• ×

07:14 صباحًا , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 17-06-1432هـ بعنوان يا رجالَ العفاف والتَّعليم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله على كلِّ حالٍ،ونعوذ بالله من حالِ أهل الضلال،ونسأله العفو والعافيةَ في الحال والمآل ، ( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) .نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبيرُ المتعال,ونشهد أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُ الله ورسوله بعثه اللهُ بخيرِ الْخِصَالِ , اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه ,وعلى آله وأصحابه أهلِ التُّقى والصدقِ في الأقوال والفِعالِ , ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم المآل.
أمَّا بعدُ: فيا عبادَ اللهِ، اتّقوا الله حقَّ التقوى, فإنَّ تقواه أفضلُ زادٍ، وأحسنُ عاقبةٍ في معادٍ،
زعَمَ السُّفُورَ والاختلاطَ وسيلةً للمجدِ قومٌ في الْمَجَانَةِ أَغْرَقُـوا
كَذبوا متى كان التعرُّضُ للخَنَا شيئًا تَعَزُّ به الشُّعوبُ وتَسْبِقُ ؟!
قال اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا .
أيُّها المؤمنون : موقفُ القرآن الكريم من اختلاط الرِّجالِ بالنِّساءِ رَسمتهُ الآيةُ الكريمةُ ، إنَّهُ منهجٌ قرآنيٌّ بيَّنَ الضوابطَ وحدَّدَ أسبابَ السَّلامة، حِفْظَاً لكيانِ الأسرةِ الْمُسلمةِ، وسلامةً لأنسابِها، وطهارةً لِقلوب رجالِها ونساءِها من الفتنةِ والانحرافِ.
فقد أمرَ اللهُ النساءَ بإدناءِ الجلابيب وغضِّ البصر، وحرَّم الاختلاطَ ! سَدَّاً لِذَرِيعَةِ الفساد. وسبحانَ اللهِ العظيمِ ! الاختلاطُ عبادَ اللهِ: قضيةٌ قديمةٌ تتجدَّدُ في كلِّ عَصْرٍ وقُطرٍ، من قومٍ تعاظمَ حِقدُهم، واشتدَّ عُدوانُهم، لِيَقْضُوا على الفضيلةِ والحِشمةِ , وعلى الطَّهارةِ والعِفَّة ! لأنَّ العِفَّةَ تثيرُ غيظَهم , وتحرِقُ قلوبَهم ؟!

أيُّها الكرامُ : لا تذهبوا بعيداً ! فمَنْ نقصِدُهم قومٌ نشؤُوا في حضنِ الإسلامِ، وتربَّوا معنا! لكنَّهم استحبُّوا العمَى على الهُدى, وحمَلوا معاولَ الهدمِ والعِدا !
إنَّهم فُسولُ رجالٍ، غَشَشَةٌ ضُّلاَّلٌ، أثاروها هوجاءَ، وخَطَوْهَا خُطُواتٍ ومقالاتٍ خَرقاءَ، ضدَّ مُجتَمَعِنا الطَّاهر، ضدَّ نسائِنا الْمُسلماتِ، لإسقاطِ حجابِها وتدنيسِ شرفِها وإنزالِها في ميادينِ الرِّجالِ وزجِّها في جميعِ الوظائفِ والأعمالِ، فَقَطَعَهَا اللهُ من أكفٍّ ، وأخرسَها من ألسُنٍ ، وأخمدَها من أنفاسٍ؟! وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ .
كَتَبَ أحدُهم : إنَّ قرارَ الدَّمجِ للتَّعليمِ بِجُرأَتِهِ يُنْهِي قُروناً من التخلُّفِ والجهلِ والتَّشدُّدِ في مجتمعِنَا وينتظرُهُ قرارٌ جرئٌ آخرُ بِخَلْطِ البنينَ مع البناتِ في المرحلةِ الابتدائيةِ وأنْ تُفتحَ للبناتِ النَّوادي الرِّياضيَّةِ ؟!
وكَتَبَ آخرُ: إنَّ قرارَ الدَّمجِ للتَّعليمِ يُخلِّصُ المجتمعَ من تسلُّطِ الرَّجُلِ وذكوريَّتِهِ على المرأةِ في مجتمعنا، وإنِّي أتطلَّعُ ليومٍ أرى فيه الوزيراتِ مع الوزراءَ.
أيُّها الشُّرفاءُ:لعلًّ أسماعَكم تثاقلتْ ما سَمِعَت ! لكنًّه كلامُ مكتوبٌ في صحف بلادِنا وبأقلامِ كُتَّابِنَا، وحُقَّ لنا أنْ نستغربَ هذا الكلامَ !لأنَّ بلادَنا بحمدِ اللهِ قامت على الالتزامِ بأحكام الشَّريعةِ المطَهَّرةِ ! فالشَّريعَةَ حاكمةٌ ومُهيمنةٌ على جميع أنظمتِنا ،وهو نَهْجٌ حميدٌ ، سارَ عليه ولاةُ أَمْرِنَا، وتعاقبوا عليه جيلاً بعد جيل !؟ بل ودُوِّن ذلك في النِّظامِ الأساسيِّ للحُكْمِ الذي يحكمُ جميعَ تَصَرُّفَاتِ المسئولينَ في بلادِ الحرمينِ الشريفينِ ؟!وكانَ لهذا النَّهجِ والتزامِهِ أعظمُ الأثر في تحقيقِ الأمنِ، وحصولِ القوةِ والمَنَعَةِ، واجتماعِ الكلمةِ، وتجاوزِ الْمُشكلاتِ والتَّحدياتِ التي واجهت مسيرةَ بلادِنا من الدَّاخل والخارجِ ؟!
وصدقَ اللهُ العظيمُ : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
عبادَ اللهِ :تَطبِيقُ الشَّريعةِ مِنَّةٌ من الله على بلادِنا، فالمسؤلونَ في الدَّولَةِ جميعُهم مؤتَمنون على تطبيقِ شريعتِنا الغرَّاءِ كما جاء بذلِكَ النظامُ الأساسيُّ للحكمِ بأن تكونَ تصرفاتُ المسؤلينَ متطابقةً مع الشَّريعةِ بعيدةً عن مصادَمَتِها ومناقَضَتِها والنَّقصِ منها ؟!
ومما نصَّت عليه سياسةُ التَّعليمِ في بلادِنا: ( أنَّهُ يمنعُ الاختلاطُ بين البنينَ والبناتِ في جميعِ مراحلِ التعليمِ إلا في دُورِ الحضانَةِ ورياضِ الأطفالِ)
عبادَ اللهِ: نؤكِّدُ على ذلك لأنَّ أيدٍ خبيثةً وألسُناً أفَّاكةً تسعى بالقولِ والعملِ ! بل مع الأسفِ الشَّديد خَطَتْ خُطُواتٍ عَمَليَّةٍ لاختلاطِ الجنسين في المدارسِ والجامعات الحكوميَّةٍ والأهليَّةِ والأجنبيَّةِ !؟ وإنَّ أَمَلَنا في الله عظيمٌ وتوكُّلَنا عليه كبيرٌ, أنَّ ولاتَنَا الذين ارتضوا الدِّينَ شِعاراً والعقيدةَ دِثارا سيكونونَ مع علماءِ البلادِ وصلحَائِها مفاتيحَ لكلِّ خيرٍ مغاليقَ لكلِّ بابِ شر , مُحاسبينَ كُلَّ من يُحَاولَ الْمَسَاسَ بشريعتِنَا وثوابِتَها ! فقد وضَع الإسلامُ حدًّا لحمايةِ المرأة من عبثِ الفُسَّاقِ ومطامِع أهل النِّفاقِ، وستظلُّ نساؤنا بإذنِ اللهِ في هذا الشَّرَف والفِخار،دُرَّةً مصُونةً حُرَّة عفيفةً,حجابُها جمالُها,وسِترُها جَلالُها،وجلبابُها كَمَالُها.
وليخسأْْ دعاةُ الافتراءِ المفضوحِ , وأنصارُ المذهب الْمَقبوحِ ، فلن تجنيَ المرأةُ من الاختلاطِ والتكشُّفِ ! إلا النَّظراتُ الخائِنَةُ, والتَّحرُّشاتُ العابِثةُ , والاعتداءاتُ الفاحِشةُ , وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا
وصدقَ رَسُولُ اللَّهِ حين قالَ:« مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ »
والله غالبٌ على أمره ولن يُصلحَ اللهُ عملَ المفسدينَ.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍّ فاستغفروه، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبةُ الثانية:

الحمدُ للهِ هدى من شاءَ بفضله، وأضلَّ من شاءَ بعدلِهِ ، نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له سميعٌ لمن يُناديه ، قريبٌ مِمَّن يُناجِيه ، ونشهد أنَّ نَبيَّنا محمداً عبدُ الله ورسولُه أصدقُ الناسِ إيماناً، وأبلَغُهم حُجَّةً وبُرهانَاً. صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابه الطَّيبينَ ،والتابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدينِ.
أمَّا بعد: فيا أيُّها المسلمون، اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه،
عباد الله: دعاةُ الاختلاطِ لا تَهُمُّهم صيانةُ الأعراضِ، وأصلاً هم لا يفهمون معنًى للشَّرف والعرض، أصواتٌ شاذة تدَّعي أنَّ الاختلاطَ يُساعد على إقامةِ عَلاقَاتٍ نَظِيفَةٍ، وأنَّهُ ضَرورَةٌ نَفْسِيَّةٌ لِلجنسَينِ ،
ونقول لهؤلاءِ الأغرارِ: اسألوا الحضارةَ الغربيَّةَ الْمُتَهَالِكةَ : ماذا جَنَتْهُ من الاختلاط ؟ ستجيبُكُمُ الإحصاءاتُ المذهلةُ! عن نسبةِ الحواملِ من الزنا، ناهيك عن حالات الإجهاض المتزايدةِ، ونسبة جرائمِ الخطفِ والاغتصابِ، مع انحطاطٍ خُلقي بادٍ للعيانِ ،
إنَّ عقلاءَ بلادِ الإختلاطِ أعلنوها صريحةً أنَّ التَّعليمَ غيرَ المختلِطِ أفضلُ وأسلمُ لِلجنسينِ؟! ألا فليتقِ اللهَ أهلُ الإسلامِ في موالِيهم، وليحفظوا ما استرعاهم الله عليهم من رعاياهم، والْحَذَرَ من الاستجابةِ إلى مَدَارِجِ الغوايةِ والضلالةِ. واللهُ تعالى يقولُ: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَـٰعًا فَٱسْئَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ.
أَيُّهَا الكرامُ : من أُصُولِ الإِسلامِ ألاَّ تَخرُجَ المَرأَةُ إِلى مُجتَمَعِ الرِّجَالِ إِلاَّ لِضَرُورَةٍ مَاسَّةٍ أَو حَاجَةٍ مُلِحَّةٍ، بِضَوَابِطِ الخُرُوجِ الشَّرعِيَّةِ وَآدَابِهِ المَرعِيَّةِ. فاللهُ تعالى يقول : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
ذَلِكَ أَنَّ العِفَّةَ حِجَابٌ خَفِيفٌ، يُمَزِّقُهُ الاختِلاطُ وَيَهتِكُهُ الامتِزَاجُ، وَالحَيَاءُ جِدَارٌ دَقِيقٌ، يَهدِمُهُ اللِّقَاءُ المُحَرَّمُ بَينَ الجِنسَينِ بِكُلِّ طَرِيقٍ غَيرِ شَرعِيٍّ؛
وَقَد حَرَّمَ الإِسلامُ الاختِلاطَ بِكُلِّ صُوَرِهِ وأشكالِهِ، سَوَاءً في التَّعلِيمِ أَوِ العَمَلِ، أَو عَلَى مَقَاعِدِ الدِّرَاسَةِ وَفَصُولِ الجَامِعَاتِ، أَو في المُؤتَمَرَاتِ وَالنَّدَوَاتِ، أَو في الاجتِمَاعَاتِ الخَاصَّةِ أَوِ العَامَّةِ؛ يقول ابنُ القيِّمِ رحمه الله: "ولا ريبَ أنَّ تمكينَ النِّساءِ من اختلاطِهنَّ بالرِّجالِ أصلُ كلِّ بليةٍ وشرٍّ، وهو من أعظمِ أسبابِ نُزُولِ العقوباتِ العامةِ، كما أنَّه من أسبابِ فسادِ أمورِ العامةِ والخاصةِ، واختلاطُ الرِّجالِ بالنِّساءِ سببٌ لكثرةِ الفواحشِ والزِّنا، وهو من أسبابِ الموتِ العامِّ، والطَّواعِينِ المتَّصلة "
ومن رسائلِ الإمامِ ابنِ بازٍ رحمهُ اللهُ ردُّهُ على أحدِ الكتَّابِ الذي كانَ يُنادي فيه باختلاط الطُّلابِ بالطَّالباتِ في الدِّراسةِ بالمرحلة الابتدائيةِ فقد قالَ كلاماً مفادهُ :بعد السَّلام والحمدِ والصلاة على رسول اللهِ ,
يترتَّبُ على اقتراحِكَ عواقبُ وخيمةٌ,فالاختلاطُ وسيلةٌ لشرٍّ كثيرٍ وفسادٍ كبيرٍ لا يجوزُ فعلُهُ
وقد أمر النبيُّ بالتَّفريقِ بين الأبناءِ في المضاجعِ , لأنَّ قربَ أحدِهما من الآخرِ في سنِّ العاشرةِ وسيلةٌ لوقوعِ الفاحشةِ بسببِ اختلاطِ البنينَ والبناتِ , ولا شك أنَّ اجتماعَهم في المرحلةِ الابتدائيةِ كلَّ يومٍ وسيلةٌ لذلك,كما أنَّه وسيلةٌ للاختلاطِ فيما بعدَ ذلكَ من المراحلِ,
وبكلِ حالٍ فاختلاطُ البنينَ بالبناتِ في المراحلِ الابتدائيةِ مُنكرٌ لا يجوزُ فِعلُهُ لِمَا يترتَّبُ عليه من أنواعِ الشُّرُورِ وقد جاءت الشَّريعةُ الكاملةُ بوجوبِ سَدِّ الذرائِعِ الْمُفضِيَةِ للشِّركِ والْمَعَاصِي,ونصيحتي للكاتِبِ وغيرهِ ألاَّ يَقتَرِحُوا ما يَفْتَحُ على المسلمينَ أبوابَ شَرٍّ قد أُغلِقَت . نسأل الله للجميع الهدايةَ والتَّوفيقَ ,عبدُ العزيزِ بنُ بازٍ .
أيُّها المؤمنونَ: واللهِ إنَّ المرءَ ليحارُ من تصرُّفاتِ بعض المسئولينَ الذين يَستَغِلُّون مَنَاصِبَهم لفَرْضِ أهدَافِهم ، وهذا واللهِ تخبُّطٌ وفوضى ، وتناقُض مَشِينٌ , واللهُ تعالى يقولُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
وإنَّ أهلَ الصَّلاحِ والإصلاحِ يُناشِدُونَ ولاتَنَا الأكارم، بِأَنْ يَقِفُوا أمامَ هذا العَبَثِ الخطيرِ في تعليم أبنائِنا وبناتِنا، وأنْ يقفوا أمامَ هذه الْخُطُواتِ الْمَشؤومَةِ !
فأملنا باللهِ كبير ورجاؤنا مِن ولاةِ أمرنا عظيمٌ ,فقد عَهِدْنَاهُم حريصينَ على الشَّرعِ وحمايَتِهِ، فنسألُ اللهَ أن يحفظنا بحفظه، وأنْ يكلأنا برعايته، وأنْ يحفظ لنا دينَنَا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأن يوفِّق ولاةَ أمورنا لما فيه خيرُ البلادِ والعبادِ، وأن يأخذ بنواصيهم إلى البر والتقوى والرَّشادِ والسَّداد.
اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمر رُشْدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء
اللهم يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلوبَنا على دينك، وصراطِك المستقيم .
اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ياربَّ العالمين
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



بواسطة : admincp
 0  0  1.7K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:14 صباحًا السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.