أُمِّي بعدَ أُمِّي 29/4/1446هـ
الحمدُ للهِ خلَقَ الإنسانَ ولم يكنْ شيئًا مَذكورًا، صوَّره فأحسَنَ صورتَه فجعلَهُ سميعًا بصيرًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ إنَّهُ كانَ حليمًا غفورًا، وأشهد أنَّ سيِّدَنا ونَبِيَّنا محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، كانَ للهِ عبدًا شكورًا، صلّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِهِ، والتَّابعينَ ومَنْ تَبعَهم بإحسانٍ رَواحًا وبُكورًا. أَمَّا بعدُ عِبَادَ اللهِ: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾. عِبَادَ اللهِ: الْأُسْرَةُ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ عَلينَاِ، وَمَنْ أُعْطِيَ نِعْمَةً وَجَبَ عَلَيْهِ أَدَاءُ حُقُوقِهَا وَالْقِيَامُ بِوَاجِبَاتِهَا، كَثِيرًا مَا نَتَكَلَّمُ عَنْ حُقُوقِ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ وَالْأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ، وَلَكِنَّنَا نَغْفُلُ عَنْ قَرِينَاتِ الْأُمَّهَاتِ! الآتي قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِشَأْنِهِنَّ بِقَولِهِ: " ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ. أُمَّكَ وَأَبَاكَ, وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ, ثُمَّ أَدْنَاكَ، أَدْنَاكَ ".
عِبَادَ اللهِ: وَإلِيكُمْ قِصَّةً قْرْآنِيَّةً تُجَسِّدُ الْمَقْصُودَ, وَتُظْهِرُ الْمُرَادَ! فَحِيَن وُلدَ مُوسى عليهِ السَّلامُ خَافَتْ أُمُّهُ عَليهِ مِنْ بَطْشِ بَني إسْرَائِيلَ فَأَلْقَتْهُ فِي الْيَمِّ وَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا مِنْ كُلِّ شيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى! وَهُنَا يَأْتي الْمَشْهَدُ الذي نُرِيدُ وَيحتاجُ مِنَّا إلى تَدَبُّرٍ أَكِيدٍ وَمَزِيدٍ! حِينَهَا بَحَثَتْ عَنْ أَحْرَصِ النَّاسِ عَليهِ, وَأَحَنِّهِمْ عَليهِ, فَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ، تَتَّبِعِي أَثَرَه وَخُذِي خَبَرَه فِي كُلِّ نَوَاحِي الْبَلَدِ. فَلِمَا أَوكَلَتْهَا هَذِهِ الْمَهَمَّةَ الخَطِيرَةَ، وَهِيَ فَتَاةٌ ضَعِيفَةٌ، وَلَمْ تُرسِلْ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهَا؟ لِتَبْحَثَ عَنْ ابْنِهَا وَسَطَ مُجْتَمَعٍ قَاتِلٍ وَظَالِمٍ؟ وَالجَوَابُ: لِأَنَّهَا تَعْلَمُ أَنَّهُ لا أَحَدَ أَحَنُّ ولاَ أَحْرَصُ ولا أَلْطَفُ عَلى هَذَا الطِّفْلِ بَعْدَ أُمِّهِ مِنْ أُخْتِهِ، وصَدَقَتْ وَاللهِ.
عِبَادَ اللهِ: الأختُ هي الأمُّ الثانيةُ، وَاليدُ الحانيةُ، وَالصَّداقةُ الحمِيمةُ، وَالذِّكرياتُ الْجَمِيلَةُ القديمةُ؛ الأُختُ تحبُّ أَخَاهَا وَتَتَبَاهَى بِهِ بِالْمَجَالِسِ وِالْمَحَافِلِ، تُدافعُ عنه في غَيبتِه، وَتَنْصَحُ لَهُ في حَضْرتِهِ, نَجَاحُكَ نَجَاحُهَا، وَمَا يَسوءُكُ يَسُوؤُهَا! أُخْتُكَ تُرَدِّدُ عَنْكَ أَنَّكَ:
زَينُ العَشِيرَةِ كُلِّها *** في البَدْوِ مِنْهَا وَالْحَضَرْ
وَرِثَ الْمَكَارِمَ كُلَّهَا *** وَعَلا على كُلِّ البَشرْ.
لَو لَمْ يَكُنْ بَينَنَا وَبَيْنَ أَخَوَاتِنَا مِنْ رِبَاطٍ إلَّا أَنَّنَا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ، وَحَوَانَا رَحِمٌ وَاحِدٍ ، وَرَضَعْنَا مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ، لكفَى لِحِفْظِ حَقِّهَا، وَتَمَكُّنِ مَودَّتِهَا، وَعُلُوِّ مَكَانَتِهَا. لِذَا وَجَّهَنَا دِينُنَا إلى الاهْتِمَامِ بِالأَقَارِبِ وَصِلَةِ الأَرْحَامِ وَالنَّهْىِ عَن الْقَطِيعَةِ، فَقَالَ جَلَّ وَعَلا: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}. وَرَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ -ثَلَاثًا-، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ» صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ، وَفِي الْمُتَّفَقِ عليهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ». وَقَالَ ﷺ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ».
عِبَادَ اللهِ: لم يمتْ أَبُوهَا مَنْ عندَها أَخٌ رحيمٌ، ولا تَشْعُرُ بِالخوفِ من عندَها أخٌ عظيمٌ، لأَنَّكَ أَنْتَ لها الفرحُ والسُّرورُ, والسَّعدُ الْحُبُورُ، أَنْتَ عِزُّ أُخْتِكَ وفَخرُهَا، وَحِمَاهَا وَنَصْرُهَا، فَكُنْ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّهَا بِكَ, والْحَامِي لَهَا بَعْدَ اللهِ مِنْ الْعَبَثِ والَّلهْوِ, وَالتَّبَرُّجِ والْسُّفُورِ, والْطَّيشِ وَالسَّفَهِ! فَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». فَلِمَنْ تَلْجَأُ بَعْدَ فَقْدِ أَبِيهَا، إلَّا لِسَنَدِهَا وَأَخِيهَا؟ وَأَنْتَ كَذَلِكَ! أُختُكَ لحمُكَ ودمُكَ، وَشَرَفُكَ وعِرضُكَ، فَلَهَا الْمَحَبَّةُ والتَّقديرُ، وَتَسْتَحِقُ مِنَكَ الْعَطَاءَ الكَثِيرَ، استَمِعْ إلى تَضْحِيَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَقَدْ ضَحَّى بِمُسْتَقْبلِهِ مِنْ أَجْلِ أَخَواَتِه، يقولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفِي قُفُولِنا إلى الْمَدِينَةِ، اسْتَأْذَنْتُهُ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَرُوسٌ، فَأَذِنَ لِي، وقَالَ لِي"هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟"، فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَالَ: "هَلاَّ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ؟"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ وَالِدِي، وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فَلاَ تُؤَدِّبُهُنَّ، وَلاَ تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا لِتَقُومَ عَلَيْهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ, وَتَمْشُطَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيهَنَّ) ،وفي رواية: إنَّ لي أَخَوَاتٌ، فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَينَهُنَّ؛ وَأَقَرَّهُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مَا فَعَلَ لأجْلِ أَخَوَاتِهِ. فَالَّلهُمَّ اهْدِنَا لأحْسَنِ الأقْوالِ والأعْمَالِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أنتَ وَاصْرِفْ عَنَّا سَيَّهَا لا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إلَّا أَنت. وَأَصْلِحْ لَنَا نِيَّاتِنَا وَذُرِيَّاتِنَا يَارَبَّ الْعَالَمِينَ. وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاستَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوى، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الْعَلِيُّ الأَعْلى، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا وَحَبِيبَنَا مُحمًّداً عبدُ اللهِ وَرَسولُهُ الْمُرتَضَى، الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عليهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَاقْتَفَى. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ جَلَّ وَعَلا.
عِبَادَ اللهِ: أيُعقلُ أن يُوجدَ في مُجتَمَعٍ مُسْلِمٍ مَن يَقْطعُ أُختَهُ شُهورًا وَسِنينَ؟، أيُعقلُ أَنْ لا تَرَاهُ بَتَاتًا، وَلا تَسْمَعُ صَوتَهُ؟ عَنْ أَبِي رِمْثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "بُرَّ أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ". فَأُخْتُكَ مِن رَحِمِكَ القَريبِ، الذي أَوصَى بِه الحبيبُ، فَكيفَ تَقْطَعُ رَحِمَكَ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ قَولَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَاقْرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)".
أيُّهَا الأَخُ الْكَرِيمُ: ليسَ من الشَّهَامَةِ، أنْ تَبيتَ شَبْعَانًا، وَأُخْتُكَ تَعِيشُ على تَبَرُّعَاتِ الجَمْعِياتِ وَصَدَقَاتِ الغُرَبَاءِ! فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، حَتَّى يَبِنَّ، أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبَعِهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا" قَالَ الأَلْبَانِيُّ: حَدِيثٌ صحيح. وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَوِ ابْنَتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ، دَخَلَ الْجَنَّةَ". قَالَ الأَلْبَانِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
أَيُّهَا الأَخُ الْكَرِيمُ: لا تُفرِّق في الْمُعَامَلَةِ بَينَ عِيَالِ إِخْوَانِكَ وَعِيَالِ أَخَوَاتِكَ بحُجَّة أَنَّهُمْ لا يَحْمِلُونَ لَقَبَ الْعَائِلَةِ؛ فإنَّ ذَلِكَ يُحزِنُهُنَّ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَّ ابنَ الأُخْتِ مِنَ القَومِ؛ حينَ قَالَ: «ابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مِنْهُمْ» رواه الشيخان
أيُّهَا الأَخُ الْكَرِيمُ: أَحْسِنْ إلى أُخْتِكَ بَعْدَ وَفَاتِهَا َأَو وَفَاةِ زَوجِهَا بِتَفقُّدِ وَلَدِهَا، وِالدُّعَاءِ لَهَا، وَإبْرَاءِ ذِمَّتِهَا! فَقَدْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: «أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: »فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ».
عِبَادَ اللهِ: مِنْ الْإِحْسَانِ بالأَخَوَاتِ حِفْظُ حُقُوقِهِنَّ فِي الْمِيرَاثِ، وَأَدَاؤُهُ كَمَا أَمَرَ بِهِ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ؛ وَمِنَ الظُّلْمِ لِلْأَخَوَاتِ عَضْلُهَا وَعَدَمُ تَيْسِيرِ أَمْرِ زَوَاجِهَا إذَا جَاءَهَا مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ. إخْوانِي: بعضُ الأخواتِ تَشْتَكي أَنَّ أَخَاهَا، لا يُحضِرُ لَهَا مَا تُريدُ، وَلا يُوصِلُهَا إلى حَيثُ تُرِيدُ إلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ، وَإذَا أَخَذَهَا أَهْلَكَهَا بِالتَّذَمُّرِ وَالْمَنِّ وَالأَذَى! فَوَا اللهِ إنَّ الشَّرفَ بِخِدْمَتِهَا والْحِفَاظِ عَليهَا. فَبَادِرْ، وَسَارِعْ. وَأَطِعْ، وَاجْعَلْهَا تَفْخرُ بِأَنَّكَ أَخَاهَا. فاللهمَّ اغفرْ لنا وارحمْنا وآباءَنا وأمهاتِنا وأخواتِنا وإخوانَنا يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم أدخلنا برحمتِك في عبادِك الصالحينَ، اللهم اشفِ مرضانا، وارحمْ موتانا، واهدِ ضالنا، واسترْ عيوبَنا، واقضِ ديونَنا، وفرجْ كروبَنا يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم لَكَ الْحمدُ على نعمَةِ الْخَيرِ والأمْطَار اجعل مَا أَنْزَلتِهُ قُوَّةً لَنَا وبلاغًا إلى حينٍ. اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدِّينِ. اللهم من أراد دينَنَا وبِلادَنَا وأَمْنَنَا وَأَخلاقَنا بسوء فأشغلهُ في نفسِهِ وَشَتِّتْ شَملَهُ, اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ. اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللهم أَعِنْهم على الحقِّ ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، واجزهم خيرا على خدمة الإسلامِ والْمسلمين. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والْمُسلِمِينَ أجمَعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .