• ×

09:27 صباحًا , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 29-03-1432هـ بعنوان أسد الصَّحراء عمرُ المختار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمد للهِ عَلا وقهَر، رَفَعَ قَدْرَ أولي الأقدَارِ ، وقد تأذَّنَ بالزيادةِ لِمن شكرَ، نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عزَّ واقتَدَر ، ونشهد أنَّ محمَدًا عبدُ الله ورسولُه سيِّدُ البشر ، صلَّى الله وسلَّم وبَارَك على المصطفى المختار وعلى آلِه الأطهار ، وأصحابِه الأخيَار ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم القرار. أمَّا بعد: عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومخافَتِهِ، ولنحذرْ من عصيانِ أمرِهِ ومخالَفَتِهِ، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه أيُّها المؤمنونَ: منذ أكرمَ اللهُ الأمةَ ببعثةِ محمدٍ !وأفواجُ الدُّعاةِ, والمصلحينَ,والمربينَ, والمجاهدينَ في سبيلِ الله, يَتَعَاقَبُونَ فيها، داعينَ إلى الحقِّ، حاكمينَ بالقسطِ، آمرينَ بالمعروفِ، ناهينَ عن المنكرِ .مُجاهدينَ بأنفسِهِم وأموالِهم وأقلامِهم في سبيلِ نشرِ دينِ اللهِ, وإعزازِ أهلهِ لم تأخذْهُمْ في اللهِ لومةُ لائم ! ولا قوَّةُ ظالمٍ !ولا بَطْشُ مُستَعْمِرٍ مُستَبِدٍّ! أمَّةَ الإسلام: ما أحوجَنَا أنْ نقفَ ونِتِذَكَّرَ صُورةَ بَطلٍ من الأبطالِ ، عَلَّنَا نَتَذَوَّقُ معهُ معنى الفَوزِ الذي نَسينَاه في لَعِبنا ولَهونا،إلاَّ مَنْ رَحِمَ ربِّي! وعلَّنَا كذلكَ أنْ نَعِي مَعنى النَّصرِ والعزَّةِ التي نتجرعُ فيها الهزائمَ الدِّينيةِ والأخلاقيَّةِ والاجتماعيةِ كُلَّ يومٍ وليلةٍ ! فتَعالَوا بِنا إلى سِيرةِ بَطَلٍ من أَبطَالِ الإسلامِ حيا ذكرهُ وشاعَ في خضمِّ هذه الأحداثِ الْمُتَسَارِعَةِ وقد حاولَ بعضُ الظَّلمةِ والْمُستَبِدِّينَ أنْ يَجعلُوه شِعاراً لهم! ولكن شتَّان بين القائدينِ فبينهُما كما بين الْمَشرِقَينِ ! سيرةُ بطلنا تحملُ معالمَ البُطولَةِ حَقَّاً.والذَّبِ عن دينِ اللهِ صِدقاً, وحفظِ بِلادِهِ من استعمارٍ ظالم ! وظالِمُهم مُحَرِّفٌ للكتابِ ,وظالمٌ للعباد, وفاسدٌ في الأخلاقِ, وعابثٌ في الخيراتِ والمقدَّرات !
بَطَلُنا من سُلالةٍ مؤمنةٍ ! من أبوينِ صالحينِ ,ولدَ قَبلَ مائةٍ وخمسينَ عاماً ! نَشأَ في بيتِ عزٍّ وكرمٍ، تحيطُ به شهامةُ المسلمينَ ، وتَكْسُوهُ صفاتُهمُ الحميدةُ التي استمدوها من الحركة السُّنُوسِيِّةِ القائمةِ على الكتابِ والسُّنَةِ. لِيبِيُّ الأصلِ والمنشأِ, إنَّهُ عمرُ المختارُ ,ومَنْ مِنَّا لا يعرفُ عمرَ المختارَ !؟ وهو الْمُعلِّمُ الفَذُّ ! والشيخُ المجاهدُ ! والقائدُ المُحنَّكُ , توفي والده في الصِّغر وتلقَّاهُ الشُّيوخُ والعلماءُ تربيةً وتعليماً , وتأديباً وتدريباً, نَهَلَ من العلوم الشرعية الْمُتَنَوِّعةِ ,فكانَ مُحِبَّاً لِلعلمِ ,مُخلِصَاً في العمل, اشتُهِرَ بينَ زملاؤه بالْجِدِّيةِ والحزمِ , والصبرِ والثَّباتِ،أحبَّهُ شيخُ الحركةِ السُّنُوسِيِّةِ العالمُ المجاهدُ محمدُ بنُ عليٍّ السُّنُوسِي رحمهُ اللهُ حتى اصطحبه معهُ في حِلِّهِ وتِرْحَالِهِ ! كان عمرُ المختارُ ذا عبادةٍ فَذَّةٍ شديدَ الحرصِ على الصلواتِ ، يَختِمُ القرآنَ كلَّ سبعةِ أيامٍ منذُ قال له الإمامُ السُّنُوسِي يا عمرُ:وِردُكَ القُرآنُ. تَمَيَّزَ بالتَّقوى والورع، وتَحَلَّى بصفاتِ المجاهدينَ الأبرارِ! كان عمرُ المختارِ شُجاعاً مِغْوراً ,عُرفَ بين أقرانهِ بذلكَ وإلكم قِصَّةً تَدلُّ على شجاعتهِ وإقدامِه حتى في ريعانِ شبابهِ! قَرَّرَ عمرُ المختارُ السَّفَرَ إلى السُّودانِ مع تُجَّارِ من طرابلُسَ وبِنِغَازِي وكانوا أهل خِبْرَةٍ بالطُّرقِ الصَّحراويِةِ ! وعندما وَصَلُوا قَلْبَ الصَّحرَاءِ قال بعضُ التُّجارِ إنَّا سَنَمُرُّ بطريقٍ وَعِرَةٍ وفيه أَسَدٌ يَنتَظِرُ فَرِيسَتَهُ من القوافل ، وقد تَعَوَّدَتِ القوافلُ أنْ تَترُكَ له بَعِيراً لِتَمُرَّ بِسَلامٍ فلنَشْتَرِكْ في ثَمَنِ البعير وَنَتْرُكْهُ للأسدِ ، فرفضَ المختارُ بِشِدَّةٍ وقال: كيف يصحُّ أنْ نُعطِيَهُ لحيوانٍ إنِّها الهوانُ والذِّلةُ؟! سَنَدفَعُ الأسدَ بسلاحِنَا إذا اعتَرَضَ طَريقَنَا فما كادتِ القافلةُ تدنو حتى خرجَ الأسدُ فانبرى لهُ المختارُ بِبُندُقِيَّتِه فَصَرَعَهُ، وَسَلَخَ جِلْدَهُ لِيرَاهُ أصحابُ القوافلِ! بقيَ المختارُ يُعلِّمُ أبناءَ المسلمينَ وينشرُ الإسلامَ في كلِّ البقاعِ فهو داعيةٌ مؤثِّرُ! تَمَيَّزَ بالْمُحَاوَرَةِ والإقناع وحسنِ الإرشادِ والتَّوجيهِ ! أيُّها المسلمون: وحينَ هَجَمَتْ إيطاليا على لِيبيا وأطلقت القذائفَ على طرابلسَ وبُرقَةَ بغرضِ استعمارِها, ونَهْبِ خَيراتِها,واستعبادِ أهلها! بَادَرَ السُّنُوسِيُّونَ بالدِّفاعِ عن البلادِ , وصار كفاحٌ صارمٌ استَمَرَّ ثلاثينَ عامًا سطَّروا فيها أعظمَ تضحيةٍ في العصرِ الحديِث. بَيدَ أنَّ الصُّعوبَاتِ الشَّدِيدَةِ سُرعانَ ما أحَاطَتْ بالمجاهدينَ من كلِّ جانبٍ لانقطاعِ الأسلحةِ و المواردِ ! وتولَّى عمرُ المختارُ القيادةَ العامَّةَ للمجاهدين، ولم يتردَّد في ذلكَ، وَعُمُرهُ آنذاك خمسونَ عاماً نعم !خمسونَ عاماً ! شكَّل معهُ جيشًا وطنيَّاً جعل من خُطَّتِهِ التزامَ الدِّفاعِ والتَّربُّصَ بالعدوِّ، حتى إذا خرجَ الطليانُ من مراكزِهِم انقض المجاهدونَ عليهم من كلِّ جانبٍ فأَوقَعُوا بِهم شَرَّ المَقَاتلِ! ولَمَّا ازدادَ الأَمرُ سُوءًا على الحكومةِ الإيطاليةِ الفاشيَّةِ أعدَّ الطليانُ كمينًا للقبضِ على المختارِ وصحبِه، ولكنَّ المختارَ صَمَدَ لهم عشرينَ عاماً ! لَمَعَ فيها اسمُ المختار وسطعَ نَجْمُهُ كقائدٍ بارعٍ يُتقِنُ أساليبَ الكرِّ والفرِّ ويَتَمَتَّعُ بِنُفُوذٍ عظيمٍ، وأخذتِ القبائلُ العربيةُ تَنضَمُّ إلى صُفوفِ المجاهدينَ,وحاولَ الطِّليانُ بَذْرَ الشِّقاقِ بين المجاهدين فلم يُفْلحِوا ! وحاولوا استمالةَ المختارَ وعرضوا عليه أموالاً سخيَّةً ومنَّوه بِجَاهٍ عَرِيضٍ فلم يُفْلِحوا.حاولوا عَقدَ الْمُهادَنَاتِ التي حقِيقَتُها مُدَاهَنَاتٌ فخابوا ولم يفلحوا! استطَاعَ الطُّليانُ أنْ يَقْطَعُوا الإمدَادَاتِ عن المجاهدينَ حتى وَضَعُوا المختارَ والمجاهدينَ في عُزلَةٍ تَامَّةٍ. فهل وَهَنَ الْمختارُ وضَعُفَ وَيَأِسَ ؟ كلا وربِّي بل كان يبتسمُ ابتسامةَ الواثقِ بربه المؤمن برسالتِه، وقالَ سنمضي بالجهادِ مهما تَكُنِ الظُّروفُ والنَّتَائِجُ ! ذلك هو عمرُ المختارُ أَسَدٌ هَصُورٌ وبَطَلٌ مُسلِمٌ،شيخُ المجاهدينَ وأَسَدُ الصَّحراءِ ! كان يكثر من دعاءَ لله تعالى و يقول: اللهم اجعل موتي في سبيلِ هذه القضيةِ المباركةِ .

أيست إيطاليا من المقاومةِ وباءَتْ بالفَشَلِ كلُّ محاولاتِها فقرَّرت تَغييرَ القادةِ وحَشدَ الْجُنُودِ وإحراقَ الأخضرِ واليابسِ, وعيَّنتْ جِنِرَالاً جديداً حاكماً على بُرقَةَ مَعرُوفاً بالطَّيشِ والجبروتِ ، فأخذَ يُصادرُ الأملاكَ ،ويَعزِلُ الأهالي في المعتقلاتِ. وَنَشَبَتْ مَعَاركُ كثيرةٌ، حتى عثروا على نَظَّاراتِ المختارِ، واحتلوا الكَفْرَةَ واستخدموا الطائراتِ والمدفعياتِ , وخلال عشرينَ شهرًا كان بينهم مائتانِ وثلاثٌ وستونَ معركةً وفي إحدى المعاركِ صار المختارُ ومَنْ معه وَسَطَ العَدُوِّ،فَقَتَلُوا حِصَانَهُ وأَصَابُوا يَدَهُ، وغُلِبَ على أمره، وأسروه ثمَّ أُودِعَ السِّجنَ ! قال المختارُ حينها كلماتٍ تاريخيَّةٍ لابُدَّ أن يتعَلَّمها الأبناءُ جيلاً بعد جيل, لِتَكُونَ مَثَلُهم في التَّوكلِ على الله والثباتِ على الحقِّ، قال: إنَّ وقوعي في الأسر كانَ بأمرِ الله و في سابقِ علمه, والله يفعل بي ما يشاء. والذي أقولُه بكلِّ تأكيدٍ أنِّي لم أفكر يوماً أن أسلِّم نفسي لكم مهما كان الضَّغطُ شديداً ولكنَّ الله أراد ذلكَ ولا راد لقضاء الله)
 مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
وصدق صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم حين قال: ( وَاعْلَمْ : أنَّ مَا أَخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَاعْلَمْ : أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ, وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً )
أقولُ ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله ذي العرشِ المجيدِ الفعَّالِ لما يُريدُ وهو على كلِّ شيءٍ شهيدٌ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أَقرَبُ إلى عبدِهِ من حَبلِ الوَرِيدِ، وأَشهدُ أنَّ محمدا عبده ورسولُه جاهدَ في الله حقَّ جهاده لِنَشرِ التَّوحيدِ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تَسليماً إلى يومِ المزيد. أمَّا بعد . يقول تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) أيُّها الكرامُ :ومن الصُّورِ الْمُضِيئَةِ في حياةِ شيخِ المجاهدينَ وأسدِ الصحراء ما دارَ بينَه وبين جنرالِ إيطاليا بعد الأسرِ حينَ سألهُ في مكتبه الخاصِّ , لماذا حَاربْتَنَا يا عمرَ بِشِدَّةٍ مُتواصلةٍ ؟ فأجابَ:لأنَّ دِينِي يأمُرني بذلك .فسأله: ما الذي كان في اعتقادِكَ أنْ تَصِلَ إليه؟ فأجاب: لا شيء إلا طردُكُم من بلادي لأنَّكم مُغتَصِبُونَ ،حاربناَكُم وهذا يكفي,اللهُ تعالى فَرَضَ علينا الجهادَ وما النَّصرُ إلا مِن عندِ اللهِ. سَأَلَهُ: هل أَمَرتَ بِقتلِ الطَّيارينَ والجنودِ . فأجابه: نعم: كلُّ ذلك بأمري وتحت مسؤوليتي والحربُ هي الحرب. قال له: بِما لَكَ من نُفُوذٍ كم يوماً يمكنك أنْ تَأمُرَ العُصاةَ (يعني المجاهدين) بأن يخضعوا لِحُكمِنَا ويُنهوا الحربَ. فأجابه: نحن أقسمْنَا أنْ نموتَ كلُّنا الواحدُ بعدَ الآخرِ ولا نستسلِمَ لكم ! نموتُ أو نَنْتَصِرْ .ذُهِلَ الجنرالُ من ثباتِه ورباطةِ جأشهِ وحُسْنِ مَنطِقِهِ! بعدها قَرَّرت مَحكَمَةٌ فاشيِّةٌ صوريَّةٌ مدَّتُها ساعةٌ وخمسَ عشرةَ دقيقةً فقط، أنْ تُقِيمَ حُكم الإعدامِ على المختار شَنْقاً أمامَ عشرين ألفا من الأهالي والمعتقلين وله من العُمُرِ ثلاثٌ وسبعونَ عاماً, وفي صباح الأربعاء من سنة ألفٍ وثلاثِ مائةٍ واثنتينِ وخمسينَ من الهجرة نفَّذ الطليانُ في سَلُوقٍ جنوبَ بِنِغَازِي حكم الإعدام على شيخِ الجهادِ وأسدِ الجبلِ الأخضر !أي قبل ثمانين عاماً تقريباً. بينما كان يُؤَذِّنُ ويُرَدِّدُ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي ماتَ الشيخُ ولكنَّ سيرتَه خالدةٌ فللهِ دَرُّهُ وعلى الله أجرُهُ! ما أحسن أثرَهُ وأجْمَلَ ذِكْرَهُ،قد رَفَعَهُ اللهُ بالعلمِ وزَيَّنَه بالْحلْمِ، وسخَّره لِلجهادِ في سبيلِهِ ! عباد الله:وَقَفْنَا معًا على صُورِةٍ مُشَرِّفةٍ من صورِ البُطولَةِ الباسلةِ، وقد أحسَّ كلٌّ منَّا بالعزِّ والفخار عند سماع أحداثِ ذلكَ البطلِ الكَمِيِّ، ونَمَى عندنا حسُّ الفداءِ والتَّضحيةِ من أجل رِفعة الدين وعلوِّ الأمَّةِ. فكيف لو توالى على أنفسِنا ذكرُ مثلِ هذه النَّماذجِ عبرَ وسائِلِنا الإعلاميةِ وقنواتِنا الفضائيَّةِ ؟! لكانتِ المجتمعاتُ الإسلاميةُ غيرَ ذلك، أيُّها المؤمنونَ: الحديثُ عن العظماء تحفيزٌ للفتيانِ والفتياتِ ،لئلا يَلتَفِتُوا لِقُدُواتٍ هزيلةٍ هابطةٍ لا وزنَ لها في الحياةِ, ولا قيمةَ لها في التأريخ.يكفي عمرَ المختارَ عمَرَ البِرِّ والفداءَ أنَّه يَذُبُّ عن دِينِه ووطنِه ويحمى قومَهُ من تَسَلُّطِ مُستعمرٍ مُستبدٍ ظالمٍ ! بينما قَذَّافِيُّ الشَّر والفسادِ , أفسدَ البلادَ وقتَّل العبادَ وأَسْلَمَ خَيراتَ البلادِ لأعداءِ الدِّين والبلاد !فَشَتَّانَ بين مَنْ كان كتابُ اللهِ بين جنبيه! وبينَ مُحَرِّف لِكلامِ ربِّ الأربابِ نسألُ المولى أنْ يَسُومَهُ سُوءَ العذابِ.عباد الله: سيرةُ المختارِ تُذَكِّرُ الأمَّةَ بمكانةِ علماءِ الْمِلِّةِ الذين يذودُون عن دينِ الله ويحمونَ بلادَهم بأيديِهم وأموالِهم وأقلامِهم وكلامِهم وأفكارِهم فيا علماء الأمَّةِ استمعوا قولَ اللهِ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ أيُّها المؤمنونَ: أَلِحُّوا على اللهِ بالدُّعاء فقد قال نَبِيُّنا: (أَعجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاءِ) فاللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ،مُجْرِىَ السَّحَابِ،سَرِيعَ الْحِسَابِ, هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ، وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم، وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ. رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في ليبيا وفي كلِّ مكان ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم ، واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا في مصرَ وتونسَ وليبيا,واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى, وهيئ لنا ولهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ . ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
بواسطة : admincp
 0  0  2.1K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:27 صباحًا السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.