• ×

04:02 مساءً , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 18-05-1432هـ بعنوان الَّلهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله هدانا لدينِهِ القَويِمِ وصِرَاطِهِ الْمُستَقَيمِ ، وَعَدَ الْمُؤمِنِينَ بالعِزَّةِ والكَرَامَةِ، وتَوَعَّدَ الكافِرِينَ والْمُنافِقَِينَ بالْحَسْرَةِ والنَّدَامَةِ، نشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريِكَ له، يُحِقُّ الْحَقَّ ويُبطِلُ البَاطِلَ ويَقْطَعُ دَابِرَ الكَافِرِينَ، ونَشهدُ أنَّ نَبَيَّنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسُولُهُ الأَمِينُ، أَرسَلَهُ اللهُ بالْهُدى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظهِرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ الْمُشرِكُونَ، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى جميع الآلِ والأصحاب, ومَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الْمَآبِ.
أََََمَّا بَعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
عبادَ اللهِ : بَعْدَ ما امتَدَّ الإسلامُ إلى أطرافِ الجزيرةِ العربِيَّةِ في السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِلهجرةِ وَتَجَاوَزَ حُدُودَها ! لَمْ يَأْلُ رسولُ اللهِ جُهْدَاً لِنَشْرِ الإسلامِ خَارِجَها! من خلالِ إرسالِ الرُّسُلِ والكُتُبِ إلى مُلُوكِ العالَمِ !وكانَ لأُسلُوبِ الرَّسَائِلِ إلى الملوكِ والأُمَرَاءِ أَثَرٌ بَارِزٌ في دُخُولِ بَعضِهُمُ الإسلامَ وإِظْهَارِ الوُدِّ من البعضِ الآخرِ،كما كَشَفَتْ حَماقَةَ بعضِهِم! ومن أَهَمِّ هذهِ الرَّسَائِلِ : ما كَتَبَهُ رَسُولُ اللهِ إلى كِسْرَى مَلِكِ الإمْبِرَاطُورِيَّةِ الفَارِسَيَّةِ، حيثُ اختار لِحَمْلِ الكتاب عبدَ اللهِ ابنَ حُذَافَةَ السَّهمِيَّ ، فجهَّزَ عبدُ اللهِ نَفْسَهُ، وودَّع أهلَهُ، مَضَى وَحِيدَاً ليس معه إلا اللهُ تعالى!؟، حتى بَلَغَ دِيَارَ فَارِسَ، فاستَأْذَنَ بالدُّخولِ على مَلِكِهَا، فَأَمَرَ كِسْرَى بِإيوانِهِ فَزُيِّنَ، وَدَعَا عُظَمَاءَ فَارِسَ لِلحُضُورِ,ثُمَّ أُذِنَ لعبدِ الله بنِ حُذَافَةَ بالدُّخولِ عليه, فَدَخَلَ على مَلِكِ فارسَ، بَينَ جَوَانِحِهِ عِزَّةُ الإسلامِ، وكِبْرِيَاءُ الإيْمَانِ، له هَيْبِةُ الْمُؤمِنِ، ومَن هَابَ اللهَ هَابَهُ كُلُّ شَيءٍ. فما إنْ رآه كِسْرَى مُقبلاً حتى أومأَ إلى أَحَدِ رِجَالِه أنْ يِأخُذَ الكِتَابَ من يَدِهِ، فقالَ: لا، إنَّمَا أَمَرَنِي رسولُ اللهِ أنْ أَدْفَعَهُ إليكَ يَدًا بِيدٍ، وأنَا لا أُخَالِفُ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ، فقال كِسْرَى:دَعُوه يَدْنُو مِنِّي، فَدَنَا فَنَاوَلَهُ الكتابَ بِيدِهِ، ثُمَّ دَعَا كَاتِبَاً أَنْ يَقْرَأَ فإذا فيه:
( بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، مِنْ مُحمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إلى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ، سَلامُ اللهِ على مَنْ اتَّبَعَ الْهُدى وآمَنَ باللهِ ورَسُولِهِ وَشَهِدَ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهَ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ اللهِ، فَإِنِّي أَنَا رسولُ اللهِ إلى النَّاسِ كَافَّةً، لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيَّاً ويَحِقَّ القَولُ على الكافرينَ، فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ، فإنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ إِثْمَ الْمَجُوسِ عَلَيكَ ).
فما إنْ سَمِعَ كِسْرَى الرِّسالةَ حتى اشتِعَلَتْ نَارُ الغَضَبِ في صَدْرِهِ، فاحْمَرَّ وَجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أَودَاجُهُ، فَجَعَلَ يُمَزِّقُها دُونَ أنْ يَعْلَمَ أيُّ شَرٍّ يَجُرُّهُ على نَفْسِهِ وَمَملَكَتِهِ! مَّزَّقَها وهو يَصْرُخُ: أَيَكْتُبُ لي بِهذا وهو عَبدٌ من عَبيدِي؟! ثُمَّ أَمَرَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ حُذَافَةَ أنْ يُخرَج فأُخرجَ! فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ ذلكَ قال: ( الَّلهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُ ). عِندَهَا أَمَرَ كِسْرَى أنْ يُكْتُبَ كِتَابَاً إلى بَاذَانَ واليهِ على اليَمَنِ و بَاذَانُ الفَارِسِيُّ من أَولاَدِ الفُرسِ الذينَ سَيَّرَهُم كِسْرَى أَنُو شِرْوانَ إلى اليَمَنِ فَأَقَامَ بِصَنْعَاءَ وصارَ والياً عَلَيهَا! ولهذا الوالي قِصَّةُ إسلامٍ عَجيبَةٌ ! تَبْدَأُ مِنْ حِينِ أنْ أَمَرَهُ كِسْرَى أنْ يَبْعَثَ بِرَجُلَينِ جَلْدَينِ مِنْ عِنْدِّهِ، إلى مُحَمَّدٍ ، وحمَّلَهُمَا رسالةً يَأْمُرانِ فيها رسُولَ اللهِ بأنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمَا لِلِقَاءِ كِسرى دُونَ إِبْطَاءٍ. فَخَرَجَ الرَّجُلانِ شَطْرَ الْمَدِينَةِ، حتى إذا رَأَيَا من تَعظِيمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِلنَّبِيِّ وَحُبِّهمْ لَهُ أدْرَكَا خُطُورَةَ الْمَهَمَّةِ التي جَاءَا مِنْ أَجْلِهَا. ولَمَّا دَخَلا على رَسُولِ اللهِ وقد حَلَقَا لِحَاهُمَا وأَعْفَيَا شَوارِبَهُمَا أعرَضَ رَسُولُ اللهِ بوجْهِهِ عَنْهُما وقالَ: ( وَيْلَكُمَا، مَنْ أَمَرَكُمَا بِهذا ؟! ) قالا: أَمَرَنَا رَبُّنَا، يَقْصِدَانِ كِسْرى،فقالَ رسولُ اللهِ : ( ولكنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِإِعْفَاءِ لِحيَتِي وَقَصِّ شَارِبَي ) وأَخَذَ رَسُولُ اللهِ رِسَالَةَ بَاذَانَ، فَإِذَا فيها إنَّ مَلِكَ الْمُلوكِ كِسْرى يأمُرُكَ أنْ تأتِيَ إليه , فإنْ أجبتَ كَفَّ أَذَاهُ عَنْكَ، وإنْ أَبَيْتَ جَاءَتْكَ سَطْوتُهُ وَبَطْشُهُ أنتَ وقَومُكَ.
أيُّها الإخوةُ في اللهِ: كيفَ كانَ موقِفُ النَّبِيِّ مِنْ الكتابِ وذاكَ الأسلُوبُ ؟! إنَّهُ لَمْ يَغْضَبْ بل تَبَسَّمَ وقال لِلرَّجُلَينِ: ( ارجِعَا إلى رِحَالِكُما اليومَ، وائتِيَا غَدَاً ). فلَّما غَدوا على رسولِ اللهِ في اليوم التَّالي قالاَ لَهُ: هَلْ أعَدَدْتَ نَفْسَكَ للمُضِيِّ مَعَنَا لِلقَاءِ كِسْرَى ؟ فَقَالَ لِهُمَا النَّبِيُّ : ( إَّن رَبِي قَتَلَ رَبُّكُمَا الَّليلَةَ )، حيثُ سَلَّطَ عليهِ ابنَه شِيْرَوَيْهِ وَقَتَلَهُ، فَحَدَّقَا في وجْهِ النَّبِيِّ وقالاَ: أَتَدْرِي ما تَقُولُ ؟ ! أنكتبُ بِذلِكَ لِبَاذَانَ وَالي اليَمَنِ ؟ ! فقالَ : ( نعم ) ، وقولاَ له: ( إنََََََََََََََََََّ دِينِي سَيَبْلُغُ ما وَصَلَ إليه مُلكُ كِسْرى، وإنَّكَ إنْ أَسْلَمتَ أَعطَيتُكَ ما تَحتَ يَدَيْكَ ومَلَّكتُكَ على قَومِكَ ).خَرجَ الرَّجلانِ مِنْ عِندِ رسولِ اللهِ ، وقَدِمَا على بَاذَانَ، وأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ. فَطَارَ عَقلُهُ ! ولكنَّهُ كانَ لَبِيبَاً عَاقِلاً ، فَقَالَ لِمَنْ حَولَهُ: الأمْرُ لا يَحتَاجُ إلى أَكثَرَ مِنْ شَهْرٍ لِنَعرِفَ حَقِيقَةَ مُحَمَّدٍ،نَنَتَظِرُ رُسُلَ فَارِسَ، فإنْ كانَ كما قال محمَّدٌ فهو نَبِيٌّ صَادِقٌ، وإنْ كانَ غيرَ ذلكَ فَلَنَا مَعَهُ شَأْنٌ آخَرُ. فَانْتَظَرُوا شَهْرَاً كَامِلاً حتى جاءَتْ رِسَالَةُ شِيْرَوَيْهِ فإذَا فيها:
" أمَّا بَعدُ : فقد قَتَلْتُ كِسْرَى، ولَمْ أَقْتُلْهُ إلاَّ انتِقَامَاً لِقَومِنَا، فَقدْ اسْتَحَلَّ أَشْرَافَهُم وَسَبَي نِسَائَهُمْ وانْتَهَبَ أَموَالَهُم، فِإذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَخُذْ لِي الطَّاعَةَ مِمَّنْ عِندَكَ ".
وَكِسْرَى إذْ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ ... بِأَسْيَافٍ كَمَا اُقْتُسِمَ اللَّحَامُ
فَما إنْ قَرَأَ بَاذَانُ كِتَابَ شِيْرَوَيْهِ حتى طَرَحَهُ جَانِبَاً،وأَعلَنَ دُخُولَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الفُرْسِ في الإسلامِ فَأَرْسَلَ لَهم مِنْ أَصْحَابِهِ مُعَلِّمِينَ يُعَلِّمُونَهُم الدِّينَ، مِنُهم عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ, ومُعَاذُ بنُ جَبَلٍ, وأبو مُوسى الأَشْعَرِيُّ, ووبْرُ بنُ يُحَنَّسَ, رَضِيَ اللهُ عنهم أَجمَعينَ.
وَأَمَرَ أَنْ يُبنَى لَهم مَسْجِدَاً في صَنْعَاءَ حَدَّدَ رَسولُ اللهِ مَوضِعَهُ وقِبْلَتهُ ، أقول قَولي هَذَا، وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكم ولِسَائِرِ الْمُسلِمينَ مِنْ كُلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنَّه هوَ الغَفور الرَّحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ أَرسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ وكَفَى باللهِ شَهِيداً، أَشْهَدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لهُ إِقْرَارَاً بِهِ وتَوحِيدَاً، وأَشْهدُ أنَّ مُحَمَّدِاً عبدُ اللهِ ورسولُه صلَّى الله وبارَكَ عليهِ وعلى آلهِ وأَصحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإْحسَانٍ وإيمانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً مَزِيدَاً. أمَّا بعدُ : فيا أيُّها النَّاسُ:اتقوا اللهَ حيثما كنتم ,(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) فاعتصموا بحبل الله ومن يَعتَصِمْ باللهِ فقد هُدِيَ إلى صِرَاطٍ مُستَقيمٍ أيُّها الكرامُ: في قِصَّةِ كِسْرَى وبَاذَانَ دروسٌ وعِبَرٌ نأخذُ بَعضَهَا وتأمَّلوا بَاقِيها ؛ فمنها :زيادةُ الإيمانِ بِتَدَارُسِ مُعجِزَاتِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ العَدْنَانِيِّ ! (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) فَقد أَبْلَغَ القَومَ بالقَتْلِ والقَاتِلِ وَمَوعَدَ القَتْلِ! وأَوضَحَ لَهم حُدودَ مُلكهِ وانْتِشَارَ دِينِهِ فكانَ صَادِقَاً بِمَا أَخْبَرَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ! ومن الدُّروسِ : أهميَّةُ الدُّعاءِ على الظَّالِمِينَ , فَكلَّما حَصَلَ ظُلْمٌ وَبَغيٌ كانت الإجابةُ من الله تعالى أَسْرَعَ وأَحْرَى ! قالَ تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ .وقالَ رسولُ الله : ( اتَّقُوا دَعوةَ الْمَظلُومِ، فَإنَّها تُحمَلُ على الغَمَامِ، ويقولُ اللهُ: وعِزَّتِي وجَلاَلي لأَنْصُرَنَّكِ ولَو بَعدَ حِينٍ ).فَلَمَّا مَزَّقَ كِسْرَى كتَابَ رسولِ اللهِ دعا عليهِ رسولُ اللهِ فقال: ( الَّلهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُ ) فَمَزَّقَ اللهُ مُلْكَهُ على يَدِ أَقْرَبِ النَّاسِ إليهِ.
اللهُ أكبرُ يامؤمنونَ :إنَّ الذي قَدِرَ أنْ يُنْهِيَ مُلْكَ كِسْرَى أَنُو شِرْوانَ بِلَمْحَةِ بَصَرٍ قادرٌ أن يُدَمِّرَ مُلْكَ وَرِئَاسَةَ قَومٍ ظَالِمينَ ,وحُكَّامٍ جَائِرينَ ،,وقَادَةٍ على شُعُوبِهم حَاقِدينَ, ولِشَرِيعَةِ اللهِ مُعَطِّلينَ ومُحَرِّفينَ !(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) فلا زِلْنَا نَسمَعُ ونُتَابِعُ ما يَجري لإخوانِنَا في لِيبيا, وسُوريا,واليمن, من أنواعِ الصَّلَفِ والقَتْلِ, والعَذَابِ والْهَوَانِ ! لأُنَاسٍ عُزَّلٍ مِنْ كُلِّ سِلاحَ ! حتى صارَ القَتْلَى بلألآف !فإلى الله الْمُشتَكَى, وحسبُنَا اللهُ ونعمَ الوكيلُ !كلُّ ذلك على يَدِ الظَّلَمَةِ الْمُستَبِدِّينَ مُدَمِّرِي البِلادِ ومُفسِدِي عيشِ العبادِ ! و ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) قال جلَّ وعلا: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ
مِنْ أَعظَمِ الدُّرُوسِ : نِعمَةُ العَقْلِ والْحِكْمَةِ فَبَاذَانُ والي اليمنِ بَعدَ سَماعِ خَبَرِ النَّبِيِّ تَمَهَّلَ وَتَدَبَّرَ الأَمْرَ مَعَ حَاشِيَتِهِ فَأَسْلَمَ وَأَسْلَمَ القَومُ فَسَلِمُوا جَمِيعاً !وكثيرٌ مِنْ ظَلَمَةِ العصرِ غَرَّتْهُم حَاشِيَتُهم!فلم يَسمَعُوا مَطَالِبَ شُعُوبِهم التي تُنَادِي بالعدلِ والرَّحْمَةِ بهم والعَيشِ الكريمِ لهم فَهَلَكُوا جَميعاً وصدق الله : (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) أيُّها المؤمنونَ :استحضروا قُلُوبَكُم، وأَلِحُّوا على اللهِ بالدُّعاء ( فأَعجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاءِ ).فلا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ السَّبعِ وربُّ العرشِ الكريمِ.
رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في ليبيا وسوريا واليمنِ ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم ، واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ،مُجْرِىَ السَّحَابِ،سَرِيعَ الْحِسَابِ, هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ، وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ
اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا في كُلِّ مكانٍ,واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى, اللَّهُمَّ هيئ لهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ .
اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ.
اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ والرَّخاءِ والاستقرارِ وأصلحْ لنا وُلاتَنَا وهيئ لِهُم بِطَانةً صَالحةً نَاصِحَةً واجعلهم رَحمةً على رعاياهم .
اللَّهمَّ اجعل ما أنزلتَ علينا من خيرٍ قوةً لنا وبلاغاً إلى حينٍ , واجعلهُ صَيِّبَاً نافعاً ,
ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
بواسطة : admincp
 0  0  1.7K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:02 مساءً السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.