• ×

01:11 مساءً , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 20-04-1432هـ بعنوان وقفاتٍ تَذْكِيريَّةٍ مع الأوامِرِ الْمَلَكِيَّةِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله، أفاضَ علينا مِن جزيلِ آلائِه أمنًا وإيمانًا، وأسبغَ علينا من كريمِ ألطافه مَنًّا وإحسَانا، نشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، ربًّا رحيمًا رحمانًا، ونشهَدُ أنَّ نبيَّنَا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، بعثه اللهُ لنا رحمةً وأمانًا، وعلَّمنا سُنَّة وقرآنا، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه، أكرِم بِهم أعلاماً للدِّين ِوعُنوانَاً , ومن تَبِعَهُم بإحسانٍ وإيمانٍ فضلاً مِنكَ ربَّنا وإحساناً .
أمَّا بعد :فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهَ: واجعَلوا تقوى اللهِ شِعَارًا لكم ودِثارًا، واستشعِروا مراقبتَه سرًّا وجِهَارًا، يفتحْ لكم من الخير أبوابًا ، ويُعْظِم لكم أجراً وثواباً,  وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ
عبادَ اللهِ : بعدَ ظُهرِ الْجُمُعةِ الْمَاضِيةِ اجتمعَ فِئَامٌ من النَّاس حولَ وسائلِ الإعلام يَتَرَقَّبُونَ خطابَ خادمِ الحرمينِ الشَّريفينِ وفَّقه اللهُ!وما إنْ صدرتِ الأوامرُ الملكيةُ حتى هلَّل كثيرُ من النَّاسِ وكبَّروا! لِمَا شَمِلَتْ عليهِ تلكَ الأوامرُ وحوتْ ؟! وشرَّقَت ببعضِ النَّاسِ مذاهبُ وأخذوا بالعجائبِ ؟!
أيُّها الكرامُ:وهناكَ عدَّةُ وقفاتٍ واجتهاداتٍ وتأمُّلاتٍ حيالَ الأوامرِ الملكيَّةِ سائلاً المولى لي ولكم التَّوفيقَ والرُّشدَ والسَّدادَ .
أولاً :أوضحت هذه الأوامرُ قوةَ التَّلاحمِ بين الرَّاعي والرَّعيةِ ! وقُربَ بعضِهم من بعضٍ حيث أنَّها لامَسَتْ احتياجاتِ كثيرٍ من النَّاس وتطلُّعاتِهمُ الماديةَ !
ثانيا : في ظَنِّي أنَّ تلكَ الأوامرَ سَتَحُدُّ من بعضِ الظواهرِ السُّلوكيَّةِ السَّيئَةِ كالسَّرقاتِ
والاختلاساتِ أو حتى التسوُّلَ في الطُّرقاتِ والمساجدِ وقد قَالَ النَّبيُّ : ( قَدْ أفْلَحَ مَنْ أسْلَمَ, وَرُزِقَ كَفَافاً ، وقَنَّعَهُ الله بِمَا آتَاهُ ) وقَالَ النَّبيُّ : ( مَنْ سَألَ النَّاسَ تَكَثُّراً فإنَّمَا يَسْألُ جَمْراً, فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ ) فيا عبدَ الله أرضَ بما قَسَمَ اللهُ لَكَ ولا تَتَطَلَّعَ لِمَا في أيدِ النَّاسِ ! ثالثُ الوقفاتِ : بيَّنت تلكَ الأوامرُ الملكيَّةُ مَكَانةَ العلمِ والعلماءِ لدى ولاةِ أمرِنا سَدَّدَهُمُ اللهُ ! وهذا مما سيزيدُ العبءَ والأمانةَ والمسؤوليةَ على العلماءِ من جهةٍ ! ومن جهةٍ أخرى حاجةَ كلا الطَّرفينِ للآخرِ! نسألُ المولى أنْ يُعينَ الجميعَ ويُسَدِّدَهُمُ ويُلْهِمَهُم الرُّشدَ والإصلاحَ ! فكيف لا تكونُ للعلماءِ تلكَ المكانةُ العاليةُ وهم أُمناءُ الشَّرِيعَةِ, وحملةُ الملَّةِ, وهم أهلُ الرأي والْحِكمَةِ؟ ! كفى شَرَفاً بِحُبِّهم ومُجالسَتِهم أنَّهم قومٌ لا يشقى بِهم جَلِيسُهُم قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ كيف لا تكونُ للعلماءِ تلكَ المكانةُ العاليةُ وقد قامت هذه البلادُ المباركةُ بحمدِ اللهِ بِتَعَاضُدِ وتَكَاتفِ وتَنَاصُرِ الإمامينِ محمدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ ومحمدِ بنِ سعودٍ عليهما رحمةُ اللهِ ؟! وَتَعْظُمُ المسؤوليةُ الآنَ على علمائِنا لأنَّ وليَّ الأمرِ حمَّلهم أمانةَ النُّصحِ والتَّوجيهِ والإرشادِ للراعي والرَّعيَّةِ ! فإذا ما تكاتفَ العلماءُ مع الأمراءِ على الحقِّ والعدلِ صَلُحَ أمرُ الدِّين والدُّنيا، قال الإمامُ الزُّهريُّ رحمه اللهُ: نشرُ العلمِ ثباتُ الدِّينِ والدُّنيا، وفي ذهابِ العلمِ ذهابُ ذلكَ كلِّه .
عبادَ اللهِ : ومن أَوجُهِ الْخطأِ أنْ يَغْفُلَ العالمُ عن عُمُومِ الرِّسالة وشمولِها ! ويَقْصُرَ الأمرَ على
الفُتيا فحسب! فَيُوسُفُ عليه السَّلامُ سعى إلى تَصْحِيحِ عَقَائدِ النَّاس! ودنياهُم كذلكَ! قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
فكم نحنُ بحاجةٍ إلى أهلِ ديانةٍ ودِرَايةٍ بحفظِ المالِ وتَصريفهِ ؟! إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ والعالِمُ يُكمِّل ما نقصَ من أمرِ السُّلطانِ فيكونُ عوناً له إنْ غَفَلَ ! وذلكَ بالبيانِ والحسنى، لا بالمنازعةِ والفوضى. لذا فالواجبُ علينا أنْ نضعَ أيديَنا بأيدِ علمائِنا, وأنْ نَحذُوَ حَذْوَهُم وأنْ نَتَواصَلَ معهم بكلِّ ما يعِنُّ لنا أو يُشكلُ علينا فهم أهلُ أمانةٍ ودِيانةٍ وعليهم مسؤوليةٌ عظمى!
عباد اللهِ: ورابعُ الوقفاتِ :أنَّ الدَّولةَ وفَّقها اللهُ أخرَسَتْ بِتَلكَ الأوامرِ الملكيَّةِ ألسُنَاً بذيئةً ,وأيادٍ خبيثةً , وأقلاماً نَتِنَةً , كانت تَصُبُّ جامَ حِقدِها وغَضَبِها على العلماءِ الأجلاءِ , وطلبةِ العلمِ الأفاضلِ, بل حتى حلقاتِ تحفيظِ القرآنِ الكريم لم تَسْلَمْ من أذاهم ووصْفِهِمْ لها بِأَقْذَعِ الأوصافِ؟! وَصَدَقْتَ يا رسولَ اللهِ حين قلتَ: ( إِنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخَائِنُ، ويُخَوَّنُ فِيها الأَمِينُ، ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ ) قِيلَ: وما الرُّوَيبِضَةُ؟ قال: ( المَرءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ في أَمرِ العَامَّةِ ).
اللهُ أَكبرُ عباد اللهِ: لقد قَرَأْتُم وَقَرَأْنَا ذلكَ في صُحُفِنَا، ووَسَائِلِ إِعلامِنَا قبلَ زمنٍ ؟! ولَولا رَحمَةُ رَبِّي، وإدراكُ ولاةِ أمورنا الأَكَارِمِِ ! لَتَطَاوَلَ السُّفَهَاءُ أكثر ! ولكنَّ اللهَ سلَّم !
صَحَّ عَن النَّبيِّ قولُهُ: ( لَيسَ مِنَّا مَن لم يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ).
أَلا فَلْيَتَّقِ اللهَ من لم يَعرِفْ للعُلَماءِ قَدرَهم وَلْيَحفَظْ لهم مَكَانَتهم ، فَلَن يَزَالُوا بِخَيرٍ مَا دَامُوا عَلَى ذَلِكَ،ولقد قال مؤسسُ البلادِ رحمهُ اللهُ لعمومِ أبنائه " أوصيكم بِعُلَمَاءِ المسلمينَ خيرًا، احرصوا على تَوقِيرِهم ومُجَالَسَتِهم وأخذِ نصيحتِهم، واحرصوا على تَعليمِ العلمِ؛ لأنَّ النَّاسَ ليسوا بشيءٍ إلا باللهِ ثم بالعلمِ ومعرفةِ هذه العقيدةِ، ". قال النبيُّ : ( وَإِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنبِيَاءَ لم يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا دِرهمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلمَ، فَمَن أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) حَمَى اللهُ تَعَالَى بِلَادَنَا وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَأَدَامَ عَلَينَا وَعَلَى المُسْلِمِينَ الأَمْنَ والرَّخاء وَالاسْتِقْرَارَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وإنْ رَغِمَتْ أنوفٌ من أُنَاسٍ فقلُ: يا ربِّ لا تُرغِمْ سِوَاهَا
أقولُ ما تسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ ، فاستغفروه، إنَّه هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.

الخطبةُ الثَّانيةِ:

الحمدُ للهِ جعلَ قُوَّةَ الأُمَّةِ في إيمانِها، وعِزَّها في إسلامِها، والتَّمكينَ لها في صدقِ عبادتِها، أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له, وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا ونَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه, دعا إلى الحقِّ وإلى طريقٍ مُستقيمٍ, صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه والتابعينَ , ومن تَبِعَهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ وَأَطِيعُوهُ، اتَّقُوا اللهَ فِيمَا أمَدَّكم مِنْ نِعَمٍ،وَمَا دَفَعَ عَنْكُمْ مِنْ نِقَمٍ، فَقَيِّدُوهَا بِالْطََّاعَاتِ، وَزِيدُوهَا بِالْشُّكْرِ ، فَإِنََّ اللهَ تَعَالَى لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِِّرُوا مَابِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوَءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَالَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ عبادَ اللهِ: وخامسُ والوقفاتِ مع الأوامرِ الملكيَّةِ :ما رسَّخهُ خادمُ الحرمينِ الشَّريفينِ من مكانةٍ عاليةٍ لِجِهازِ هيئةِ الأمرِ بالمعروف والنَّهيِ عن الْمُنْكر ! فَدَعْمُهُ بالفعلِ أقوى شاهدٍ على شَرَفِ مَكَانَتِهِ وأهميَّتهِ في حفظ الأمنِ,واستقرارِ البَلَدِ,ونَشرِ الفَضِيلةِ,والقضَاءِ على الفسادِ والْمُفْسِدِينَ فقد أدركَ ولاتُنَا وفَّقهمُ اللهُ منذُ تأسيسِ المملكةِ أنَّها لن تكونَ أُمَّتُنَا خيرَ الأُمَمِ , ولا آمنَ الأُمَمِ إلا إذا قامت بهذا الأمرِ العظيمِ، فَأَمَرَتْ بالمعروف الذي يحبُّه الله ويرضاه، ونهتْ عن المنكرِ الذي يبغضُه الله ويأباهُ. قال جلَّ وعلا : وَلْتَكُن مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ فمن نَصَرَ جِهَازَ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِّ عن المنكرِ فَلْيَبْشِرْ بِنَصرِ اللهِ وعونهِ وتوفيقهِ ! قال تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ عبادَ اللهِ : ولمَّا رأى ولاتُنَا تطاولَ السُّفهاءِ ومرضى الشُّبهاتِ وطُلاَّبَ الشَّهواتِ على رجال الحسبةِ !وجهازِ الهيئةِ سِيَّمَا ممَّن تَوَلَّوا زِمَامَ الصَّحَافَةِ وَتَسَلَّمُوا أَقلامَ الكِتَابَةِ،فَجَعَلُوا يَستَنكِرُونَ ويَعِيبُونَ ويَلْمِزُونَ؟! جَعَلَ وليُّ أمْرِنَا وفَّقهُ اللهُ الردَّ عليهم بِتِلكَ الأوامِرِ أَبلَغَ جَوابٍ على ارتباطِ الأمرِ بالمعروف والنَّهيِ عن المنكر مع سياسةِ وتوَجُّهاتِ مملكتِنا وتَشرِيعَاتِهَا! فَأَسْكَتَهُمْ وأخرسَ أقلامَهُمْ ؟!
وواللهِ إنَّك لتعجبُ أيُّها المؤمنُ: ممن يتناولُ رجالِ الهيئاتِ سبًا وتأثيمًا! ويتعرَّضُ لهم قَذْفَاً وتَلْفِيقَاً! وهم يقرؤونَ في الصُّحُفِ الْمُختَلِفَةِ بعضَ إنجازاتِهم ! ولَو أُنصفناهم لَحملناهم فَوقَ الرُّؤُوسِ تَبجِيلاً وَتَقدِيرًا، وَلَتَوَالَت عَلَيهِم شَهَادَاتُ الشُّكرِ دَعمًا وَتَشجِيعًا، وَصَدَقَ اللهُ تعالى: وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيكُم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيلاً عَظِيمًا . ولكنَّهم ؟! إنْ يَسْمَعُوا سُبَّةً طَارُوا بِهـا فَرَحًا هذا وما سَمِعُوا من صَـالِحٍ دَفَنُوا أيُّها المؤمنون :وسادسُ الوقفاتِ الأمرُ بإنشاء هيئةٍ للقضاءِ على الفسادِ بشتى أنواعِهِ ! فقد كَثُرَتِ في الآونةِ الأخيرةِ الخيانةُ ,وضَعُفَتِ الأمانةُ عند بعضِ المسئولينَ !حتى ظهرت خَزَايَا وحلَّتْ بِنَا رَزَايَا ؟! بسببِ الإهمالِ والتَّلاعبِ بالمال العامِّ! فستكونُ تلكَ الهيئةُ بإذنِ اللهِ لهم بالمرصادِ ؟! واللَّهُ تعالى لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
فلنكنْ عبادَ اللهِ: يداً واحدةً ضدَّ الفسادِ والمفسدينَ !واللهُ تعالى لن يُهْمِلَ هؤلاءِ الظَّلمةَ فقد قَالَ النَّبيُّ : ( لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ، يُقَالُ : هذِهِ غَدْرَةُ فلانٍ ) . عباد اللهِ وسابعُ الوقفاتِ: أنَّ تلكَ الأوامرَ أظهرت أنَّنا بحمدِ اللهِ تعالى في عَيشٍِ رَغِيدٍ , وأنَّ مُستقبَلَنَا بإذنِ اللهِ زاهرٌ وسعيدٌ , فواجبٌ علينا أن نحوطَ هذه النِّعمَ بالشُّكرِ المزيدِ, والعملِ الرَّشِيدِ, والرأي السَّديدِ, فبالشُّكرِ تدومُ النِّعمُ وتَزْدادُ !واللهُ لا يُخلفُ الميعَاد ؟!
كما قال: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فاشكروا للهَ قولاً وعملاً وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
فاللهمَّ لكَ الحمدُ على نِعَمِكَ العَظِيمَةِ وآلائِكَ الْجَسِيمَةِ.
اللهم احمِ بِلَادَنَا وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَأَدَامَ عَلَينَا وَعَلَى المُسْلِمِينَ الأَمْنَ وَالاسْتِقْرَارَ، إِنََّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
اللهم إنَّا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظهر منها وما بطن ياربَّ العلمين.
اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ياربَّ العالمين .
اللهم وفِّق ولاةَ أمورِنَا لِمَا تُحِبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى,وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين .
اللهم اشفِ وليَّ أمرنا ووفِّقهُ لهداكَ واجعل عَمَلَهُ في رضاكَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكُركم واشكروه على عمومِ نعمه يَزِدْكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

بواسطة : admincp
 0  0  1.7K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:11 مساءً السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.