- الرئيسية
- الصوتيات
-
خطب الجمعة
-
عام 1447هـ
-
01- محرم
-
مَراسِمُنَا لاستِقْبَالِ عَاشُوراءَ 9/1/1447هـ
مَراسِمُنَا لاستِقْبَالِ عَاشُوراءَ 9/1/1447هـ
مَراسِمُنَا لاستِقْبَالِ عَاشُوراءَ 9/1/1447هـ
الحَمدُ للهِ الهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيلِ، أَشهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شَريك لَه العَظِيمُ الجَلِيلُ، وَأَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عَبدُ اللهِ ورَسولُهُ صَاحِبُ حَوضِ السَّلسَبِيلِ، الَّلهمَّ صلِّ وسَلِّم وبارِكْ عليهِ وعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسانٍ إلى يَومٍ يَفِرُّ فِيه الخِلُّ من الخَلِيلِ. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ تَفُوزوا بِمَرضَاتِهِ وَتَحوزوا على خَيرَاتِهِ. وَتَأَمَّلُوا نِعَمَ اللهِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، واشْكُرُوهُ بِالْقَولِ والْعَمَلِ بِمَا يُقرِّبُكُمْ إلى الْمَولى. هَنِيئاً لِلأُمَّةِ الإسلامِيِّةِ شَهرَ اللهِ الْمُحرَّمِ هَنِيئَاً لَنَا بِفَضَائِلِهِ وَخَيْرَاتِهِ! فَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ الله الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ). فِيهِ يَومٌ كَانَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَهُ! إنَّهُ يَومُ الْغَدِ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ). بَلْ كَانَ يَأْمُرُ بِصِيَامِهِ! فلَمَّا «قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ رَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» رَوَاهَا البُخَارِيُّ. وَلَمَّا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عن فَضْلِهِ قَالَ:(صَومُ يَومِ عَاشُورَاءَ إنِّي أَحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ الْمَاضِيَةَ). وَقَالَ أيضَاً: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ». وَمِن قَبِيلِ مُخَالَفةِ اليهَودِ أَخَذَ رَسُولُنا على نَفْسِهِ العَهدَ أنْ يُخَالِفَهُم فَقَالَ: (لَئِنْ عِشْتُ إلى قَاِبٍلٍ إنْ شَاءَ اللهُ لأُصُومَنَّ التَّاسِعَ). قالَ العُلَمَاءُ رَحِمَهُمُ اللهُ: وَعَلى هَذَا فَصِيامُ عَاشُورَاءَ عَلى مَرَاتِبَ: أَدْنَاهَا أنْ يُصَامَ وَحْدَهُ، وَفَوقَهُ أنْ يُصَامَ التَّاسِعُ مَعَهُ، وَأَفْضَلُهُ أنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالعَاشِرُ والحَادِيَ عَشَرَ، فإنَّهُ كُلَّمَا كَثُرَ الصِّيامُ فِي الْمُحَرَّمِ كَانَ أَفْضَلَ وَأَكثَرَ أجْرَا. فَلا تُفَوِّتُوا صِيَامَهُ وَحُثُّوا أبْنَاءَكُمْ وَأهْلَ بَيتِكُمْ عَلى صِيَامِهِ.
عِبَادَ اللهِ: غَدًا بِإذْنِ اللهِ نحنُ صَائِمُونَ العاشرَ من شهرِ اللهِ الْمُحرَّم! بل أهلُ السُّنَّةِ والجَمَاعةِ في كُلِّ مَكَانٍ يَحتَفُونَ بِصِيامِهِ اقتداءً بسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ,وَرَجَاءً لِتَكْفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كامِلَةٍ. نحنُ صَائِمُونَهُ شُكْرًا للهِ عَلى مَا تَفَضَّلَ بِهِ مِنْ نَجَاةِ مُوسَى بنِ عمرانَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ!؟ وإغراقِ وَخُذلانِ عَدُوِّ اللهِ وَرَأْسِ الطُّغَاةِ وَقَائِدِ الْمُتَكَبِّرِينَ, فِرْعَونَ الَّلعِينِ!؟
أيُّها الْمؤمنونَ: غَدًا يومُ عِزٍّ ونَصْرٍ, يُعطيناَ دَرْسًا عَظِيمًا! أَنَّ البَاطِلَ مَهمَا عَلا زَبَدُهُ, وَارتَفَعَ دُخَانُهُ, إِلاَّ أَنَّهُ وَاهٍ وَمَهزُومٍ، فَفِرعَونُ أَطغَى الطُّغَاةِ! مَا تَرَكَ شَيئًا مِن الْفَسادِ إلَّا فَعَلَهُ وَلا سُوءً إلَّا نَشَرَهُ قَدْ (أَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولى إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبرَةً لِمَن يَخشَى). فَسُنَّةُ اللهِ جَارِيَةٌ فِي كُلِّ مَنْ طَغَوْا فِي أَيِّ بِلَدٍ وَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ أنَّ الرَّبَّ سَيَصُبُّ عَلَيْهِمْ سَوْطَ العَذَابٍ (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ).! عِبادَ اللهِ: تأمَّلواَ قَولَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (نحنُ أَحَقُّ بِمَوسَى مِنكُم). فإنَّهُ يُشعِركَ, أَنَّ رَابِطَةَ الإِسلامِ هِيَ أَعظَمُ الصِّلَةٍ، وَأنَّ الدِّينَ أَقْوى الرَّوابِطِ، فَمُحَمَّدٌ عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وَجَمِيعُ الأنْبِيَاءِ كَماَ قَالَ: (الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) يَعنِي: أنَّهم أُخَوةٌ لِأَبٍ واحدٍ مِن أُمَّهاتٍ مُختلفةٍ، فشَرائِعُهم مُتَّفِقةٌ مِن حيثُ الأُصولُ، وإنِ اختَلَفتْ مِن حيثُ الفُروعُ حَسَبَ الزَّمنِ، وحَسَبَ العُمومِ والخُصوصِ. فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ بِتَمَسُّكِهَا بِدِينِهَا وَثَبَاتِهَا عَلَى الإِيمانِ أَولى وأَحَقُّ بِمَوسَى وَأَقرَبُ إِلَيهِ مِنَ اليَهُودِ الْمُحَرِّفِينَ لِشَرِيعَتِهِ النَّاكِبِينَ عَن طَرِيقَتِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالْمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائكتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُّسُلِهِ). اللهُ أكبرُ: الْمُؤمنُ كُلَّمَا تَجَدَّدَت عَلَيهِ نِعمَةٌ ُقَابَلَهَا بِالشُّكرِ لِلمُنعِمِ سُبحَانَهُ، وَهَذَا مَا فَعَلَهُ مُوسَى ومُحمَّدٌ عليهِمَا الصَّلاةُ والسَّلامُ، وَيَفعَلُهُ الْمُؤمِنُونَ مِنْ بَعْدِهِمْ, فَمن مَحَاسِنِ الدِّينَ الإسلامِيَّ أنَّهُ مَبنيٌّ عَلَى التَّأسِّي والإتِّباعِ، لا عَلَى الإِحدَاثِ وَالابتِدَاعِ، واللهُ يَقُولُ: (لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ). وَنحنُ حِينَ نَصُومُ اليومَ عَاشُورَاءَ إتِّباعاً لِرَسُولِنَا القَائِلِ: (مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ). فَالْمَؤُمِنُ يَفعَلُ مَا يَفْعَلُهُ رَسُولُ اللهِ وَيَتْرُكُ مَا يَتْرُكُهُ, وَيُحِبُّ مَا يُحِبُّهُ وَيُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُم وَمَاَ يُبْغِضُهُ! وهَذِهِ حَقِيقَةُ الإتِّبَاعِ لَهُ. ألَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيمٌ).
عِبَادَ اللهِ: نَصُومُ الْيَومَ للهِ تَعَالىَ رَجَاءَ تَكفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كَامِلَةٍ، وهذهِ الذُّنُوبُ هِيَ الصَّغَائِرُ فَقَط، أَمَّا الكَبَائِرُ فَلا تُكَفَّرُ إلاَّ بِتَوبةٍ خَاصَّةٍ صَّادِقَةٍ نَصُوحَةٍ! وَلِهَذَا قَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ مُحذِّرًا ممن يَظُنُّ أنَّ صِيَامَ عَاشُورَاءَ كَافٍ في النَّجاةِ والْمَغفِرةِ: "لم يَدْرِ هذا الْمُغترُّ أنَّ صومَ رمضانَ والصَّلواتِ الْخَمْسَ أَعظَمُ وأَجَلُّ مِن صِيامِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ، وهيَ إنِّما تُكَفِّرُ مَا بَينَها إذَا اجْتُنَبتِ الكَبَائِرُ، فَرَمَضَانُ والجُمُعَةُ والصَّلَواتُ لا يَقْويَانِ على تَكفِير الصَّغَائِرِ إلاَّ بِتَركِ الكَبَائِرِ".
عِبَادَ اللهِ: مِنْ حَقِّ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أَنْ يَحْتَفوا باليَومِ الَّذِي ارتَفِعَ فِيهِ عَلَمُ الإِسلامِ وَعلَت فيه رَايَةُ العَقِيدَةِ. (وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ الْمُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ). فَالَّلهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والْمُسلِمينَ في كُلِّ مَكَانٍ وانصُر مَنْ نَصَرَ الدِّينَ واخذُل مَن خَذَلَ الدِّينَ. الَّلهُمَّ أهْلِكِ الْظَّالِمِينَ بِالظَّالِمِينَ وَأَخْرِجِ الْمُسْلِمينَ مِنْ بَينِهِمْ سَالِمِينَ, وأستغفر اللهَ لي ولَكُم ولِسَائِرِ الْمُسلِمِينَ فَاستَغْفِرُوهُ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ أكْمَلَ لَنَا الدِّينَ وأَتَمَّ علينا النِّعمةَ، أَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَه، أَنْعَمَ عَلينَا بِالقُرَآنِ والسُنَّةِ, وَأَشْهَد أنَّ نبيَّنَا مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، حَذَّرَ مِن الْبِدْعَةِ, فَكُلُّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةِ في النَّارِ, صَلوَاتُ ربِّي وَسَلامُهُ عليه وعلى آلِهِ الطَّيِّبينَ وَأصحَابِهِ الْمَيامِينِ, أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثمَانَ وَعَليٍّ وَعَلى سَائِر الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أجمَعِينَ, وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يا مُؤمِنُونَ: فَمَنْ اتَّقى اللهَ وَقَاهُ عَذَابَ آخِرَتِهِ, وَفِتَنَ دُنْيَاهُ.
يا أَهْلَ السُّنةِ والجَمَاعَةِ: هذهِ عَقِيدَتُنَا في يومِ عَاشُورَاءَ! فَهَلْ تَظُنُّونَ أنْ يَحِيدَ عن هَذا الْهَدِيِّ النَّبويِّ أُنَاسٌ لَهُم عُقُولٌ! وَدِينٌ وَتُقَى! إي واللهِ لقد تَنَكَّبَ أُنَاسٌ عن الصِّراطِ فَعَاثُوا في دِينِ اللهِ الفَسَادَ والإِفْسَادَ, حَرَّفُوا شَرِيعَةَ اللهِ وَكَذَّبُوا على أَتْبَاعِهم وَقَلَّبُوا عَليهِمُ الحَقَائِقَ والأُمُورَ! فَجَعَلُوهُمْ أجْهَلَ النَّاسِ وَأَغْبَاهُمْ! كلُّ ذَلِكَ باسمِ الإِسلامِ, وَبِادِّعَاءِ مَحَبَّةِ آل بَيتِ خَيرِ الأنَامِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ! وَدِينُ اللهِ بَرَآءٌ مِن عَقِيدتِهم وَشِرْكِيَّاتِهم وخُرافَاتِهم وَحُسَينِيَّاتِهِمْ! لا أظنُّكم تَجْهَلُونَ القَومَ فَهُم غُلاةُ الرَّوافضِ وكذَّابوا مَحَبَّةِ آلِ بيتِ الْمُصطَفى عليه وعلى آلِهَ وأَصحَابِهَ الصَّلاةُ والسَّلامُ. فَلَمْ تعُد أعمالُ الرَّوافضِ سرَّاً! ولا حَبِيسَةَ الْحُسَينِيَّاتِ إنَّما تُبثُّ عبرَ الفَضَائِياتِ لِلعالَم. وَلَعَلَّ بَعضَكُم يَتَساءَلُ لِمَاذا الرَّوافِضُ يُبَدِّلِونَ يَومَ صِيَامِنَا هَذا وَيَومَ نَصْرِنَا هَذَا إلى مَآتِمَ وأَحْزَانٍ ولَطْمٍ لِلخُدُودِ وَضَرْبٍ بِالسَّلاسِلِ وَفِي يَومِ عَاشُورَاءَ بِالذَّاتِ!؟. إنَّهم يَفعَلُونَ ذَلِكَ: بِاسمِ الحُزنِ عَلَى مَقتَلِ الحُسَينِ بن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهما، وَادِّعَاءً لِحُبِّ آلِ بَيتِ الْمُصطَفَى رِضوَانُ اللهِ عَلَيهِم أجمعين، وَاللهُ يَعلَمُ أَنَّهُم أَكذَبُ النَّاسِ فِيمَا يَدَّعُونَ، ولو عُدْنا إلى فِتْنَةِ مَقْتلِ الحُسَينِ رَضي اللهُ عنه، لأَدْرَكْنَا أنَّهم هُمُ الذِينَ أَغْرَوهُ بِالخُرُوجِ إلى العِرَاقِ وَكاتَبُوهُ على البَيعَةِ والخِلافَةِ, فَلمَّا جَدَّ الجِدُّ تَولَّوا عَنْهُ وَلَهم ضُراطٌ! حتى وَقَعَتْ فِتنَةٌ عَمْياءَ قُتلَ فيها سيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الجنةِ في اليومِ العاشرِ مِن شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ! (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ).
ثُمَّ لِماذا على مقتلِ الحسينِ رضي اللهُ عنهُ فقط؟! فقَد قُتِلَ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَن هُوَ أَفضَلُ مِنَ الحُسَينِ، قُتِلَ أَبُوهُ وَقُتِلَ عُثمَانُ ظُلمًا وَعُدوَانًا وَهُم أَفضَلُ مِنهُ على الإطلاق! وَمَا فَعَلَ الرَّافِضَةُ على أَحَدٍ مِنَهم مَأتَمًا وَلا نِيَاحَةً! لِتُدْرِكُوا يَا مُؤمِنُونَ أنَّهُمْ نَبْتَةٌ فَارسيَّةُ يهودِيَّةٌ! فَهُمْ بِهَذِهِ الْمَآتمِ يُحرِّضونَ على أهلِ السُّنَّةِ عُموماً وعلى العَرَبِ منهم خصوصاً ويُثِيروا فيهم العَداوةَ والبَغضَاءَ. يَقُولُ ابنُ تَيمَيةَ رَحِمَهُ اللهُ عنهم: "فصارت طائفةٌ جاهلةٌ ظالِمَةٌ إمَّا مُلحدةٌ مُنَافِقَةٌ وإمَّا ضَالَةٌ غَاوِيَةٌ تَتَّخِذُ يومَ عاشوراءَ يومَ مأتمٍ وحُزْنٍ ونياحةٍ، وتُظهِرُ فيه شِعَارَ الجاهليةِ من لَطمِ الْخُدودِ وشَقِّ الْجُيُوبِ وإنشادِ قصائدِ الْحُزْنِ وروايةِ أخبارِ الكذبِ، التي ليس فيها إلَّا تجديدُ الْحزنِ والتَّعصُّبِ وإثارةُ الشَّحناءِ والحروبِ, وإلقاءُ الفتنِ بينَ أهلِ الإسلام والتَّوسُّلُ بذلك إلى سَبِّ السَّابقينَ الأَوَّلِينَ، وشرُّ هؤلاءِ وَضَرَرُهُم على أهلِ الإسلامِ لا يُحصِيهِ الرَّجُلُ الفَصِيحُ في الكَلامِ". انتهى كلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ
فاللَّهُمَّ إِنَّا نَسألُكَ أَن تُرِيَنَا الرَّافِضَةِ يَومًا أَسوَدَاً، اللَّهُمَّ أَحصِهِم عَدَدًا وَاقتُلهُم بَدَدًا، وَلا تُغَادِرْ مِنهُم أَحَدًا، اللَّهُمَّ وَعَليكَ بِجَمِيعِ أَعدَاءِ دِينِكَ، وَأَبرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمرًا رَشَيدًا، يُعَزُّ فِيهِ أَهلُ طَاعَتِكَ، وَيُذَلُّ فِيهِ أَهلُ معصيتكَ، وَيُؤمَرُ فِيهِ بِالْمَعرُوفِ وَيُنهَى عَنِ الْمُنكَرِ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللهُمَّ آمِنَّا في دُورِنَا وَوَفِّقْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أُمُورِنَا, وَاجْزِهِمْ خَيرًا على خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ. اللهُمَّ انْصُرْ جُنُودَنَا واحفظ حُدُودَنَا, وَيَسِّرْ أُمورَنَا يَارَبَّ الْعَالَمِينَ. (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ). (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. (
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:13 صباحًا السبت 10 محرم 1447 / 5 يوليو 2025.