• ×

01:47 صباحًا , الأربعاء 5 جمادي الثاني 1447 / 26 نوفمبر 2025

قِصَّةُ الظِّهَارِ 7/6/1447هـ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
قِصَّةُ الظِّهَارِ 7/6/1447هـ
الحمدُ للهِ لا نُشركُ معَ اللهِ أَحدا، سبحانهُ لم يَتَّخِذْ صَاحِبةً ولا وَلَدا، أَشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ في رُبُوبِيَّتِهِ، وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّدا عبدُ اللهِ ورسولُهُ خيرُ بَرِيَّتِهِ، اللهم صلِّ وسلِّم وبَارِك عليهِ وعلى آلِهِ وصحَابَتِهِ, أمَّا بعدُ. فاتَّقوا اللهَ يا مُؤمنُونَ وَتَأَمَّلُوا في قَصَصِ القُرآنِ فَفِيها عِظَاتٌ وعبرٌ! نقفُ اليومَ مَع سَيِّدَةٍ مُؤمنَةٍ نَزَلَ فِيها وفي زَوجِها قُرآنًا يُتلى إلى يومِ القيامَةِ، هذهِ الْمرأةُ سَمِعَ اللهُ شَكواها! وَأَجَابَهَا الْرَّبُ مِن فَوقِ سَبعِ سَمَاواتِهِ! لأَنَّها وَفِيَّةٌ مَع زَوجِها حَرِيصَةٌ على بَيتِها! حتَّى صارت تُجادِلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في شَأنِها حَتَّى عَادَتْ لَهُمَا حَيَاتُهُمَا!
أيُّهَا الكِرَامُ: في القصَّةِ دُرُوسٌ للأزواجِ والزَّوجاتِ! فاستَمِعُوا لِخَبَرِها وَمَا أنزلَ اللهُ فيها، في حديثٍ طَّويلٍ بطُرقٍ مُتعدِّدَةٍ. عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ رضيَ اللهُ عنها: قَالَتْ: فِيَّ وَاللَّهِ وَفِي أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَنْزَلَ اللَّهُ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ، فقد كُنْتُ عِنْدَهُ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ سَاءَ خُلُقُهُ، وَضَجِرَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا فَرَاجَعْتُهُ فِي شَيْءٍ، - يَعْنِي طَلَبْتُ مِنْهُ بَعْضَ الْحَاجَاتِ وَأَلْحَحْتُ عَليهِ - فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي ثُمَّ خَرَجَ!
سُبْحَانَ اللهِ: هذا هو الْمَشْهَدُ الأَوَّلُ: زَوجَانِ لَهُمَا فِي العِشْرَةِ مُدَّةٌ طَويلَةٌ وَبَينَهُمَا ذُرِّيةٌ كَثِيرَةٌ! وَالزَّوجُ بعدَ هذا العُمُرِ قد تَسُوءُ أَخْلاقُهُ, وَيَكثُرُ ضَجَرُهُ فَلا يَتَحمَّلُ كَثرةَ الأَعبَاءِ والطَّلباتِ, ولا كَثْرَةَ النِّقاشِ والإلْحَاحِ! وَهَذه مُشكِلَةُ بعضِ الزَّوجاتِ أنَّها لا تُحسِنُ عَرْضَ الطَّلَبِاتِ ولا تَوقِيتَها فَتَنشَأُ الْمَشَاكِلُ! قَالَ زَوجُها أَوْسٌ رضيَ اللهُ عنه وهو في حالَةِ غَضَبٍ أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، ومعناهُ أنَّكِ تَحرُمينَ عليَّ كما تَحْرُمُ أُمِّي عليَّ,- يَعْنِي فلا أَقْرَبُكِ وَلا أُجَامِعُكِ - وَقَدْ كَانَ هذا يُعدُّ طَلاقاً في الجاهِليَّةِ, ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ فِي نَادِي قَوْمِهِ سَاعَةً، قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ، فَإِذَا هُوَ يُرِيدُنِي عَلَى نَفْسِي, فقُلْتُ: كَلاَّ وَالَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ، لاَ تَخْلُصُ إِلَيَّ، وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِينَا بِحُكْمِهِ، قَالَتْ: فَوَاثَبَنِي، - يَعْنِي أَرَادَ جِمَاعِي بِالْقُوَّةِ- فَامْتَنَعْتُ مِنْهُ، فَغَلَبَتْهُ بِمَا تَغْلِبُ بِهِ الْمَرْأَةُ الشَّيْخَ الضَّعِيفَ, فَأَلْقَيْتُهُ تَحْتِي، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ جَارَاتِي، فَاسْتَعَرْتُ مِنْهَا ثِيَابًا.
سُبْحَانَ اللهِ: تَصَوَّرُوا لقد عادَ الزَّوجُ إلى بَيتِهِ بَعْدَمَا هَدَئَت نَفسُهُ فَأَرَادَ أن يُعاشِرَ زوجتَهُ, فَقَدْ نَسيَ ما كانَ منهُ من قَولٍ عَظيمٍ! وهذهِ مُشكِلَةُ بعضِ الأَزوَاجِ أنَّهم لا يُحسِنونَ التَّصرُّفَ حِيَالَ الْمَشَاكِلِ الزَّوجِيَّةِ فتَجدُهم يَتَصرَّفونَ أو يَتَلفَّظُونَ بما يَندَمونَ عليهِ, فكم سَمِعتم مَنْ يِقُولُ: ضَرْبْنا زَوجَاتِنَا في حَالَةِ غَضَبٍ, أو لعَّنَا , أو طلَّقنا في حالَةِ غَضَبٍ!؟ والعاقِلُ مَن يَملِكُ نفسهُ عندَ الغَضَبِ! وَلِذَلِكَ مُعَلِّمُ الْبَشَرِيَّةِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "عَلَامَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ، ثُمَّ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ".
خَوْلَةُ رضي الله عنها, من حِرصِها على دِينِها امْتَنَعَتْ أَنْ يُعَاشِرَها لَيسَ كُرْهاً لَهُ, إنَّما بِسَبَبِ قَولَتِهِ العَظِيمَةِ! قَالَت: ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا لَقِيتُ مِنْهُ، فَجَعَلْتُ أَشْكُو إِلَيْهِ مَا أَلْقَى مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ! فَعَرضَت أَمرَها بِأُسلوبٍ جَذَّابٍ عَجِيبٍ، قَالَت يَا رَسُولَ اللهِ: إنَّ أَوْسَاً تَزوجَنِي وأَنَا شَابَّةٌ مَرغُوبٌ فِيها فَلَمَّا كَبُرْتُ وَمَاتَ أَهْلِي، ظَاهَرَ مِنِّي! وَجَعَلَنِي عَليهِ كَأُمِّهِ! وإنَّ لِي مِنْهُ صِبْيَةً صِغَارَاً، إنْ ضَمَمْتُهُمْ إلَيْهِ ضَاعُوا، وَإنْ ضَمَمْتُهُمْ إليَّ جَاعُوا! فكانَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لا يزيدُ عن قَولِهِ: « مَا أَرَاكِ إلاَّ وَقَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ» وَهِيَ تَقُولُ: أَحينَ أَكَلَ شَبَابِي يَا رَسُولَ اللهِ وَنَثرتُ لَهُ بَطْنِي وَكَبُرَ سِنِّي وانْقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي؟ فَصَارَتْ تُجَادِلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وتُراجِعُهُ وهو لا يَزيدُ عن قَولهِ :«مَا أرَاكِ إلاَّ وَقَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ» فقالت: "اللَّهُمَّ إَلَيْكَ أَشْكُو حَالِي وانْفِرَادِي وَفَقْرِي".
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَحسَنَتْ خَولَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الاخْتِيَارَ حينَ تَوجَّهت لِرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَطلُبُ رَأْيَهُ وحُكمَهُ ومُشورتَهُ, فَكَم مِن الزَّوجاتِ من لا تُحسِنُ اختيارَ مَنْ تَستَشِيرُ ولا مَنْ تَستفتِي؟ فَعَلَينا عِنْدَ الخِلافِ, أنْ نُحسِن اختيارَ مَنْ هو أَوثَقُ بِدِينِهِ وَعَقْلِهِ, وَأَنْ نَحْذَرَ من الْمَكَاتِبِ الْمُستَرزِقَةِ التي تَقتَاتُ على مَشاكِلِ النَّاسِ وَحَاجَاتِهم؟ أو نِسَاءٍ لا يَفْقَهْنَ فَيُسِئْنَ أَكْثَر مِن أنْ يُحْسِنَّ! واللهُ تَعَالَى يَقُولُ: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا).
وَقَد هَيئَ اللهُ لَنا بِحَمْدِ اللهِ أُنَاسَاً مُخلِصِينَ, يَبْتَغُونَ الأَجرَ من اللهِ تَعَالَى, عبرَ لِجانٍ إصلاحِيَّةٍ, وَمَكَاتِبَ استشَارِيَّةٍ مَوثُوقَةٍ, فَوجِّهُوا مَنْ يَحتاجونَ إليهم. فَخَولَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا امْرَأةٌ عاقِلَةٌ, هَدَفُها مَصلَحةُ البيتِ والأولادِ, فَلَمْ تَطلُبْ طَلاقَاً أَو فَسْخًا كفعلِ بعضِ النِّساءِ الْيَومَ عِنْدَ أَدْنَى سَبَبٍ أَو خِلافٍ! وَكَأَنَّ بَعضَهُنَّ لم تَسْمَعْ بَقَولِ رَسُولِنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ». فاللهُمَّ أَلهِمنَا رُشدَنا وقِنَا شَرَّ أنفُسِنَا والشَّيطانِ, ونعُوذُ باللهِ من شَرِّ الإنسِ والجآنِّ, ومن كُلِّ مُفسدٍ فتَّانٍ, وَاسْتَغْفِرُ اللهَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحَمْدُ للهِ الْمُطَّلِعُ على أَسْرَارِ القُلُوبِ، أَشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ, عَدلٌ في قَضائِهِ، حَكيمٌ في أَفعَالِهِ، وَأَشهدُ أنَّ مُحمداً عبدُ الله وَرَسُولُهُ, صلَّى اللهُ وسلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعلَى آلِهِ وأَصحَابِه وأتباعِهِ بإحسانٍ إلى يوم الدِّينِ. أمَّا بعد: فَلْنتَّقِ اللهَ يَا مُؤمِنُونَ حَقَّ تُقاتِهِ، وَلْنُعْطِ كُلَّ ذِي حقٍّ حقَّهُ, لقد علَّمتنا قِصَّةُ الْمُجادِلَةِ: أنَّ الالْتِجَاءَ إلى اللهِ سَبَبٌ لِتفريجِ الكُروبِ, فَوجَّهت شَكوَاها إلى السَّمِيعِ البَصِيرِ، فَمَاذَا حَدَثَ يَا تُرى؟ قَالَتْ خَوْلَةُ رضي الله عنها: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا خُوَيْلَةُ، ابْنُ عَمِّكِ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَاتَّقِي اللَّهَ فِيهِ. قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْتُ – يعني مَا قُمْتُ - حَتَّى نَزَلَ فيَّ الْقُرْآنُ، فَتَغَشَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَتَغَشَّاهُ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ لِي: "يَا خُوَيْلَةُ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكِ وَفِي صَاحِبِكِ". ثُمَّ قَرَأَ عليَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} الآيَاتِ.
اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: اللهُ جلَّ في عُلاهُ يَستَمِعُ إلى شَكوى أُسرَةٍ صَغِيرَةٍ! لا يُشغلِهُ عن سَمَاعِهم تَدْبِيرُ مَلَكُوتِ السَّماوَاتِ والأَرضِ! إنِّها مَعِيَّةٌ خاصَّةٌ من اللهِ تعالى لِلمُؤمِنِ, فَحينَ يَشعُرَ الْمُؤمِنُ بِأَنَّ اللَّهَ مَعَهُ حَاضِرٌ شُؤونَهُ، عَالِمٌ بِحالِهِ, مَعنِيٌّ بِمُشْكِلاتِهِ، مُستَجِيبٌ لِحاجاتِهِ! فَسَيَلْجَأُ دَومًا لِلكبيرِ المُتَعَالِ! وهنا مَلمَحٌ تَربَويٌّ عَظِيمٌ لَطَالَمَا ذَكَرَتْهُ أُمُّنا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَهِيَ في نَفْسِ البيتِ الذي جَاءَت فيهِ الْمُجادِلَةُ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَلَيسَ بَينَهُم إلاَّ سِترٌ رَقِيقٌ فَعَائِشَةُ في طَرفِ الْبَيْتِ وَتَسْمَعُ بَعْضَ الكلامِ وَيَخْفَى عَلَيهَا أَكْثَرُهُ! فَكَانَتْ أُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ تَشْكُو زَوْجَهَا، وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ! حتى أَنْزَلَ اللَّهُ: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) فسبحانَهُ وَبِحَمْدِهِ.
عبادَ اللهِ: مَا الحلُّ لِمُشكِلَةِ الْمُظَاهرِ؟ فالجَوابُ: مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ أَنْ يَقُولَ لَها: مُرِيهِ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً, قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عِنْدَهُ مَا يُعْتِقُ بهِ من الفَقْرِ قَالَ: فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَتْ: إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ، مَا بِهِ مِنْ قُدرَةٍ على الصِّيامِ، قَالَ: فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، قالت: مَا ذَلِكَ عِنْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّا سَنُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ، قَالَتْ: وَأَنَا سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ، فَقَالَ :أَصَبْتِ، وَأَحْسَنْتِ، فَاذْهَبِي فَتَصَدَّقِي بِهِ عَنْهُ ،ثُمَّ اسْتَوْصِي بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرًا، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ. هكذا أَحْسَنَت خَوْلَةُ رَضِي اللهُ عَنها إدارةَ الْمُشكِلَةِ حَتَّى عَادَ لَهَا زَوجُهَا وَبَيتُها. فاللهُمَّ اجعَلِ القُرآنَ العظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا، وَنُورَ صُدُورِنا، وَجَلاءَ هُمُومِنَا. اللهُمَّ حَبِّب إلينا الإِيمَانَ وَزَيِّنهُ في قُلُوبِنا، وَكَرِّه إلينَا الكُفرَ والفُسُوقَ والعِصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدِينَ. اللهُمَّ اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ والأقوالِ والأعمالِ لا يهدي لأحسَنِها إلا أنت واصرف عنَّا سَيِّئَهَا لا يصرفُ عنَّا سَيِّئَهَا إلا أنتَ, اللهُمَّ أغثْ قُلُوبَنَا بِالْعِلْمِ والإيمَانِ وَبِلادَنَا بِالْخَيرِ وَالأَمْطَارِ، الَّلهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والْمُسلمينَ، وَدَمِّر أَعدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بَلَدَنا آمِنًاَ مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسلِمِينَ. الَّلهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ وَعِبَادَكَ الْمُؤمِنينَ. الَّلهُمَّ إنَّا نَسأَلُكَ الهُدى والتُّقَى والعَفَافَ والغِنَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ ذَاكِرينَ شَاكِرينَ. الَّلهُمّ وفِّقْ إِمَامَنَا لِمَا تُحِبُّ وَترْضَى، وَاجْزِهِ خَيرًا عَلَى خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ. انْصُرْ جُنُودَنَا واحفَظْ حُدُودَنا وَرُدَّ كيدَ أعدَائِنا يَا رَبَّ العالَمينَ.(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.

 0  0  7
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:47 صباحًا الأربعاء 5 جمادي الثاني 1447 / 26 نوفمبر 2025.