• ×

02:36 مساءً , السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024

خطبة الجمعة 07-08-1432هـ بعنوان لا للوُشَاةِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله أمرَ بالصدقِ وأحصَى كلَّ شيءٍ عددًا، نشهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له لم يتَّخذ صاحبةً ولا ولدًا، ونشهد أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه, صلَّى الله وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه أئمةِ الهدى، صلاةً وسلاما مؤبَّدًا. أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ واعلموا أنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ, اتقوا يومًا ، نُحاسبُ فيه على ما كتبتهُ اليدانِ ونطقت به الشَّفتانِ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ .عبادَ اللهِ قصَّ اللهُ علينا في كتابهِ العزيزِ قصةَ رجُلٍ آتاهُ اللهُ من النِّعم والبنينَ, والشُّهرةِ والنُّفوذِ ,والمكانةِ العاليَةِ, نِعماً كانت كفيلةً أن يكونَ شخصاً نقيَّاً تقيَّاً , سالِمَاً مُسلِماً , هيِّناً ليِّنَاً , إلا أنَّ الأمر كانَ بخلافِ ذلكَ تماماً ! فتعالَوا معيَ إلى الآياتٍ الكريماتِ وهي تصفُ الوليدَ بنَ المُغيرةَ على الصَّحيحِ ومَنْ على شَاكِلتِهِ حيث يقولُ المولى وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ فهذا وصفٌ لجنسٍ من البشرِ فقد تجتمعُ فيهم كلُّ تلكَ الصِّفاتِ الرَّذيلةِ وقد يكونُ فيهم بعضُها!مع الأسفِ الشَّديدِ هذا الصِّنفُ من النَّاس بِتْنَا نراهم ونسمع عن أحوالِهم وقَصَصِهم في مجتمعنا عافنا اللهُ وإيَّاكم من كلِّ رذيلةٍ أيُّها الكرامُ: وصفَ اللهُ سبحانهُ وتعالى الوليدَ بنَ المُغيرةَ ومَنْ على شَاكِلتِهِ بتسعِ صفاتٍ ذَميمَةٍ .أوَّلُها أنَّهُ كثيرُ الحلف , ولا يكثرُ الحلف إلا غيرُ الصَّادقِ ، ليداريَ كَذِبَهُ ، ولِيستجلبَ ثقةَ النَّاسِ . واللهُ يقولُ: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ وهو كذلكَ مَهِينٌ لا يحترمُ نفسَهُ ، ولا يحترمُ النَّاسُ قَولَهُ. قال الشَّخُ السَّعديُّ :

فهو خسيسُ النَّفسِ، ليس له هِمَّةٌ في الخيرِ، بل إرادتُه في شهواتِ نَفسِهِ الْخَسِيسَةِ. ومن صفاتِهِ كذلكَ أنَّهُ يهمزُ النَّاسَ وَيَعِيبُهُم في حضورِهم وغَيْبَتِهم. وهذا خُلُقٌ بَغِيضٌ؛ يخالفُ المروءةَ وَأَدَبَ الْمُعامَلَةِ! أمَّا ثالثُ الأثافي وأقبحُ الصِّفاتِ أنَّهُ مَشَّاءٌ بِنَمِيمٍ . يَمْشي بينَ النَّاس بما يُفسدُ قُلُوبَهم ، ويَقْطَعُ صِلاتِهِم ، ويُذهِبُ مَوَدَّتَهُم ,وهذا خُلُقٌ لا يَتَّصِفُ به إنسانٌ يحترمُ نَفْسَهُ أصلاً فضلاً أن يحتَرِمَهُ الآخَرونَ , حتى اللذينَ يَفْتَحُونَ آذَانَهم للنَّمَّامِ لا يَحتَرِمُونَهُ في قَرَارَةِ أنفُسِهِم ولا يَوَدُّونَهُ ! لأنَّهم يدركونَ أنَّ من نَمَّ لكَ نَمَّ عليكَ .أَلَمْ يَقُلْ : ( لا يدخلُ الجنَّةَ نَمَّامٌ ) أَلَمْ يَقُلْ : (ألا أُخبِرُكُم بِشِرارِكُم؟ قالوا: بلى، قال: المَشَّاؤُنَ بالنَّمِيمةِ المُفسِدُون بينَ الأَحِبَّةِ، البَاغُونَ لِلبُرَءَاءِ العَنَتَ) نعم النَّمَّامونَ طبعهم أنَّهم يُفسدون بين الأَحِبَّةِ ويقصدِونَ المَشَقَّةَ على عبادِ اللهِ الأخيارِ الأطهارِ ؟ ولْنَتَأَمَّل قولَ النَّبِيِّ : ( مَنْ أَشَاعَ على مُسلِمٍٍ كَلِمَةً يَشِينُهُ بِها بِغيرِ حَقٍّ شَانَهُ اللهُ بها في النَّار يومَ القيامةِ ). وعن ابنِ مَسْعُودِ رضي اللهُ عنه قال: : (ألا أُنَبِئُكُم ما العضةُ؟ هي النميمةُ القالةُ بين النَّاسِ) وأعظمُ القالةِ والتَّجنِّيَ حينَ تكونُ عندَ سُلطانٍ أو أميرٍ وهذا ما جعلَ حذيفةَ ابنَ اليمانِ رضي اللهُ عنه يصِفُ النَّمَّامَ بِأبشعِ الأوصافِ ففي صحيحِ مُسلم بسندِهِ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَاءَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ إِنَّ هَذَا يَرْفَعُ إِلَى السُّلْطَانِ أَشْيَاءَ, وفي روايةِ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ , فَقَالَ حُذَيْفَةُ إِرَادَةَ أَنْ يُسْمِعَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ) عبادَ اللهِ: نعوذُ باللهِ من هذا الصِّنفِ ,فهؤلاءِ لا يَعرفونَ طريقًاً إلى الإنصافِ، الواحدُ منهم لسانُه كالعقربِ, وقَلَمُه كالعَقور، لا تهدأُ نفسُهُ إلا حينَ يكونُ قدحُه ذائعًا في الملأ شائعًا بينَ النَّاس، ، يرى نفسَهُ فقيهًا وأميناً ومُعلِّمًا، لا يعجِبه العَجب، ولا تتوقُ نفسُه لحُسنِ الأدَبِ، إنِّما يلوكُ بلسانَِه فينمُّ ويَبْهَتُ، فهؤلاءِ آفةٌ عَلى المجتمعاتِ،وعلى المناصبِ, هم شِرارُ الخَلق الذين قال عَنهم النبيُّ : ( إنَّ شرَّ النَّاسِ منزلةً عند الله يومَ القيامة من تََرَكََهُ النَّاسُ اتِّقاءَ فُحشِه) ثُمَّ إنّه يَشتدُّ الأمرُ بلاءً إذا كان القَدحُ والنَّمُّ مُصَوَّبًا في نحورِ ذَوي الهيئاتِ الرَّفيعةِ كالسُّلطانِ والأمراءِ, والدُّعاةِ والعلماءِ ؛ قالَ ابنُ عبدِ البرِّ رحمه الله: "أحقُّ النَّاسِِ بالإجلالِ ثلاثةٌ: العلماءُ والإخوانُ والسّلطان ".عبادَ اللهِ :ومن أوصافِ الوليدِ بنِ المُغيرةِ ومَنْ على شَاكِلتِهِ أنَّهُ مَنَّاعٌ للخيرِ عن نفسه وعن غيره .ومن أوصافهِ أنَّهُ مُعتَدٍ على الخلقِ مُتجاوزٍ للحقِّ والعدلِ واللهُ تعالى يقولُ: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وسابعُ الأوصافِ أنَّه أَثِيمٌ فهو كثيرُ الإثم والذُّنوبِ المتعلقةِ في حقِّ الله وحقِ العباد. ومن أوصافهِ أنَّهُ عُتُلٌّ أي: غليظٌ شَرِسُ الْخُلُقِ قَاسٍ غيرَ مُنقَادٍ لِلحَقِّ . وتاسِعُ الأوصافِ وآخِرُها أنَّهُ زَنِيمٌ ,فصارَ لَهُ زَنَمَةٌ أي: علامةٌ عُرِفَ بها بينَ النَّاس وذلكَ بلؤمِهِ وخُبْثِهِ وَكَثْرَةِ شُرُورِهِ .قال الشيخُ السَّعديُّ رحمهُ مُعلِّقاً على هذه الأوصافِ ( وحاصلُ هذا، أنَّ اللهَ تعالى نَهى عن طاعةِ كلِّ حلاَّفٍ كَذَّابٍ، خَسِيسِ النَّفسِ، سَيئِ الأخلاقِ، وهذه الآياتُ وإن نزلت في الوليدِ بنِ المغيرةِ أو غيره , فإنِّها عامَّةٌ في كلِّ من اتَّصَفَ بِهذا الوصفِ، لأنَّ القرآنَ الكريمَ نَزَلَ لِهدايةِ الْخَلْقِ كُلِّهم، وَيَدخُلُ فيه أوَّلُ الأُمَّةِ وآخِرُهم). فاللهم إنّا نعوذ بك من الغلِّ والحقد والحسد . اللهم أهدنا لأحسن الأعمال والأقوال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنَّا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ياربَّ العالمين أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية:

الحمد لله خشعت له القلوبُ وخَضَعت،نشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وفَّق المؤمنين للطاعات،ويسَّر لهم الحسناتِ, ونشهدُ أنَّ نبينا محمداً عبدُ الله ورسولُه خيرُ من صلَّى وصام، وبيَّنَ الأحكام، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على إمامِ المتقينَ وسيِّدِ الخلق أجمعينَ وعلى آله وأصحابهِ ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ ٍإلى يوم الدِّين . أمَّا بعدُ: أيُّها المؤمنون:اتَّقوا الله تعالى حقَّ التَّقوى، فمن خاف الوعيدَ قَصُر عليه البعيد، ومن طال أَمَلُه ضَعُفَ عَمَلُه، الإيمانُ خيرُ قائدٍ،والعملُ الصالحُ خيرُ رائدٍ. عباد الله:لقد وفَد علينا منذُ أسبوعٍ سفيرٌ كريمٌ بين يدَي ضيفٍ حبيبٍ،فلنكرم سفيرَ حبيبنا،ولنقُم بحقِّ مبعوثِ ضَيفِنا، إنِّه شهرُ شعبان، ومن حقِّ رمضانَ علينا أن نَصِلَ قريبَه، وأن نُكرمَ أخاه وقرينَه، عبادَ اللهِ: شهرُ شعبان كما وصفهُ رسولُ الله : (شهرٌ يغفُلُ الناسُ عنه ) قال العلماءُ: وفيهِ استحبابُ عمارةِ أوقاتِ غفلةِ الناسِ بالطَّاعاتِ،وأنَّ ذلكَ محبوباً لله عزَّ وجلَّ، فلنتعرف على هدي رسولِنا مع شهرِ شعبانَ.وبماذا كان يحثُّ المسلمين ويوجِّهُهُم إليه ؟ قالت: عائشةُ رضي الله ما رأيتُ رسولَ الله أكثرَ صياما منه في شعبانَ. وفي روايةٍ كان يصومُ شعبانَ كُلَّه.وكانَ يصومُ شعبانَ إلا قليلاً. وهذا يدل على شِدَّةِ محافظته على الصومِ في شعبان.وعن أسامةَ بنَ زيدٍ رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسولَ اللهِ، لَم أركَ تصومُ شهرًا من الشُّهور ما تصومُ من شعبان؟! فقال : (ذاك شهرٌ يغفَلُ الناس عنه، بين رجَبٍ ورمضان، وهو شهرٌ ترفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عَملي وأنا صائمٌ).إذا القضيةُ قضيةُ اغتنامٍ لشهرِ شعبانَ حتى لا يأتيَ رمضانُ المباركُ إلا وقد ارتقى المسلم منازلَ عاليةٍ من الطَّاعةِ والعبادةِ! وتَهيأَ له بكثرةِ الأعمال الصالحة. فيا أخي الكريم أَلْزِمْ نفسَك في شعبانَ ولو بصيام أيامِ الاثنين والخميسِ وأيامِ البيضِ . قال ابنُ رجبٍ رحمه الله: "صومُ شعبانَ كالتَّمرينِ على صيامِ رمضانَ ؛ لئلا يَدخُلَ في صومِ رمضانَ على مشقةٍ وَكَلَفَةٍ، بل يكونُ قد تَمرَّنَ على الصِّيام واعتادَه، وَوَجَدَ بصيامِ شعبانَ قَبلَهُ حلاوةَ الصيامِ ولذتَهُ، فَيدخُلُ في صيامِ رمضانَ بقوةٍ ونشاطٍ". أيُّها الكرامُ:ومما يُسنُّ في شعبانَ الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ،قال أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه: كان المسلمون إذا دخلَ شعبانُ أكبوا على المصاحفِ فقرؤوها وأخرجوا زكاةَ أموالِهم تقويةً لضعِفِيهم على الصَّوم. وقال سلمةُ بنُ كُهَيلٍ رحمه الله : كان يقالُ شهرُ شعبانَ شهرُ القرآنِ. فيا أيُّها المباركُ استقبل رمضانَ ولو بختمةٍ واحدةٍ لكتابِ اللهِ تعالى فقد أمدَّك الله بالصحةِ والفراغِ !قال أبو بكرٍ البَلخِي رحمه الله :"شهرُ رجبٍ شهرُ الزَّرع، وشهرُ شعبانَ شهرُ سقي الزرعِ، وشهرُ رمضانَ شهرُ حصادِ الزرع . أيُّها المؤمنون : ومما يُسنُّ كذلك صلةُ الأرحامِ وسائرُ أنواعِ الإحسان والإكثارُ من ذكر الله تعالى. وتعويدُ النَّفسِ على قيامِ الَّليل,والإكثارُ من الإنفاقِ والصَّدقَةِ,ومما يُسنُّ في شعبانَ تركُ التَّشاحنِ والبغضاءِ والتَّقَاطُعِ والتَّدَابُرِ. وفي الحديث عن معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال: (يَطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلا لمشركٍ أو مُشاحنٍ) ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنوا ربنا إنك رءوفٌ رحيمٌ فيا أيُّها الأبرارُ: عليكم في هذا الشَّهر بالتوبةِ الصادقةِ النَّصوح،فرمضانُ سَيَحِلُّ بنا قريباً إن كَتَبَ الله لنا الحياةَ فهيئ نَفسَكَ،وقدِّر نعمة الله عليك،واسأله أن يُبَلِّغكَ رمضانَ، وأن يُعينكَ على ذكره وشكره وحسن عبادته .عباد الله:ومن كان عليه أيامٌ من رمضانَ الماضي فليبادر بقضائِها من الآن,وليذكِّر أهل بيته بذلك. ومن كانت لأخيه مظلمةٌ أو حقٌ فليؤدِّها قبل ألاَّ يكونَ دِرهمٌ ولا دِينار,فاللهم اجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا, اللهم وفقنا لاغتنامِ الأوقاتِ بفعلِ الصالحات اللهم أهدنا وأهدِ بنا يارب العالمين, رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )





بواسطة : admincp
 0  0  1.8K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:36 مساءً السبت 10 ذو القعدة 1445 / 18 مايو 2024.