّنَا تسليةٌ وعزاءٌ لكلِّ مَكْرُوبٍ ! فمن أُصيبَ بِمُصِيبةٍ فَلْيَذكُرْ مُصابَ الأُمَّةِ برسولِها فإنها تَخِفُّ عليه المَصَائِبُ ,
يا أتباعَ سَيِّد الأنامِ : ومُقتضَى المَحَبَّةِ للمصطفى تكونُ بِمَحَبَّةِ سُنَّتِهِ ونُصْرَةِ شَرِيعَتِه ومَحَبَّةِ آلِ بيتِه الأطهارِ وصاحبَتِه الأبْرارِ! لا بإقامةِ مَوالدَ بِدْعِيَّةٍ ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطانٍ !
أيُّها المؤمنونَ: لقد قال المولى قولاً كريمَاً تَشريِفَاً لِنَبِيِّنَا وتَكرِيمَاً, وإرشَادَاً لنا وتَعْلِيمَاً :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نَبِيِّنَا وقُدْوَتِنَا محمدِ بنِ عبدِ الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
اللهمَّ إنِّا نشهدُ أنَّه بلَّغَ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانَةَ ونَصحَ الأُمَّةَ وجاهدَ في الله حقَّ جهاده
اللهمَّ اجزه عنَّا وعن المسلمين خيرَ الجزاءِ وأوفاهُ .
اللهمَّ ارزقنا إتِّبَاعَ سُنَّتِه والتمسُّكَ بها ظاهرا وباطنا قولا وعملا واعتقادا .
اللهمَّ أوردنا حوضَه واسقنا من يده شربةً لا نظمأُ بعدها أبدا ياربَّ العالمينَ .
اللهمَّ إنَّا نسأَلُكَ إيماناً صادقاً ولِسانَاً ذَاكِرَا وعَمَلا صَالِحَاً مُتقَبَّلاً .

اللهمَّ ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
اللهمَّ أحفظ علينا ديننَا الذي هو عصمةُ أمرِنا وأصلح لنا دُنيانَا التي فيها مَعَاشُنَا وأصلح لنا آخرتَنَا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير والموت راحة من كلِّ شرٍّ .
ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النَّارَ .
ربَّنا اغفر لنا ولإخوانِنِا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعلْ في قُلُوبِنا غِلاًّ للذين آمنوا ربَّنا إنِّكَ رؤوفٌ رحيمٌ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
بواسطة : admincp
 0  0  1.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:01 صباحًا السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.