• ×

03:02 مساءً , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

تقليد أعمى 6/6/1444هـ


زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تقليد أعمى ١٤٤٤/٦/٦هـ

الحمد لله أنعم علينا بالإيمان، وكرَّه إلينا الكفر والفُسُوقَ والعِصيَانَ، أَشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورَسُولُهُ صلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وإيمان إلى يوم الدين أمَّا بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.

أَيُّها المؤمنون: في كُل يَوْم تشهد ألا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَريم عبد اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وأَنَّهُ مَا مَاتَ وَمَا قُتِلَ ومَا صُلِبَ وَأَنَّهُ سَيَنْزِلُ آخِرَ الزَّمَانِ فَيَقْتُلُ الدَّجَالَ وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ وَيَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحمَّدٍ عَلَيْهِمْ أَفَضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلام كُلَّ يَوْمٍ وَنَحْنُ نَشهدُ أنَّ اللهَ فَرْدٌ صَمَدٌ لَمْ يَتَّخِذَ صَاحِبَةً ولا وَلَداً. كُلَّ يَوْمٍ وَنَحْنُ نَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُهَنّي اليَهُودَ ولا النَّصَارَى بِأَعْيَادِهِمْ بَلْ أَمَرَ أُمَّتَهُ بِشِدَّةِ مُخَالَفَتِهِمْ! فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قال: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبلَكُم شيراً شيراً وذراعاً بِدِرَاعٍ حَتَّى لَو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبَ : موهُم قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله اليهود وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ) رواه البخاري.

أَيُّهَا الكِرَامُ: لَمْ يَعُدْ خَافيًا اعترارُ كثير من إخوان لنا بأعياد النصارى ومن الاحْتِفَاءِ بِرَأْسِ العَامِ الميلادي الجديد, كل ذلك بسبب الجهلِ بِخطورة ذلك على الدين والأخلاق والمجتمع ! وهذا ما كانَ يَخْشَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ على أُمَّتِهِ وَمَا يَخْشَاهُ أيضاً أَهْلَ الدِّين على أمتنا ومُجتمعنا فلا تظنُّوا أن مشاركتهم مسألة إثم ومَعْصِيَةٍ فَحَسْبُ؟ كلاً ورتي ولكنَّها مَسْأَله عَقِيدَةٍ انم وَدِينِ بَلْ كُفْرٌ وَإِيمَانَ لأَنَّ المُشَارَكَة نوع من التشبه والْمُولاةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض وَمَن يَتَوَهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابة أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية :
الحَمْدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بالعَظَمَةِ والجلالِ، أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ تَقْوَاهُ، وَاسْتَمْسِكُوا بِدِينِكُمْ فَقَدْ قَالَ رَبُّنَا: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرُ الإِسْلَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ

فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَسِرِينَ).

إخْوَةَ الإِيمَانِ، مُشَارَكَةُ النَّصارى بعيدهم خطر على عَقِيدَتِنَا فَكَيفَ تَرْضَى أَنْ تُشارَكَهم ونَحْنُ نَفْرَأُ قَولَ اللَّهِ: مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَبِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَبِّكُمْ كَيفَ تُجَامِل عَلى حِسَابٍ عَقِيدَتِنَا وَهُمُ الذين قالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ الله).

فيا مُسلِمُون، اتَّقُوا الله في دِينِكُم وعَقِيدَتِكُم وَثَوَابِتِكُمْ واشْكُرُوا نِعْمَتَهُ عَلَيْكُم أَنْ هَدَاكُمْ للإسلام، وخصكم بمحمد نبي الرحمة والسَّلام، واعتزوا بدينكم فديتكم غني بالعقيدة الصحيحة والشريعَةِ العَادِلَةِ، والأخلاق الفاضِلَةِ. ونبينا صلى الله عليه وآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (من تشبه بقوم فهو منهم اللهم صل وسلم وبارك على مُحَمَّدٍ وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. اللهم أصلح شأننا كله ووفق ولاتنا وعلماءنا إلى ما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلُوبِنَا غِلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تنهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
 0  0  73  06-06-1444
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:02 مساءً الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.