• ×

09:09 صباحًا , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 24-06-1432هـ بعنوان حربُ المخَدِّراتِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله،خلَقَ الخلائِقَ فَأَحْسَنَهَا خَلقًا،بِيَدِه الخَلقُ والأمر ، ابتلَى العبادَ فأسعدَ وأشقَى، نشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعبُّدًا لهُ ورِقًّا، ونشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، أحسنُ النَّاس خُلُقًا وأقوَمُهمْ خَلْقا،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آله الأخيارِ وأصحابِه الأبرارِ، والتابعينَ ومن تبِعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ القرارِ.
أمَّا بعد: فيا أيُّها الناسُ، اتقوا الله تعالى حقَّ التَّقوى واستمسِكُوا من الإسلامِ بالعروةِ الوثقى واحذروا سخطَ اللهِ فإنَّ أجسادَكُم على النَّار لا تقوى !؟
يقولُ المولى جلَّ وعلا : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بني ادم وَحَمَلْنَـٰهُمْ في ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَـٰهُمْ منَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
هذا التَّكريمُ عبادَ اللهِ : تمثَّل في خَلْقِ اللهِ لابنِ آدمَ في أحسنِ تقويم، فصار خَلْقُهُ في أحسنِ خَلقٍ وأكملِهِ، ثم كرَّمَهُ بالعقلِ الذي به يميِّزُ النافعَ مِنَ الضَّارِ والخيرَ مِنَ الشَّرِ !
عبادَ اللهِ :لقد وجَّهنا دِينُنَا الحنيفُ إلى المحافظةِ على عقولِنا، وأمرنا بِصيانتِه وحمايتِه عن كلِّ ما يُخلُّ به أو يتسبَّبُ في إزالَتِهِ!
وإذا حُفِظَ العقلُ , حافظنا على الدِّينَ، والأنفسِ والأعراضِ ، وحرصنا على إنفاقِ مالِنا فيما شُرِعَ لنا،قال القرطبيُّ رحمه الله:" التَّفضيلُ إنِّما هو بالعقلِ الذي هو عُمدةُ التَّكليفِ ".
العقلُ يا عقلاءُ: جوهرةٌ ثمينةٌ، يحوطُها العقلاءُ بالرِّعاية والحمايةِ؛ اعترافاً بفضله، وخوفاً من ضياعِهِ وفَقْدِهِ. وإذا ما أُهمِلَ العقلُ وضاعَ , انحرافَ المِرءُ , ووقعَ في الرَّذائِلِ والآثام.
ومع تلكَ الحقيقةِ الرَّاسِخَةِ فقد أبى بعضُ التائهينَ إلاَّ الانحطاطَ إلى دَرَكِ الذلَّةِ , والانحدَارَ إلى المهانة والقِلَّةِ، فوضعوا العقلَ تحتَ أقدامِهم ، واتَّبعوا شهواتِهم، وأعموا أبصارَهم, فأزالُوا عقولَهم ،في كَأْسَةِ خمرٍ، أو جُرعةِ مُخدِّرٍ، أو استنشاقِ مُسكرٍ ومُفَتِّرٍ، فانسلخوا من عالم الإنسانيةِ، ولَبِسُوا ثوبَ الإجرامِ والبهيميِّةِ !
عباد الله : تُطالِعُنا وسائلُ الإعلامِ بكثرةٍ عن إحباطِ رجالِ الأمنِ البواسلِ تَهريبَ كَميَّاتٍ مَهُولَةٍ من الْمُخدِّراتِ والْمُسكراتِ بأشكَالِها وأعدادِها وكَمِّياتِها والقبضِ على عددٍ هائِلٍ من المواطنينَ والمقيمينَ الذين مُسخت نفوسُهُم ، وسَفُلَت أمورُهم ,فباعوا دينَهم وأهلَهم ووطنَهم بثمنٍ بَخْسٍ دراهمَ معدودةٍ وكانوا لِدِينهم ووطنِهم وأهلِيهم من الزَّاهدين !
فيا تُرى كم ستفسِدُ تلكَ الْمخدِّراتُ من الشَّبابِ وتهدمُ من البُيُوتِ ؟! يا تُرى مَنْ ورائَها؟ مَنْ هم أدواتُها؟منهم ضَحايا تلكَ الْمُخدِّراتِ؟ولم في هذا الوقتِ بالذَّات؟ لِمَ تكثرُ قُربَ الاختباراتِ والإجازاتِ الصيفيَّةِ ؟! فجَزىَ اللهُ خيراً كلَّ من شاركَ وفضحَ,وأحبطَ وأخْبَرَ, عن مثلِ هذه الأوكارِ,ونسألُ اللهَ أنْ يَرُدَّ كيدَ الأعداءِ في نُحورِهم وأن يفضَحَهم على رؤوسِ الأشهادِ , وأن يحميَ بلادَنا وشبَابَنا وجميعَ المسلمين عن كلِّ شَرٍّ ومكروهٍ .
أيُّها المؤمنون: ألا تعلمونَ أنَّ آفةَ المجتمعاتِ اليومَ,هي الْمُسكِراتُ والمخدِّرات؟! فهي أمُّ الخبائث,وأصلُ الشُّرور والمصائب،وهي لُغمٌ خطيرٌ، يفسدُ الشعوبَ ويهدِّدُ قِيَمها وأخلاقَها!,الْمُسكِراتُ والمخدِّراتُ يا مؤمنون : دوَّامةُ الضَّيَاعِ والحرمانِ، وضياعُ الحياءِ والإيمانِ، وجرائمُ ومآسي وأهوال، شابَ منها الصِّغَارَ وأبكتِ وأحرقتْ أكبادَ الكبارِ،
نسيَ السَّكرانُ والْمُخدَّرُ ربَّه،فَظَلَمَ نفْسْه،ومزَّق حياءَه,وأيتمَ أطفالَه،وأرمل زوجتَه,وفضحَ أهلَه،عربَدَ ولَهى,وطَغَى وَلَغَا , لِذا أجمعَ العقلاءُ على ذمِّها ، وترفَّع النُّبلاءُ عن طريقها ، قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ .
والْخَمْرُ كلُّ ما خامرَ العقلَ وغطَّاهُ مهما كان نوعُه وأيًّا كان اسمُه وجسمُهُ وجنْسُهُ ، فقد قال رسولُ الله : ( كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكلُّ خمرٍ حرامٌ ) وقال : ( كلُّ شَرابٍ أَسْكَرَ فهو حرامٌ )، وقال : ((كلُّ مُسكرٍ حرامٌ، إنَّ على الله عزَّ وجلَّ عهدًا لِمَنْ يشربُ الْمُسكرَ أن يسقيَه من طينةِ الخبالِ )، قالوا: يا رسولَ الله، وما طينةُ الخبالِ ؟ قال : (عرقُ أهلِ النار) أو: ( عصارةُ أهل النار ) وقال : ( مُدمن الخمرِ إنْ مات لقِيَ الله كعابدِ وثنٍ ).
حَقَّاً إنِّها نصوصُ زجْرٍ ووعيدٍ , وتخويفٍ وتَهديدٍ , يقفُ عند حدِّها من يعلَمُ أنَّه محاسَبٌ غدًا أمامَ الله العظيمِ المجيد. ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقول ما تسمعون،وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمينَ من كلِّ ذنبٍ،فاستغفروه إنِّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله، أحلَّ لنا الطَّيباتِ وحرَّم علينا الخبائثَ , نشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له لا يهلِكُ على اللهِ إلا هالكٌ، ونشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه المُحِبُّ النَّاصِحُ الصَّادقُ، صلَّى الله وسلَّم و باركَ عليه وعلى جميعِ الآل والأصحاب، ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومٍ يُجمَعُ فيه الخَلائقِ.
أمَّا بعدُ: فيا معاشِرَ الشَّبابِ،اعلموا أنَّ الله توعَّدَ مُتعاطي الخمورِ والمخدِّراتِ بعقوباتٍ دنيويةٍ وأخرويةٍ، أفضَعُها اللعنُ والطَّردُ من رحمةِ اللهِ، فعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله يقولُ: (أتاني جبريلُ فقال: يا محمدُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لعنَ الخمرَ وعاصرَها ومعتصرَها وشاربَها وحاملَها والمحمولةَ إليه وبائعَها ومُبتاعَها وساقِيها ومُستَقِيَها) وقال : ( من شربِ الخمرَ وسكِرَ لم تقبلْ له صلاةٌ أربعينَ صباحًا، وإنْ ماتَ دَخَلَ النارَ، فإن تابَ, تابَ اللهُ عليه) حُقَّ لِرسولِنَا يومَ أنْ لَعَنَ الْخَمْرَ بأشكَالِها لأنَّ نتائِجَها
اغتصابٌ وسرقاتٌ! وقتلٌ وإجرامٌ ! ونَصْبٌ واحتِيالٌ!وأُسرٌ مظلومَةٌ لا تعرفُ سوى الرُّعبِ والألَمِ والبُكاءِ ؛ وتَفَكُّكٌ أُسَرِيٌّ ، وتَشرِيدٌ للأطفال والنِّسَاءِ ، وطردٌ من الوظيفةِ، وفشلٌ دراسيٌّ وضياعٌ للمستقبلِ، واختلالٌ في العقل، واكتئابٌ وَهَمٌّ، وقَلَقٌ وَغَمٌّ، واللهِ إنَّها صورٌ مُحزنَةٌ، ونِهايَاتٌ سَيئَةٌ، وفضيحةٌ في الدُّنيا وعذابٌ في الآخرةِ لمن ماتَ على ذلك , وفوقَ ذلِكَ كلِّهِ ضعفُ إيمانٍ وبعدٌ عن الرَّحيمِ الرَّحمانِ !
وإليكم يا رعاكم الله أسبابَ انتشارِ هذا البلاءِ ,حتى نكونَ على بيِّنةٍ من الأمرِ لِنَحذرَ ونُحذِّر أبنائَنا من الوقوعِ فيها.
فأوَّلُها : ضَعفُ الإيمان , قال اللهُ تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وفي الحديث يقولُ رسولُ اللهِ : ( ولا يشربُ الخمرَ حين يشربُها وهو مؤمنٌ )
ومن أعظمِ الأسباب : أصدقاءُ السُّوءِ. فَعَشَرَاتُ التائبينَ والنَّادِمينَ يُصدِّرون قَصَصَهم: بقولهم تعرَّفتُ على قُرَنَاءِ السُّوءِ، وقال لي أصدقاءُ السُّوءِ:جرِّب, خذ مَجَّانَاً, وهلمَّ جَرَّاً ؟!
ومن الأسباب : إهمالُ الوالدينِ وسوءُ التَّربيةِ وعدمُ المتابعةِ ، ومن أراد الدَّليل فلينظر إلى شبابٍ يجوبون الشوارعَ إلى ساعاتٍ متأخرة من الليل!بلا حسيبٍ ولا رقيبٍ، يتعلَّمُ الصَّغيرُ من الكبير مالا تحمد عقباه , تدخينٌ ثمَّ تقليدٌ ،وهكذا تبدأُ النهايةُ ؟!
وها نحن يا كرامُ : على مُقربةٍ من الاختباراتِ، فهناكَ من الطَّلَبَةِ من يَعْمَدُ إلى تعاطي الْمُنَبِّهاتِ ، لدفعِ النَّومِ كما يظنُّونَ، ولكنَّها البدايةُ النَّكِدةُ لو كانوا يعلمونَ !
وانظر إلى شِلل الفسادِ والخرابِ التي تنتظرُ أبناءَنا بعد خروجِهم من الاختباراتِ ، لتصطادَهم في الشَّبكاتِ فبدايةُ الأمرِ دورانٌ في الشَّوارعِ وأنسٌ وضحك، ونهايتُه إدمانٌ وفحشٌ ورذيلةٌ ؟! حمى اللهُ ذرارِينَا والمسلمينَ من كلِّ شرٍّ ومكروهٍ.
ومن أعظم أسبابِ انتشار المخدِّراتِ والمسكراتِ وتزيينِها وسائلُ الإعلام ، حيث يَعرِضُونَ مَنْ يُسمَّونَ بالفنانينَ والنُّجومَ وفي يدِ أحدِهم كأسُ خمرٍ أو سيجارةُ مخدِّر !
ومن الأسبابِ الفراغُ القاتلُ, والبطالةُ المقيتةُ ! ولا تنسوا أنَّ بعضَ العمالةِ الأجنبيةِ ،سببٌ في انتشار المسكراتِ والمخدِّرات لرغبتهم على الأموالِ بأيِّ طريق كان !
أيُّها الكرام :وإنَّنَا لَنَقِفُ داعينَ اللهَ تعالى بالتَّوفيقِ لرجالِ مكافحةِ المخدِّراتِ ورجالِ الهيئاتِ وَمَنْ يُشارِكُهم بِجِدِّ وتضحِيَةٍ لِمُحارَبَةِ هذا الدَّاءِ العُضَالِ، والقبضِ على الْمُجرمينَ والْمروجينَ, جعل الله ذلك في ميزان حسناتِهم. وبارك في جهودهم.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وإِنَّ المُبتَلَينَ بِالمُخَدِّرَاتِ مَرضَى يَحتَاجُونَ إِلى رِّعَايَةِ وَعِلاجِ، وَغَرقَى يَتَشَوَّفُونَ إِلى مُسَاعَدَةٍ وَإِنقَاذٍ، وَمِن ثَمَّ فَلا بُدَّ مِن فَتحِ القُلُوبِ لهم ، بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ وَنَصِيحَةٍ مُخلِصَةٍ، ومُعَامَلَةٍ حَسَنَةٍ،وَأَسَالِيبَ مُنَوَّعَةٍ،كما علينا الإلحاحَ بِالدُّعَاءِ لهم .
معاشر الشَّبَاب:يَا َفَلَذَاتِ أَكبادِنَا،أدركتم أَنَّ طَرِيقَ المُخَدِّرَاتِ مُوحِشٌ ومظلمٍ وعالمٌ كئيب, خِزْيٌ في الدُّنيَا وَخسارَةُ الآخِرَةِ.أَلا فَاتَّقُوا اللهَ شَبَابَنَا، وَكُونُوا أَقوِيَاءَ بِدِينِكُم مُتَوَكِّلِينَ عَلَى رَبِّكُم، وَلا تَجعَلُوا أَنفُسَكُم عَبِيدًا للمُسكِراتِ واِلمُخَدِّرَاتِ، ورَهَائِنَ في أَيدِي المُرَوِّجِينَ وَالمُفسِدِينَ.واعلموا يا شَبَابُ،أنَّ الذِّئاب البشريَّةَ يَستَغِلُّونَ أَيَّامَ الاختباراتِ والإجازاتِ لِتَّروِيجِ بضاعاتِهم فلا تكونوا ضحاياً لإجْرَامِهم ! أَلا فَانتَبِهُوا لأَنفُسِكُم يا رَعَاكُمُ اللهُ، وَاحفَظُوا أَغلَى مَا تَملِكُونَ حَفِظَكُمُ اللهُ.
فاللهم أحفظنا وأحفظ علينا دِينَنَا وأخلاقَنا ، وعافِنَا في أنفسِنَا وأهلِينا، وقِنَا والمسلمينَ شرَّ هذه البلايا، ورُدَّ ضالَّ المسلمين إليك ردًّا جميلاً.
اللهم أحفظ بلادَنا وشبَابَنا والمسلمينَ من كلِّ شرٍّ ومكروه.
اللهم وفِّق ولاةَ أمرِنَا للقضاءِ على الفسادِ والمفسدينَ واجعلهم لشرعِك مُحَكِّمينَ.
اللهم قويِّ عزائِمَهُم على الْحقِّ والهدى والدِّينِ.
ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النَّار
عباد الله أذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

بواسطة : admincp
 0  0  2.0K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:09 صباحًا السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.